- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
"وول ستريت جورنال": التوجه جنوبا أصعب مرحلة ستواجه إسرائيل في حربها على غزة
"وول ستريت جورنال": التوجه جنوبا أصعب مرحلة ستواجه إسرائيل في حربها على غزة
- 20 نوفمبر 2023, 2:18:54 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن إسرائيل تحوّل تركيز حملتها العسكرية نحو جنوب قطاع غزة، حيث من المرجح أن تواجه أصعب مرحلة في الحرب المستمرّة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في الوقت الذي تسعى فيه إلى "سحق حماس"، واستعادة الأسرى، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن القادة الإسرائيليين أشاروا إلى التحوّل نحو الجنوب في الأيام الأخيرة، باعتبار أن العديد من مقاتلي "حماس" فرّوا إلى هناك مع دخول القوات الإسرائيلية إلى الشمال، وأن بعض القادة متحصنين في بلدات ذات كثافة سكانية عالية، أو في أنفاق تحت الأرض، والتي شهدت غارات جوية وجولات قتال أقل من مدينة غزة شمالاً.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن القوات الإسرائيلية نجحت إلى حدّ كبير في السيطرة على شمالي غزة، لكنها لم تدمّر قدرات "حماس" العسكرية سوى جزئياً، ولم تأسر أو تقتل العديد من كبار قادتها، وفق تأكيد ضباط ومحللين إسرائيليّين كبار.
ووفق ضباط إسرائيليين سابقين، فإنّ الأسرى هم أفضل وسيلة ضغط يمتلكها قادة "حماس" للبقاء على قيد الحياة، في ظلّ التحوّل الإسرائيلي نحو الجنوب، حيث يسعى المسلّحون إلى وقف القتال، على الأقل مؤقتاً.
ويقول مسؤولون وقادة إسرائيليون إن خطة إسرائيل لمهاجمة "حماس" في الجنوب من المرجح أن تشبه تقدّمها في الشمال، لكنّ الأمر سيكون معقداً بسبب العدد الكبير من المدنيين الذين تكتظ بهم المنطقة حالياً.
ويؤكد مسؤولون أميركيون أنّهم يحثون إسرائيل على تأخير عملياتها المتصاعدة في الجنوب حتى تفكر في خطط لحماية المدنيين الذين فرّوا إلى هناك بأعداد كبيرة هرباً من القتال في الشمال.
ووفق الصحيفة، يعتبر مسؤولون إسرائيليون أنه ليس أمامهم خيار سوى غزو جنوب ووسط قطاع غزة، لتحقيق هدف الحكومة الإسرائيلية المتمثل في إزاحة "حماس" من السلطة، رداً على عملية "طوفان الأقصى".
وتنقل الصحيفة عن محللين ومسؤولين أمنيين إسرائيليين أحاديثهم عن أن أحد الأهداف الإسرائيلية في الجنوب سيكون إغلاق الحدود مع مصر، بما في ذلك الأنفاق الموجودة تحتها، بهدف منع "حماس" من جلب المزيد من الأسلحة لإطالة أمد القتال ومنع قادتها من الهروب.
وتقول النائبة السابقة لرئيس هيئة الاستخبارات القتالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي ميري آيسين إن قادة "حماس" الرئيسيين لم يبقوا في الشمال قط، وهم سيبقون بالقرب من منازلهم، والجزء الأكبر منهم يعيش في وسط وجنوب غزة.
ووفق الصحيفة، من المرجح أن تقوم الطائرات الحربية الإسرائيلية بتكثيف قصفها على خانيونس ورفح، والتي يُعتقد أنها مليئة بأنفاق "حماس"، مثل مدينة غزة في الشمال، على أن يتبع ذلك تقدّم القوات البرية من اتجاهات عدة، وعزل معاقل "حماس"، وتطهيرها ببطء من المقاتلين فوق الأرض.
وهنا، يقول الضابط الإسرائيلي المتقاعد والمسؤول الاستخباراتي السابق إيال بينكو: "سوف يتحركون ببطء. سيكون القصف أولاً من الجو والبحر والأرض، ثمّ من المشاة والدبابات".
بدوره، يعتبر الضابط المتقاعد في الجيش الأمريكي، رئيس دراسات حرب المدن في الأكاديمية العسكرية الأمريكية جون سبنسر، أن بعض التحديات ستبقى على حالها في الجنوب، مشيراً في المقابل إلى أن أحد الاختلافات هو أنهم أرسلوا الجميع إلى هناك، لذا هم يواجهون وضعاً أكثر صعوبة في فصل المدنيين عن "حماس".
وفي الأيام القليلة الماضية، قامت طائرات إسرائيلية بإلقاء مناشير فوق مناطق جنوبي غزة تدعو السكان فيها إلى الفرار إلى منطقة أصغر تسمّى المواسي، وهي عبارة عن شريط من الأراضي الزراعية، يبلغ عرضه حوالي نصف ميل وطوله 9 أميال على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ويقرّ بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنه سيكون من المستحيل حشد مليوني شخص من سكان غزة في المواسي. ويقول المدير الإداري للمعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي الميجور جنرال الاحتياطي تامير هايمان: "ما سنفعله هو إخلاء محلي لفترة قصيرة من الزمن، وسنعيدهم في وقت لاحق عندما ننسحب". ويضيف: "الأمر معقد جداً. أعرف كيف يبدو الأمر، لكن ليس لدينا بديل".
ومن المرجح أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي المتوقع على جنوب غزة إلى زيادة الضغط على مصر للسماح لمزيد من اللاجئين الفلسطينيين بدخول البلاد، وهي الفكرة التي ترفضها القاهرة وتعتبرها اعتداءً على وحدة الأراضي الفلسطينية.