- ℃ 11 تركيا
- 1 نوفمبر 2024
وكلاء الحرب.. هكذا تحولت إيران الضعيفة اقتصاديا لأكثر الأنظمة نفوذاً بالمنطقة
وكلاء الحرب.. هكذا تحولت إيران الضعيفة اقتصاديا لأكثر الأنظمة نفوذاً بالمنطقة
- 8 أكتوبر 2022, 7:50:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط تحليل نشره منتدى الخليج الدولي، الضوء على الدور الذي لعبه وكلاء الحرب الموالين لإيران بمنطقة الشرق الأوسط، في تحويل الدولة الفارسية لواحدة من أكثر الأنظمة نفوذا بالمنطقة رغم معاناتها الاقتصادية.
التحليل الذي كتبه الأكاديمي التركي "إبراهيم كاراتاش" وهو محاضر في العلاقات الدولية بعدة جامعات تركية وأيضا كاتب عمود بعدة صحف تركية، استعرض تاريخ الحروب بالوكالة التي بزغ نجمها في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تنافست فيها القوى الكبرى للحصول على ميزة نسبية في دولة ثالثة.
ورأى أنه منذ ذلك الحين، تغيرت طبيعة الصراع بالوكالة بمرور الوقت واختلفت من بلد إلى آخر، ولكنها ظلت في أبسط أشكالها تتكون من قوى محلية - تُعرف أيضًا باسم "الوكلاء" - تقاتل نيابة عن داعم أجنبي، مشيرا إلى أنه نادرا ما يكون العملاء المحليون مدينين بالكامل لرعاتهم الأجانب.
ولفت إلى أنه طوال فترة الحرب الباردة، استفادت الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، والصين بدرجة أقل، من قوة القوات المحاربة لصالحها بالوكالة.
وأضاف أنه مع بداية القرن الحادي والعشرين، بدأت القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، مثل إيران والسعودية في الشرق الأوسط، بشكل متزايد في استخدام بدائل لتحقيق أهدافها الجيوسياسية بطريقة فعالة من حيث التكلفة و(على الأقل محليًا) غير دموي.
وأكد أنه في منطقة الشرق الأوسط، استخدمت إيران الوكلاء بشكل أكثر فاعلية من أي دولة أخرى، موضحا أن من المرجح أن يكون للدولة الفارسية أكثر من 100 منظمة مسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وذكرت أن هذه المجموعات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، تتراوح في الحجم من الميليشيات الصغيرة في العراق إلى 100 ألف عضو قوي كما هو الحال في حالة حزب الله في لبنان، والذي يُعتقد أنه أقوى من القوات المسلحة اللبنانية.
ولفت إلى أنه بفضل هذه المجموعات التي تعمل بالوكالة، أصبحت إيران وسيطًا قويًا إقليميًا واكتسبت نفوذاً هائلاً في جميع أنحاء العالم العربي، لا سيما في البلدان التي تواجه عدم استقرار مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وأضاف أنه غالبًا ما يُلام النظام الإيراني على أنه العقل المدبر للحروب التي تشنها الجماعات المسلحة. ورغم نفي طهران المستمر لهذه المزاعم، فإن الحقائق على الأرض تقول عكس ذلك.
وفي حين أن إيران لم تبدأ أبدًا حربًا مفتوحة مع أي من منافسيها (وهي حقيقة يستشهد بها المدافعون عن الحكومة في كثير من الأحيان لتبرير أفعالها)، فإن وكلائها يقاتلون لخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وتقويض أمن هؤلاء المنافسين.
ونوه المحلل التركي إلى أن تاريخ استخدام إيران للمجموعات في الحرب بالوكالة يعود إلى أوائل الثمانينيات، عندما غزت إسرائيل لبنان عام 1982 لطرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت.
واستغلالا لفرصة إيذاء تل أبيب وتعزيز انتشارها بين العرب الشيعة، أرسلت إيران الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) إلى سهل البقاع ودربت الميليشيات الشيعية التي أصبحت فيما بعد الأساس الذي انطلق منه حزب الله، الذي سيطر على السياسة اللبنانية منذ عام 2005.
واعترافًا منها بفاعلية حزب الله، أنشأ الحرس الثوري الإيراني منظمة شبه عسكرية تسمى فيلق القدس، والتي ورد أنها تتكون من 15 ألف جندي وتشرف على عمليات ما بين 130 ألف إلى 180 ألف مقاتل محلي.
ووفق "كاراتاش" فإن فيلق القدس يدعم حاليا "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن، وقوات "الحشد الشعبي" في العراق، و"لواء فاطميون" في أفغانستان، وحماس (منظمة سنية) في قطاع غزة، ولواء "زينبيون" في باكستان، وفيلق رسول الله في شبه الجزيرة العربية، وفيلق الشام في سوريا ولبنان والأردن، وفيلق رمضان في العراق، وفيلق الأنصار في أفغانستان.
وإضافة إلى تلك المجموعات، سعى فيلق القدس إلى توسيع عملياته في أذربيجان المجاورة؛ حيث توجد بالفعل مجموعة تسمى الحسينيون في أذربيجان، لكن لا يُعرف سوى القليل عن أنشطتها.
وتدعم إيران أيضا وكلاء فرعيون يعملون تحت كل مجموعة من هذه المجموعات. على سبيل المثال، هناك أكثر من 20 وكيلًا إيرانيًا في سوريا، أنفقت إيران حوالي 15 مليار دولار لتجنيدهم وتدريبهم وتجهيزهم.
ولفت الكاتب إلي أن هناك 4 أسباب تفسر اعتماد إيران الوكلاء، الأول محاولة تصدير الثورة الإيرانية، الثاني استغلال مظالم الأقليات الشيعية داخل الدول العربية المجاورة لاسيما في العراق ولبنان للحفاظ على نفوذه.
ثالث الأسباب، استخدام الوكلاء لمواجهة تصرفات الدول المعادية مثل السعودية وإسرائيل، ورابعها، أن اعتماد طهران على الميليشيات يعد علامة على تنامي نفوذ المتشددين، لا سيما نفوذ الحرس الثوري الإيراني، داخل دوائر صنع القرار في إيران وجهاز السياسة الخارجية.
وذكر الأكاديمي التركي، أنه بمساعدة وكلائها، تتمتع إيران الآن بالسيطرة المهيمنة على العراق ولبنان وشمال اليمن وإلى حد ما سوريا، وتهدد بالسيطرة على دول أخرى.
في بعض الدول، لم تشن طهران حروبًا، لكنها استفادت ببساطة من قدرة قواتها على التنظيم وسط حالة من الفوضى العامة، كما يتضح من حالة العراق.
عندما غادر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العراق في عام 2011، دخل الإيرانيون البلاد وسيطروا عليها بشكل فعال من خلال نفوذهم السياسي على الأحزاب السياسية والميليشيات الشيعية.
وفي سوريا، سهّل نظام "بشار الأسد"، وهو حليف طويل الأمد لطهران، تدخل إيران في الصراع السوري. بغض النظر عن الظروف التي استغلتها إيران للتسلل إلى هذه البلدان، كان الوكلاء دائمًا بمثابة القناة المفضلة للنفوذ الإيراني.
وخلص الأكاديمي التركي، إلي أنه بفضل الوكلاء، فإن إيران- الضعيفة اقتصاديًا والتي واجهت صعوبة كبيرة في السيطرة على مواطنيها الساخطين بشكل متزايد - قد فرضت سيطرتها على ملايين العرب خارج حدودها.