- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو يكتب: مفاهيم الثورة و الانقلاب و تزوير حقائق التاريخ
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو يكتب: مفاهيم الثورة و الانقلاب و تزوير حقائق التاريخ
- 26 ديسمبر 2022, 1:16:28 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبل الدخول في تفصيلات هذا الموضوع الشائك و الحساس و الذي اختلطت تفاصيله على الكثيرين من العرب و غير العرب في العالم اجمع ؛؛ علينا ان نبدأ اولا بتعريف مفهومي الثورة و الانقلاب حسب مانصت عليه جميع المدارس السياسية و الفلسفية في العالم ، مثل مجموعة روزنتال الفلسفية و موسوعة وييكيديا الحرة و موسوعة الانسكلوبيديا البريطانية و مؤلفات جون لوك و ارنولد توينبي و جان بول سارتر و غيرهم كثير جدا ؛ حيث اتفقوا على مايلي :
الانقلاب: هو قيام مجموعة محدودة من العسكريين بأسقاط منظومة الحكم القائمة عن طريق الكتمان و الخديعة ؛ و من ثم توليهم هم انفسهم قيادة حكم البلاد سواء شاركت مجاميع الشعب المختلفة ام لم تشارك .
الثورة : هي خروج معظم قطاعات الشعب المختلفة في الشوارع و الساحات العامة و بصورة علنية لأسقاط منظومة الحكم القائمة و استبدالها باخرى ،، سواء شاركت المؤسسة العسكرية ام لم تشارك .
اذن التعريفين واضحين جدا في المعنى و المدلول و التوجه .
و من امثلة اكبر ثورات التاريخ الحديث و المعاصر في جهات الارض الاربعة خلال القرون الثلاثة الاخيرة ؛ نذكر الثورة الامريكية الكبرى 1776 و الثورة الفرنسية 1789 و الثورة الالمانية 1857 و الثورة البلشفية في روسيا 1917 و ثورة احمد عرابي في مصر 1919 و ثورة العشرين في العراق 1920 و الثورة الايرانية الاسلامية 1979 ..حيث ان هذه الثورات كانت متكاملة الاركان و التوصيف و الصورة على ضوء ماورد في التعريف اعلاه بخصوص (( الثورة ))
ما مجموعة الانقلابات الدموية التي عصفت بالتاريخ الاوسطي ،، والتي سميت زورا و بهتانا من كونها ثورات ،، فهي كثيرة جدا ..قام بها مجموعة من الضباط العسكريين و اسقطوا النظام الحاكم بطريقة دموية و مخابراتية من دون علم الشعب بذلك ..مثل انقلاب 23 يوليو 1952 في مصر ؛ و انقلاب 14 تموز 1958 و 8 شباط 1963 و 17 تموز 1968 في العراق ؛؛ و انقلاب معمر القذافي في ايلول 1969 ؛؛ و حافظ الاسد في سوريا عام 1970 ..كلها انقلابات عسكرية بحتة شكلا و مضمونا و جوهرا ؛؛ وليس لها اي علاقة بمفهوم الثورات لا من قريب ولا من بعيد ..و انما تم وصفها بالثورات لأضفاء الشرعية الجماهيرية و السياسية عليها ؛ و كذلك لتبرير كافة جرائم الانقلابيين العسكر الجدد ؛؛ و اخرها انقلاب مصر في 30 حزيران 2013 حينما تم الاطاحة بحكومة الرئيس مرسي الشرعية ؛ و تولي العسكر قيادة الدولة المصرية من جديد ..
.. اذن نحن الان امام حقائق و احداث تاريخية مهمة ؛ تم تزوير و تزييف اوصافها و عناوينها و نتائجها بطريقة بشعة مع سبق الاصرار و الترصد .
..
و يكفي ان نؤكد ان جميع دول اوربا لم تعرف اي انقلابات عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية 1939 ~ 1945 لغاية اليوم ؛؛ اما دول امريكا الجنوبية و معظم دول افريقيا فلا زالت تعيش في مرحلة و دموية الانقلابات العسكرية كل عامين تقريبا ؛؛ و بنفس الطريقة :: قيام مجموعة من ضباط الجيش و المخابرات بقتل رئيس البلاد و مساعديه و القفز على السلطة دون اي وجه او حق دستوري او سياسي واضح .
.. ونحن نعتقد بوضوح من كون جميع الانقلابات العسكرية التي تشهدها دول المعمورة خصوصا في افريقيا و امريكا اللاتينية هي عبارة عن (( حروب مخابراتية دولية بالنيابة )) و كل دولة من الدول الكبرى تمتلك مجموعة من الاليات والوسائل المخابراتية السرية تتمكن من خلالها من اسقاط الانظمة الحاكمة عن طريق (( الانقلابات العسكرية المخابراتية المفاجئة ))..و نعتقد ايضا بل و نؤمن من كون هذه الانقلابات العسكرية ستستمر في معظم دول افريقيا و امريكا اللاتينية لطالما الصراعات الايديولوجية و الاقتصادية و العسكرية مستمرة بوضوح بين الدول الكبرى ..