يلمان هاجر أوغلو يكتب: هل يكون هدف المخطط الجديد لاسرائيل هو سوريا؟

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 15 أكتوبر 2024, 8:51:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في  الأسبوع الماضي، روجت وكالات أنباء محلية مزاعم بأن الجيش الإسرائيلي دخل ريف القنيطرة السوري بعجلات  مدرعة. إلا أن النظام السوري نفى هذه الأنباء ووصفها بأنها "خيالية تماما". كما زعم  النظام  أن هذه الأخبار تهدف إلى خلق انتصارات وهمية عبر وسائل الإعلام في الجولان المحتل. فهل هذا هو الحال حقا؟.
ويقيم محللون عسكريون في لبنان وسوريا هذه الخطوة من جانب إسرائيل على أنها جزء من جهودها لتعزيز أمن الحدود.

وخاصة مع مشروع طريق "صوفا 53" الذي أطلق منتصف عام 2022، حيث استهدفت إسرائيل إنشاء خط أمني على الحدود السورية. ويقع هذا الطريق شرق خط وقف إطلاق النار الموقع مع سوريا عام 1974.


تجري إسرائيل عمليات محدودة لإزالة العوائق الطبيعية التي تعيق المراقبة في هذه المنطقة. لكن بعد 7 أكتوبر 2023، زادت الأهمية الاستراتيجية لهذا الطريق بشكل أكبر، وبدأت إسرائيل في إظهار وجودها العسكري في المنطقة بشكل متكرر في الأشهر الثمانية الماضية.
 

ان السبب المهيمن  وراء قرار إسرائيل شق طريق آمن في القنيطرة، هو ان عندما أدركت أن المراقبة الفنية وحدها لا تكفي، لحماية  نفسها من وجود ميليشيات تابعة لايران .

 

مدى حقيقة وواقعية هذا التخطيط

بالرغم من أن حزب الله ليس نشطًا جدًا في المنطقة في الوقت الحالي كما هو  معروف ، إلا أن جهود إسرائيل لزيادة سيطرتها في جنوب سوريا يمكن اعتبارها بمثابة إجراء احترازي ضد تهديدات حزب الله المستقبلية.

أهداف إسرائيل الإستراتيجية ووجود حزب الله في الجولان

من الواضح أن هذه الخطوات الإسرائيلية لها أهداف متعددة. وتسعى إسرائيل، التي طورت استراتيجية ضد وجود حزب الله في الجولان، إلى تضليل هذا التنظيم وكسر فعاليته.

واستهدفت إسرائيل من قبل وحدات حزب الله وقادته في الجولان عدة مرات .ويُنظر إلى هذه العمليات على أنها جزء من جهد طويل الأمد لإضعاف نفوذ حزب الله في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه الخطوة من جانب إسرائيل إلى ضمان الحراك العسكري في المنطقة حتى نهر الليطاني في لبنان من خلال إدخال المزيد من الجنود إلى الأراضي السورية. ويُعتقد أن إسرائيل قد تنفذ عمليات واسعة النطاق ضد حزب الله في الأراضي السورية، بالتوازي مع حربها الطويلة الأمد مع حزب الله في لبنان.

التنسيق بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة: توازن القوى في سوريا

تاتي  هذه الخطوة الإسرائيلية بالتنسيق مع روسيا والولايات المتحدة في المنطقة. ومن المعروف أن روسيا كان لها خط تواصل دافئ مع إسرائيل منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015.

وكانت الاتفاقيات المبرمة بشأن جنوب سوريا في عام 2018 أيضًا جزءًا من هذا التعاون. ولذلك فإن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تجاه الأراضي السورية تتزامن مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين القوى العظمى في المنطقة.

إن صمت روسيا بالتفصيل  ملفت للنظر. لا يبدو أن روسيا منزعجة من تراجع نفوذ إيران في سوريا. كما أن صمت الولايات المتحدة عن هذه التطورات يشير إلى أن تحركات تل أبيب الاستراتيجية في المنطقة مقبولة دولياً.

من غزة إلى سوريا: استراتيجية الحرب الإسرائيلية متعدد الاتجاهات

يعتبر  العديد من المحللين العسكريين العمليات الإسرائيلية في سوريا بمثابة استمرار لحملتها العسكرية في غزة.

ومن خلال توسيع عملياتها في غزة، تتخذ إسرائيل خطوات مماثلة ضد القوات  المدعومة من  قبل  ايران  وحزب الله في سوريا. ومن الواضح أن تل أبيب تهدف إلى إضعاف نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة من خلال إنشاء منطقة أمنية في سوريا

وتهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى قطع خطوط الإمداد الإيرانية في سوريا والحد من نفوذ حزب الله في المنطقة.

وبشكل خاص، فإن إضعاف النظام السوري في الجنوب يجعل خطة إسرائيل تسير بصورة  ملائمة . ولم تتمكن قوات النظام، التي تكبدت خسائر كبيرة جراء هجمات المعارضة عام 2013، من تعزيز تواجدها في الجنوب.

وقد وجه النظام السوري مؤخراً تعزيزاته العسكرية ليس إلى جبهة الجولان، بل إلى حلب وإدلب، الأمر الذي أدى إلى إضعاف قدرته الدفاعية في الجنوب.

ضعف في جنوب سوريا وخطة التوسع الإسرائيلية المحتملة

لا تستهدف الأنشطة العسكرية الإسرائيلية المتزايدة في سوريا حزب الله والقوات المدعومة من قبل ايران  فحسب، بل تسعى أيضًا الى الاستفادة من الوضع الضعيف للنظام السوري في الجنوب.

وتشير التحركات في هذه المنطقة إلى أن إسرائيل تستعد لعملية واسعة النطاق ضد تواجد حزب الله في سوريا.İ

فهل يمكن لإسرائيل أن تنفذ عملية احتلال جزئي في سوريا، كما حدث في لبنان؟ يتم مناقشة هذا السؤال بشكل متزايد.

أهداف إسرائيل في سوريا: الإستراتيجية الإقليمية وتوازن القوى الجديدة

لا تقتصر أهداف إسرائيل في سوريا على أمن الحدود. أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل هو تحقيق التفوق الاستراتيجي من خلال كسر نفوذ حزب الله وإيران في سوريا. وفي هذه العملية، قد تؤدي العمليات الإسرائيلية في جنوب سوريا إلى تشكيل توازن جديد للقوى في المنطقة.

وتتعامل مؤسسات الفكر والرأي العربية أيضًا مع هذا الوضع من منظور مماثل. وتشير تحليلات مركز جسور للدراسات إلى أن التوسع الإسرائيلي في جنوب سوريا يهدف إلى إضعاف نفوذ حزب الله والجماعات المرتبطة بإيران في المنطقة على المدى الطويل.

إضافة إلى ذلك، فإن هدف إسرائيل السيطرة بشكل أكبر على ميزان القوى في المنطقة هو حقيقة لا تتجاهلها القوى الكبرى.

ونتيجة لذلك، فإن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا هي جزء من خطة استراتيجية شاملة . هذه العمليات العسكرية لا تستهدف  حزب الله وإيران فحسب، بل تحول  الوضع الضعيف للنظام في جنوب سوريا الى. فرصة سانحة  .ويبقى السيناريو المطروح على الطاولة هو قيام إسرائيل بتنفيذ عملية واسعة النطاق في سوريا، كما هو الحال في لبنان.

وقد تنجم  من  هذه العملية بتوازن جديد للقوى وصراعات سياسية في المنطقة.

التعليقات (0)