يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: الزلزال -الانتخابات -التحالفات المتناقضه ايديولوجيا -الطموحات المؤلمة

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 16 مارس 2023, 4:36:45 م
  • eye 529
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ان المشهد السياسي التركي بفصوله الثلاثة وهو الزلزال ، الاستقطاب السياسي والانتخابات لم يوحي لنا بان هناك رؤيه واضحة تمتزج بالشفافية والنزاهة من حيث المنافسة الانتخابية ومن حيث العمل النضالي الوطني لغرض الفوز  بالانتخابات فقط دون الاهتمام بالقضايا الوطنية الاخرى .
في الزاويه الاولى من المشهد  الزلزالي تظهر لنا بجلاء الصوره الحقيقيه للدمار المؤلم والصدمه الحقيقية وفي الزاويه الثانيه من المشهد تتمركز التاثيرات السلبيه التي تتعرض لها عناصر القوه الوطنيه والتي  تضم عناصر الاقتصاد ، التغير الديموغرافي ، الجغرافيه   والقوى العلميه والتكنولوجيه وكيف تستغل هذه العناصر للدعايه الانتخابيه والسياسيه لتحقيق اكبر المكتسبات .ان سير العملية الانتخابيه ومرحله تطبيقها دعائيا واعلاميا قد دخلت حيز التنفيذ من اوسع ابوابها والكتل السياسيه تتزاحم وتتدافع لتقويه صلابة ارضيتها السياسيه وتحمل اثقالا لبناء التحالفات السياسيه قد   يذكرها التاريخ سلبا  او ايجاباوهذا ليس من منظور  الفوز الانتخابي او فقدانه ولكن من منظور  الفكر. الوطني والقومي. 
ان الكتل السياسيه  المختلفه في تركيا تسعى جاهدا لتوسيع مساحة تحالفها السياسي مع الاحزاب حتى وان لم تتفق مع ايديولوجيتها  ولم تمتلك مقاعد في مجلس الامه التركي الكبير .
انها تحالفات متناقضه فكريا  وايديولوجيا . والذي اتوق اليه هنا لاقول ان الكتل السياسيه التركيه تناضل لاستقطاب اصوات الناخبين على قدم وساق بالدخول الى دهاليز السياسه لتشكيل تحالفات مع الاحزاب الغير المنضوية تحت قبة مجلس الامه التركي الكبير  (البرلمان) والتي تتقاطع معها فكريا . ان التحالفات الحاليه  تفتقد الى مقومات الفكر الاستراتيجي وهذا قد يؤدي مستقبلا الى اهتزاز سياسي والذي يؤثر بدوره  على العمليه السياسيه وبالاخص انها لاتتفق مع الدستور التركي  الحالي والتي ستؤول في نهاية المطاف الى ازمات سياسيه داخليه قد تجلب في طياتها التدخلات الخارجيه وهذا ما ستضر السياده التركيه . ومن تداعيات هذه التحالفات التي  ستكون هشة  الاساس سياسيا هي التنازلات التي ستمنح من الاحزاب ذائعة الصيت الى الاحزاب  مغمورة الصيت تنتج عنها الصدمات الفيزيائيه والمعنوية متجها الى انسداد سياسي واصطدام المفاهيم الفكريه والسياسيه مع البعض .ومن هذا الاطار الفكري والمنهجي الذي سيطرأ على   التحالفات الانتخابيه و السياسيه من التغيرات هي استحواذ المنظمات الغير الدستوريه والتي تحاربها تركيا حاليا والراديكاليين  المتطرفين على مقاليد الحكم  وظهور التيار اليساري المدجج بالاسلحه الخارجه عن القانون .كما ان هذه التطورات قد تكون وسيلة او اداة لتصرف طمأنة الشعب وبمجرد كشف الغطاء عن هذه التحالفات ستوحي انها كم هي مقلقه ليس فقط في تاثيرها المحلي او الوطني بل تتعدى الجغرافيه المرسومه للجمهورية التركيه لتسلط تاثيرها على التوازن العالمي ضمن اطار ديناميكية الجغرافية السياسيه وقد تكون هذه التحالفات كمنصة المنافسه بين الدول  المختلفه للتدخل في  الانتخابات الرئاسيه والبرلمانية التركيه  المقبله .وتظهر لنا مما تقدم ان الطموحات الانتخابيه تولد تاثيرات السلبيه للجمهورية التركيه  . الطموحات الانتخابيه تولد استغلال عناصر القوه الوطنيه  للزلزال التي تكمن في الاقتصاد ، الجغرافيه ، التغير الديموغرافي والقوى العلميه والتكنولوجيه .  ان الطموحات الانتخابيه والتحالفات الغير متشابهه ايدولوجيا والمتناقضة تودي الى تكوين مراكز قوى سياسيه جديده لبعض التيارات التركيه المختلفه وبذات الوقت اعطاء تنازلات للدول التي سمحت لها بالتدخل في الانتخابات . وهذا  ما سيولد ازمات  في الحكومه التي ستتشكل بعد الانتخابات ناهيك عن الازمه التي ستظهر في العمليه السياسيه مستقبلا .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)