-
℃ 11 تركيا
-
22 أبريل 2025
يديعوت: تجميد ترامب الهجوم على إيران يرسم علامات استفهام حول الهدف الإستراتيجي الأهم لـ"إسرائيل"
من صحافة العدو
يديعوت: تجميد ترامب الهجوم على إيران يرسم علامات استفهام حول الهدف الإستراتيجي الأهم لـ"إسرائيل"
-
19 أبريل 2025, 8:31:03 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تجميد ترامب الهجوم على إيران يرسم علامات استفهام حول الهدف الإستراتيجي الأهم لـ"إسرائيل"
يديعوت أحرونوت - رون بن يشاي
لم يتفاجأ رئيس الوزراء حقاً عندما بلغه مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، عند زيارته واشنطن ببدء مفاوضات بين الولايات المتحدة وايران، المفاوضات التي بدأت، السبت الماضي، في مسقط عاصمة عُمان.
يمكن الافتراض أن "إسرائيل" كانت على علم بالخلافات في الإدارة حول مسألة النووي الإيراني. من جهة معسكر الصقور، وعلى رأسه مستشار الامن القومي، مايكل فالتس، ومسؤولو البنتاغون ممن يطلبون التدمير التام للبرنامج النووي الإيراني، ومن الجهة الأخرى نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الدفاع، بيت هيجسيت، ورئيسة الاستخبارات، تولسي غابرد، والمبعوث ويتكوف الذين يسعون الى اتفاق يشمل تجميدا للبرنامج ورقابة متشددة. قبل بضعة أيام من رحلة نتنياهو العاجلة الى الولايات المتحدة كان واضحاً أن يد المعسكر المعتدل هي العليا.
وأفادت "نيويورك تايمز"، يوم الأربعاء، على لسان مسؤولين كبار في الإدارة بان "إسرائيل "بمشاركة كاملة مع الولايات المتحدة خططت لهجوم على المنشآت النووية في ايران، ويحتمل في الشهر القادم، لكن الرئيس ترامب استخدم الفيتو على العملية لصالح القناة الدبلوماسية. وحسب التقرير، في 2 نيسان التقى قائد المنطقة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، مع مسؤولين إسرائيليين كبار، وأطلعهم على ذلك. اما نتنياهو، الذي كان في هنغاريا، فقد اتصل بترامب في محاولة لارجاعه عن قراره. أجاب الرئيس بانه غير معني بان يبحث في ذلك هاتفيا ودعاه الى البيت الأبيض.
خرج نتنياهو من لقائه مع ترامب بيدين فارغتين. فليست الخطة العسكرية فقط بقيت حالياً على الورق، بل تبين أيضا انه لا توجد للرئيس ولرجاله خطة متبلورة لخوض المفاوضات وما يريد ان يحققه من خلالها، باستثناء الا يكون لإيران سلاح نووي. من توقع منه قولا صريحا عن التزامه بتصفية البرنامج النووي الإيراني خاب ظنه.
العبث هو ان ايران توجد اليوم في قمة ضعفها كدولة وكمجتمع، لكن في الوقت ذاته هي دولة عتبة نووية يمكنها في غضون اشهر معدودة من لحظة القرار أن تحوز سلاحا نوويا عملياتيا وبه تهددنا وتهدد دول المنطقة، بل أوروبا والولايات المتحدة. عمليا، تقترب ايران من مكانة كوريا الشمالية التي تحوز سلاحا نوويا وصواريخ بعيدة المدى، وبالتالي تتمتع بالحصانة.
في جهاز الأمن في "اسرائيل" مقتنعون باننا اذا لم نعمل في غضون اشهر معدودة لإزالة التهديد، فاننا سنفوت فرصة تاريخية. بتقدير كل محافل الأمن في إسرائيل، وكذا محافل غير قليلة في البنتاغون وفي اسرة الاستخبارات الأميركية، فان إنجازات حرب السيوف الحديدية، واساسا الهجوم الأخير في ايران، الى جانب التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه، تشكل نافذة فرص لهجوم على المنشآت النووية وتدميرها من الأساس. نافذة الفرص ستكون مفتوحة لزمن قصير، ربما فقط لاشهر. ما أن تغلق حتى يكون الهجوم اقل نجاعة بكثير، وسيجبي ثمنا اكبر ممن سيهاجم. اعتبار مهم آخر هو ان كوريلا، الذي يؤيد الهجوم على المنشآت النووية، سينهي مهام منصبه بعد عدة اشهر، ولا يمكن أن نعرف ماذا سيكون موقف بديله وكم يمكن الاعتماد عليه في أن يقف الى جانب إسرائيل في هذه المسألة.
هذه الفرضيات الأساس هي التي أدت الى خطة الهجوم التي عرقلها ترامب. وحسب "نيويورك تايمز" فقد أمر نتنياهو بداية الجيش الإسرائيلي ان يعد خطة تدمج بين اجتياح كوماندو لمواقع نووية تحت الأرض وبين هجوم من الجو. لكن هذا الخيار شطب عن جدول الاعمال. أراد نتنياهو أن ينفذ هجوما مبكرا قدر الإمكان، قبل ان تغلق نافذة الفرص، وفي جهاز الامن بدؤوا يبلورون خطة بديلة لهجوم جوي واسع يحتاج الى مساعدة أميركية، ليس فقط في الدفاع عن إسرائيل من رد إيراني بل أيضا في الجانب الهجومي.
بالمناسبة، في "إسرائيل" لا يغضبون على التسريب الأميركي، ويفهمون بانه جاء لخلق ضغط على ايران وللاظهار بان التهديد العسكري جدي وملموس، ناهيك عن أن ليست كل التفاصيل التي نشرت في "نيويورك تايمز" دقيقة.
التطلع: نموذج القذافي
لأجل فهم الوضعية الحالية ينبغي تحليل الاعتبارات الاستراتيجية للولايات المتحدة، لـ"إسرائيل"، ولايران.
يريد الرئيس ترامب، في ولايته الثانية والأخيرة، أن يدخل صفحات التاريخ كمن وضع حدا لنزاعات مضرجة بالدماء في ارجاء العالم من خلال المفاوضات التي يرى نفسه خبيرا فيها. واذا كان ممكنا أيضا الحصول على جائزة نوبل وعلى الطريق زق اصبع في عين كريه روحه بايدن – يكون افضل. يبدو الواقع الحالي في الشرق الأوسط في نظر الرئيس ومستشاريه فرصة لتحقيق مبتغاه، وهو يريد أن يحقق هذا الإنجاز في زيارته القريبة الى المنطقة، في نهاية أيار او بداية حزيران. ترامب معني بان يعلن عن صفقة تضع حدا لتطلعات ايران الى سلاح نووي وتوسيع اتفاقات إبراهيم من خلال اعلان السعودية التطبيع مع "إسرائيل".
ستكون رحلة ترامب الى الشرق الأوسط منعطفا في الساحة العالمية. وبدون إزالة التهديد النووي الإيراني لن يحصل هذا. وعليه فقد أوضح الرئيس بانه غير مستعد ليضيع الوقت على مفاوضات طويلة، وانه اذا لم يتحقق اتفاق، فانه سيفعل الخيار العسكري الذي جمد حاليا.
التهديد ليس فارغا من المضمون. فالولايات المتحدة تجمع قوة هجومية ودفاعية واضحة في الشرق الأوسط، بل تمنح ايران نموذجا لقدراتها ونواياها حين تقصف بلا انقطاع الحوثيين في اليمن. لكن في إسرائيل يخشون من أن يكون جمع القوة والتهديدات التي يطلقها ترامب تستهدف أساسا خلق ضغط وعي على ايران وفي النهاية لن يرغب في تبذير أموال دافع الضرائب الأميركي على حرب أخرى في الشرق الأوسط وتعريض جنود أميركيين يرابطون في القواعد في العراق، قطر، السعودية والبحرين، للخطر. وعليه، كما يقدرون في القدس، سيفضل ترامب المساومة على اتفاق نووي سيئ على أن يتمكن من التباهي بانجازاته الدبلوماسية.
في جهاز الامن وفي المستوى السياسي في "إسرائيل" يسود اجماع على أنه محظور الاكتفاء باقل من التدمير التام للقدرات النووية الإيرانية. بمعنى: تفكيك منشآت التخصيب وأجهزة الطرد المركزي، والتدمير التام لمفاعل المياه الثقيلة، وإخراج كل اليورانيوم المخصب الذي جمعته ايران الى دولة ثالثة. إضافة الى ذلك تطلب إسرائيل كشف وهدم منشآت تطوير وإنتاج السلاح النووي نفسه، بما في ذلك الرؤوس المتفجرة النووية للصواريخ. تفضل إسرائيل أن يجري هذا على أيدي الأميركيين وباشرافهم، بشكل لا تتمكن فيه ايران من إعادة ترميم وتطوير البرنامج النووي العسكري لديها ومنظومات انتاج الصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة.
من خلف كل هذا يوجد فهم استراتيجي إسرائيلي يعتقد بان تفكيك البرنامج النووي الإيراني، سواء بطريقة عسكرية ام بمفاوضات، سيوجه ضربة شديدة لنظام آيات الله قد تؤدي الى سقوطه، مثلما حصل لنظام القذافي في ليبيا. وعندها فقط كما هم مقتنعون في القدس، سيزول عنا التهديد النووي. طالما بقي النظام على حاله، فستتمكن ايران من إعادة بناء البرنامج النووي. العملية العسكرية، التي خططت لها إسرائيل، وكبحها ترامب، حسب "نيويورك تايمز"، كان يفترض بها ان تخلق ظروفا محسنة لانهيار النظام في طهران.
أما ايران، التي تستشري فيها البطالة، وعملتها في اسفل الدرك في كل الأزمنة، فمعنية أساسا برفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا عنها، ولتكون لها إمكانية تصدير النفط، أساسا للصين. لكنها لن توافق على التنازل عن مكانتها كدولة عتبة نووية. وحتى لو وقعت على صفقة مع الولايات المتحدة فانها ستتطلع لتبقي في يديها القدرة على الاقتحام الى سلاح نووي في غضون أسابيع أو اشهر قليلة. وهي اليوم قادرة على ان تصل الى جهاز متفجر نووي في غضون 12 يوما وفي غضون أسابيع قليلة أن تحوز ما يكفي من المادة المشعة - أي اليورانيوم المخصب لمستوى 90 في المئة – تكفي لست قنابل. لإيران أيضا ترسانة من مئات الصواريخ الباليستية والصواريخ الجوالة، لبضع عشرات منها على الأقل قدرة كامنة لتحمل رأسا متفجرا نوويا.
"إسرائيل"، وان كانت ضربت بشكل شديد قسما من قدرات الدفاع الجوي الإيرانية التي تحمي منشآت التخصيب، بل دمرت، حسب منشورات اجنبية، الخلاطات المتطورة التي بواسطتها تنتج الوقود الصلبة للصواريخ، لكن لا تزال لدى ايران آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي بنتها منذ انسحب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، ولا تزال لديها منشآت تطوير وإنتاج الصواريخ. ويقدر الخبراء بان التخلي عن هذه الوسائل- فما بالك عن البرنامج النووي كله؟- سيمس مسا شديدا بمكانة النظام، بل قد يؤدي الى انهياره، كما تتطلع "إسرائيل".
يديعوت أحرونوت
- يديعوت أحرونوت
- ترامب
- إسرائيل
- إيران
- نتنياهو
- الاتفاق النووي الإيراني
- العقوبات الإيرانية
- واشنطن
- البرنامج النووي الإيراني
- ستيف ويتكوف
- الاتفاق النووي مع إيران
- رسالة ترامب إلى إيران
- محادثات إيران والولايات المتحدة
- التوتر الأمريكي الإيراني
- التهديد الأمريكي لإيران
- كيف سترد إيران على التهديد الأمريكي
- الاحتلال يستعد لضرب إيران
- صفقة نووية بين ترامب وإيران
- المفاوضات مع إيران
- إيران وأمريكا
- إيران والولايات المتحدة
- ترامب وإيران
- الهجوم المؤجل على إيران
- تجميد ترامب الهجوم على إيران









