- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
يديعوت: هل يكتفي بوتين بأوكرانيا لتحقيق أهدافه؟
يديعوت: هل يكتفي بوتين بأوكرانيا لتحقيق أهدافه؟
- 17 فبراير 2022, 3:44:19 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: يئير نافوت
هل كان يمكن منع الأزمة الأمنية الحادة التي تعيشها أوروبا في عقب التوتر المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا؟ كي نفهم موقف الكرملين وموقفه من حلف الناتو وتمدده شرقاً ومكان أوكرانيا في الصورة، يمكن أن نعود 15 سنة إلى الوراء، إلى خطاب الرئيس بوتين أمام مؤتمر ميونخ للأمن في 10 شباط 2007. في خطاب شديد فاجأ الحضور، قال بوتين: “واضح أن ليس لتوسيع الناتو أي صلة بتحديث الحلف نفسه أو بمحاولة ضمان أمن أوروبا. العكس هو الصحيح – فهو يمثل تحدياً جدياً يخفض مستوى الثقة المتبادلة. من حقنا أن نسأل ضد من يأتي هذا التوسع، وماذا حصل للوعود التي قطعها شركاؤنا الغربيون بعد حل حلف وارسو. أين هذه التصريحات اليوم؟ لا أحد يتذكر”.
في تلك النقطة الزمنية كان بوتين رئيساً لـ7 سنوات تقريباً. حينذاك انضمت 7 دول أخرى إلى الناتو – دول البلطيق، ورومانيا، وبلغاريا، وسلوفاكيا وسلوفانيا. وفي تناوله لقرار موسكو تجميد عضويتها في ميثاق القوات المسلحة التقليدية في أوروبا”، الـ CFE، قال بوتين إن “الناتو يدفع بقواته المتقدمة إلى حدودنا، ولا نحرص على الميثاق ولا نرد على هذه الأعمال بأي شكل”.
وهكذا نرى أن غضب بوتين على توسع حلف الناتو شرقاً ليس جديداً. فمنذ خطاب ميونخ انضمت أربع دول أخرى إلى الناتو: ألبانيا، وكرواتيا، ومونتينيغرو، ومقدونيا الشمالية، مما زاد غضب روسيا. اليوم، بعد 15 سنة من ذاك الخطاب يبدو أن بوتين مصمم على تغيير الواقع الأمني في المجال الأوروبي بشكل يتطابق والمصالح الروسية. يبدو أن الرئيس يعتقد بأن التوقيت الحالي ملائم لذلك.
ووجد هذا تعبيره في وثيقة المطالب الأمنية التي رفعتها روسيا إلى الولايات المتحدة وإلى حلف الناتو في كانون الأول. وتضمنت الورقة مطالب بعيدة الأثر، ومنها سحب قوات الناتو إلى خطوط 1997، قبل انضمام بولندا، وهنغاريا وتشيكيا؛ وتلقي ضمانات بألا تنضم دول أخرى مثل أوكرانيا وجورجيا، إلى جانب دول من الاتحاد السوفياتي التي سبق أن انضمت إلى الناتو؛ وحظر الوجود العسكري الأمريكي الدائم في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً؛ وحظر تلك الدول من إقامة تعاون عسكري مع الولايات المتحدة أو الناتو.
هذه المطالب كما أسلفنا تعبر عن رغبة بوتين في إحداث تغيير في نظام الأمن القائم في أوروبا واستعداد لاتخاذ نهج فاعل أكثر لتحقيق الهدف. وهو يفعل هذا بحشد القوات حول أوكرانيا والتهديد باستخدام القوة ضدها. ورغم أهمية الجارة بالنسبة لروسيا، فإن الأزمة الحالية غير منشغلة بها، بل بمسألة أوسع: كيف يعتزم بوتين تغيير الواقع الأمني في القارة. هدفه إضعاف قوة الولايات المتحدة والناتو وتوسيع منطقة النفوذ الروسي، بما في ذلك كل دول الاتحاد السوفياتي سابقاً. لأوكرانيا أهمية مركزية في رؤية بوتين، بسبب العلاقة التاريخية/السياسية/ الثقافية بين الدولتين. من ناحيته، غير مسموح لها بالتقرب من الغرب.
بوتين بعيد عن تحقيق هدفه، ولكنه ينجح دون إطلاق رصاصة واحدة في دفع العالم للاهتمام بمصلحة روسيا، وإبقاء جيرانها في توتر، وجذب اهتمام الولايات المتحدة، التي هي معنية بالتركيز على الصين. السؤال الكبير هو: هل سيكتفي بوتين بذلك حالياً أم سيوسع النشاط العسكري ضد أوكرانيا كي يصل إلى الهدف الذي وضعه لنفسه.