تكبير الخط تصغير الخط

فيما تتقدم الحرب في أوكرانيا باتجاه إتمام عام أول منذ اندلاعها في فبراير/شباط الماضي، تتأهب الولايات المتحدة لحرب طويلة الأمد.

وبعد أن كانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تقدم للجنود الأوكرانيين برامج تدريبية مكثفة وتقتصر على تدريبهم على الأسلحة الجديدة التي تمدهم بها باتت استراتيجيتها تعتمد على برامج تدريب أكبر لمنحهم مهارات أوسع.

وأعلن البنتاغون أمس أنه يعتزم أن يطلق مع بداية العام الجديد برنامجا بهدف تدريب عدد أكبر من الجنود الأوكرانيين وتزويدهم بمهارات أوسع، في وقت تترقّب كييف هجومًا روسيًا جديدًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال بات رايدر إنه في حين يقتصر تدريب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة التي تمنحها واشنطن لكييف، إلا أن الولايات المتحدة ستنظّم الآن مناورات مشتركة لتعليمهم كيفية تنسيق مناورات قوات المشاة مع دعم المدفعية.

ويخوض الجيش الأوكرانيا منذ 10 شهور معارك ضارية مع الجيش الروسي نجح خلالها في بعض الفترات قلب المعادلة لصالحه واستعادت أراض فقدها خلال سير المعارك.

وأطلقت روسيا في 24 فبراير/شباط ما قالت إنه عملية عسكرية في البلد السوفياتي السابق كان يعتقد أنها ستكون حربا خاطفة بإسقاط السلطة في العاصمة كييف، لكن استراتيجية موسكو تعدلت لاحقا بعد أن نجحت المساعدات العسكرية الغربية في الحفاظ على توازن القوة بين الجانبين.

وأوضح المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي الخميس أن هذا البرنامج الذي يُفترض أن يبدأ مع بداية العام المقبل سيتيح "تدريب حوالي 500 جندي أوكراني شهريًا".

وأضاف أن "الفكرة هي منحهم تدريبًا جماعيًا متقدّمًا سيسمح لهم بتنفيذ عمليّات عسكري بأسلحة مشتركة ومناورات على أرض المعركة".

ومن المقرر أن تستضيف ألمانيا تلك التدريبات مع الحفاظ على برامج تدريب الأوكرانيين على الأسلحة الجديدة، والالتزام بالتدريبات المشتركة مع دول أخرى أبرزها بريطانيا.

ودرّبت الولايات المتحدة حوالى 3100 جندي على الأسلحة التي تزوّد كييف بها، كما درّب الحلفاء 12 ألف جندي إضافي.

وتأتي هذه الاستعدادات والخطط المستقبلية فيما يتوقع القادة الأوكرانيون هجوما روسيا واسعا أوائل العام المقبل بعد أن تركز القتال منذ أشهر في شرق البلاد وجنوبها.

وعلى ما يبدو تحاول واشنطن تفادي مواجهة مباشرة مع روسيا مع استنزاف الخصم الاستراتيجي في معارك طويلة في أوكرانيا، وإعادة ترميم حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي نالت منه سنوات من التعاون الروسي الأوروبي في مجال الطاقة.