واشنطن بوست: في لقاء بايدن ـ بوتين يجب التركيز على سوريا واتخاذ أفعال

profile
  • clock 11 يونيو 2021, 11:34:24 م
  • eye 694
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للمعلق جوش روغين، قال فيه إن الرئيس جوزيف بايدن سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت باتت فيه حياة الملايين من السوريين على المحك.

وأضاف أن سوريا ستكون على أجندة لقاء بايدن- بوتين في جنيف الأسبوع المقبل. ولو توصل الرئيسان لشكل من التعاون في الموضوع الإنساني في سوريا، 

فستكون إشارة عن الجهود المشتركة بين البلدين وستزيد من آمال ملايين الناس الذين يعانون. وفي حالة أصر بوتين على تجويع السوريين فعلى بايدن التقدم ومساعدتهم.

فهناك 3 ملايين معظمهم من النازحين في داخل بلادهم تجمعوا في محافظة إدلب، شمال- غرب سوريا، وهم جوعى وبحاجة ماسة للمساعدة وعرضة للقنابل التي يطلقها الجيش الروسي وجيش النظام.

ويحاول بشار الأسد وشركاؤه الروس والإيرانيون ارتكاب الكثير من جرائم الحرب، لكن سلاح الجوع والحرمان من الطعام هو 

الأقوى والذي استخدموه كوسيلة لكسر إرادة السوريين الذين يعارضون النظام وللسنة الحادية عشرة من الحرب.

 وتهدد روسيا الآن وبشكل مخجل بإغلاق آخر معبر للمساعدات الإنسانية والذي ينقل من خلاله الطعام والدواء إلى أجزاء سوريا التي لا يسيطر عليها الأسد.

 ولو لم توافق روسيا بحلول 10 تموز/يوليو على قرار لمجلس الأمن الدولي يصادق على المعبر من 

تركيا الذي يطلق عليه باب الهوا، فإن السكان المحتاجين سيواجهون مصيرا رهيبا حسبما تقول منظمات الإغاثة الإنسانية.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد إن “وحشية إغلاق آخر معبر حدودي إلى سوريا ستترك تداعيات لا حد لها”. 

وقامت السفيرة بزيارة إلى تركيا الأسبوع الماضي و”أخبرني مجتمع المنظمات غير الحكومية واللاجئون أنفسهم أنهم سيموتون بدون المعبر الحدودي”.

ونقل الكاتب عن عدد من المسؤولين الأمريكيين البارزين أن موضوع المعبر الحدودي سيكون على أجندة الرئيس بايدن في لقائه مع بوتين الأسبوع المقبل بسويسرا. 

وقالوا إن الإدارة على تواصل مباشر مع الحكومة الروسية وعلى مستويات عدة. 

وضغط وزير الخارجية أنتوني بلينكن على نظيره الروسي سيرغي لافروف في لقائهما الذي عقد في ريكيافيك الشهر الماضي. 

وفي اجتماع بمجلس الأمن الدولي عقد بآذار/مارس حث بلينكن روسيا على السماح بمرور الدعم الإنساني وإعادة فتح المعبرين الآخرين اللذين عملت روسيا على إغلاقهما. 

وقال بلينكن “منفذ إلى السوريين بدون معوقات مهم أكثر من أي وقت مضى، وليس بسبب الأزمة الإنسانية المتزايدة ولكن بسبب التهديد الذي يمثله كوفيد-19”.

 وتعتبر أجندة بايدن- بوتين مزدحمة لكن الجزء السوري فيها يعتبر رئيسيا للطرفين مع اقتراب الموعد النهائي لإغلاق المعبر.

 وتساءل الكاتب إن كان بوتين مستعدا لعقد صفقة يمكن أن تكون أساسا للتعاون في سوريا؟ وهل إدارة بايدن مستعدة في الوقت نفسه لجعل الموضوع أولوية والضغط بشدة على الروس لا “رشوتهم” من أجل عمل ما هو صواب؟

وعلق بريان كاتوليس، الزميل في مركز التقدم الأمريكي “إنها لحظة الوضوح.. فكيفية تعامل روسيا والولايات المتحدة مع سوريا ستكشف 

عن موقف بوتين فقط وستفصح عن التزام إدارة بايدن في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية باعتبارهما أولوية في سياستها الخارجية”.

ويقوم الموقف الروسي العلني على ضرورة مرور كل المساعدات من خلال النظام السوري، وهو موقف غريب لو أخذنا بعين الاعتبار أن الأسد هو الذي يقوم بالتسبب بالمعاناة الإنسانية.

 وخلف الأضواء يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن روسيا تريد تخفيف العقوبات مقابل السماح بمرور المساعدات، ولكن هذا سيكون بمثابة مكافأة لبوتين على عدم تجويعه المدنيين، وهي فكرة بشعة.

ويرى الكاتب أنه في حالة رفض بوتين التعاون مع بايدن في ملف الإغاثة الإنسانية، فستواجه الولايات المتحدة وشركاءها بمن فيهم تركيا تحديا كبيرا للعمل خارج نظام الأمم المتحدة ولتوفير الإغاثة لإدلب.

 لكن يجب أن يكون هذا هو الواقع الذي على أمريكا تحضير نفسها له الآن. والتحضيرات هذه ستزيد من نفوذ الولايات المتحدة أمام موسكو. 

 وستكون تحركات وأفعال بايدن في جنيف حول الملف السوري بمثابة امتحان حول استعداد الولايات المتحدة لمواجهة التوسع الروسي والصيني في المنطقة. 

وهي نقطة أكد عليها قادة لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب الذين أرسلوا رسالة هذا الأسبوع إلى بلينكن حثوه فيها على ممارسة أعلى ضغط ضد بيجين وموسكو. 

وجاء فيها أن “الحملة الروسية لإغلاق المعبر الحدودي ووقف نقل المساعدات الإنسانية هي جزء من جهد

 أوسع للسيطرة على منافذ شرق المتوسط وتشجيع المجتمع الدولي على إعادة تأهيل نظام الأسد وفتح المجال أمام أموال إعادة الإعمار التي ستقوي من سيطرة الأسد وتؤمن موطئ القدم الروسي الإستراتيجي”.

ويقول إن تركيز الجهود الدبلوماسية الأمريكية على سوريا قد ينظر إليه على أنه حرف لنظر فريق بايدن الذي يحاول تحويل المال 

والمصادر بعيدا عن الشرق الأوسط باتجاه اللعبة الكبرى في التنافس مع روسيا والصين. 

لكن لعبة القوى العظمى جارية في كل أنحاء العالم بما فيها الشرق الأوسط. ولا يمكن لإدارة بايدن تجاهل هذا ولا يمكن 

للولايات المتحدة التخلي عن ملايين الأبرياء الذي يجوعون أمام ناظرينا. ويقول فريق بايدن الأشياء الصحيحة حول سوريا ولكن الأفعال تتحدث أقوى من الكلمات.

موضوعات قد تهمك:

وول ستريت جورنال: العلاقات الإماراتية- الصينية مصدر قلق أمريكي وقد تؤثر على صفقة “إف- 35”

واشنطن بوست: النقاش في أمريكا يتحول بشأن إسرائيل والكل تغير إلا بايدن

بوتين: لا سلام دائم بالمنطقة دون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي


التعليقات (0)