- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
“المُصلى المرواني”.. من إسطبلات للخيل إلى منارات للعلم
“المُصلى المرواني”.. من إسطبلات للخيل إلى منارات للعلم
- 18 أبريل 2022, 1:01:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعتبر “المُصلى المرواني” هو المسجد الأقصى الأول والذي رممه معاوية بن أبي سفيان وهو واحد من أهم المصليات في المسجد الأقصى والذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي منع ترمميه لإقامة كنيس يهودي مكانه.
ولا يمكن لمن يدخل المسجد الأقصى ألا يقوم بزيارة هذا المصلى الذي يقع في المنطقة السفلية باتجاه الشرق من المسجد الأقصى ويتجول في أروقته الشامخة.
وقد بُني المُصلى المرواني في العهد الأموي، ويتكون المصلى من 15 رواقا مسقوفا، ومئة عمود حجري، ويتربع على مساحة 4.5 دونم أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، ويتميز بسقفه وأرضيته المكونين من الحجر، ويتسع لـ 4000 مصل.
وقال البروفيسور أحمد أبو حلبية، رئيس لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي الفلسطيني في حديث معه: “المُصلى المرواني الذي يقع في المنطقة السفلية باتجاه الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى هو عبارة عن مصلى تمت إقامته في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد تعرض لهجمة شرسة في محاولة للاستيلاء عليه والسماح للمستوطنين الصهاينة بإقامة صلواتهم وشعائرهم المزعومة في داخل ساحاته”.
وأوضح أن المصلى المرواني بني لاستخدامه تسوية لهضبة بيت المقدس للبناء عليها، وفي العهد الصليبي حوّله الصليبيون إلى إسطبل للخيول، وحُفرت حلقات كبيرة بجدرانه.
أحمد أبو حلبية.. رئيس لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي الفلسطيني
وقال: “بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس، أعاد المصلى إلى استعماله السابق تسوية ومخزنا، لكنه أهمل في الفترة المملوكية ثم أعيد له الاعتبار بالعهد العثماني واستخدم للتدريس، وأصبح منارة للعلم”.
وأضاف: “بعد احتلال شرق القدس عام 1967م بدأت الأطماع الإسرائيلية وخطط الهيمنة عليه، فسارعت الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا بالتعاون مع دائرة الأوقاف إلى ترميمه وافتتاحه عام 1996م، وأثناء الترميم كشف عن سبع بوابات قديمة مغلقة فتحت اثنتان منها”.
واتهم أبو حلبية الاحتلال بعدم السماح بترميم المصلى المرواني والذي تعرضت جدرانه للتلف بسبب عوامل التعرية أصبح لديه نوع من التآكل.
وقال: “سلطات الاحتلال منعت إجراء أي عمليات ترميم للمصلى المرواني منذ سنوات، ولا تزال تمنع ذلك، بل وتلاحق لجنة الإعمار في المسجد الأقصى عند قيامها بأي شيء يتعلق بالترميم وإعادة تأهيل هذه المصليات”.
وحذر رئيس لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي من أن يكون المسجد الأقصى والمصلى المرواني في دائرة الاستهداف مجددا هذه الأيام وما يستعد له اليهود لذبح قرابينهم فيه، مشيرا إلى أنه إذا تم الأمر فسيكون له تداعيات على كل المنطقة داعيا إلى حمايته.
وقال: “خلال (عيد الفصح عند اليهود) في الفترة ما بين الرابع عشر من رمضان إلى الحادي والعشرين من رمضان الجاري، حيث سيكون هناك محاولات لإقامة صلوات وطقوس دينية يهودية في داخل ساحات الأقصى، بما فيها المصلى المرواني”.
وأضاف: “من أخطر هذه الطقوس التي سيبدؤون بها عيد الفصح ذبح القرابين الحيوانية داخل المسجد الأقصى المبارك ثم يأخذون من دم هذه الذبيحة ويلطخون على جدران مسجد قبة الصخرة المشرفة، وهذا يعتبرونه أقدس الشعائر اليهودية التي لم يفعلوها منذ أن تم هدم الهيكل المزعوم”.
وأوضح أبو حلبية أن لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي تهدف إلى الحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية للمدينة وحقوق المواطنة للمواطنين الفلسطينيين في القدس كونها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، والمساهمة في وضع إستراتيجية وطنية شاملة تجاه مدينة القدس تأخذ بالاعتبار احتياجات المدينة وتعزيز صمود سكانها.
وشدد على أنهم يسعون إلى استنهاض الدعم العربي والإسلامي والدولي السياسي والمادي وترسيخ روح التسامح منظومة علاقات إسلامية ـ مسيحية فاعلة بما يخدم المدينة المقدسة ولصون الحقوق الفلسطينية فيها.
من جهته قال البروفسور مروان أبو خلف الأستاذ في التاريخ الإسلامي والمتخصص في تاريخ القدس: “إن المصلى المرواني بني في زمن الخليفة عمر بن الخطاب والذي دخل إلى بيت المقدس محررا ووقع معاهدة مع صفرونيوس”.
وأضاف أبو خلف في حديث معه: “سيدنا عمر بن الخطاب سأل عن المكان الذي أسرى به الرسول فأشار له إلى موقع الأقصى المبارك اليوم الذي لم يكن ضمن حدود مدينة القدس في العهد الرومان ـ البيزنطيين لأنها كانت تسمى منطقة المهمل والتي كانوا يرمون نفاياتهم بها”.
مروان أبو خلف الأستاذ في التاريخ الإسلامي والمتخصص في تاريخ القدس
وتابع: “سيدنا عمر بن الخطاب دخل تلك المنطقة وأمر بتنظيفها ووضع علامات لبناء المسجد، ورجع بعد سنة أو سنين وصلى به”.
واعتبر خلف المصلى المرواني بأنه المسجد الأقصى الأول والذي رممه معاوية بن أبي سفيان.
وقال: “المسجد الأقصى الذي نشاهده في الأعلى هو من بناء الوليد بن عبد الملك، ومن هذا المنطلق المصلى المرواني تم تحصينه بالأسفل بعد ذلك تم بناء المسجد الأقصى في الأعلى.
وأشار أبو خلف إلى أن “المُصلى المرواني” مسمى حديث، منوها إلى انه كان اسمه “إسطبلات سليمان”.
وأوضح أنه في ستينيات القرن الماضي جرى ترميم هذا المصلى وقد تم تسميته باسم “المصلى المرواني” نسبة إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ووالده مروان بن الحكم الذي كان له ولأبنائه دور في إعمار المسجد الأقصى.
ويصف أبو خلف المصلى المرواني بالقول: “من الأسفل عبارة عن عقود مرتفعة أروقة متداخلة بشكل عمودي باتجاه القبلة، وهذه الأروقة بمداخل خارجية تطل على الساحة مرتفعة حوالي أكثر من 10 متر عن القاعدة وبالتالي كان يطل على الساحة الرئيسية ولم يكن موجود إلا عدد قليل من الأروقة.
وأضاف: “الموجود في المسجد الأقصى حاليا يتكون من سبع أروقة بينما كان 15 رواقا في عهد الوليد وفي العهد الأموي، وقد بني الباب المزدوج والأقصى القديمة”.
وأكد على أن المصلى المرواني وجد اهتماما كبيرا منذ عهد سيدنا عمر بن الخطاب وخلال العهد الأموي والعهد العباسي والعهد الفاطمي.
وقال: “الأمويون دعموا المصلى المرواني في الأسفل واهتموا به، وقاموا ببناء المسجد الأقصى فوق المصلى المرواني”.
وأضاف: “خلال باقي الفترات كان مهمل ولم يتم الاهتمام به من قبل الملوك والحكام في الفترات الأخرى وبلغ الإهمال بإغلاق مداخل المصلى المرواني والإبقاء على المسجد الأقصى فقط في عهد صلاح الدين الأيوبي”.
ورجح أستاذ التاريخ الإسلامي والمختص في شؤون القدس سبب هذا الإهمال هو بناء المسجد الأقصى في الأعلى واحتوائه على 15 رواق وكذلك قدم المصلى المرواني واهتمامهم بالمجد الجديد على حساب القديم المصلى المرواني.
وأكدت المرابطة في المسجد الأقصى عايدة الصيدواي على أن المصلى المرواني مستهدف بشكل كبير من قبل قوات الاحتلال التي سعت إلى تحويله إلى كنيس يهودي.
وقالت الصيداوي في حديث معها: “كان المصلى المرواني مغلقا بالأتربة، وقد عملت الحركة الإسلامية في الداخل برئاسة الشيخ رائد صلاح على إعادة افتتاحه لان اليهود كانوا يسعون لتحوله إلى كنيس يهودي حيث انتبه الناس لذلك وأعادوا فتحه والتواجد فيه وتخريج طلاب العلم وحفظة القران الكريم يتم به”.
وأضافت: “اليهود منذ سبعين سنة يقوما بعمليات الحفر لبحث عن دليل عن وجود الهيكل المزعوم وحتى أنهم يعملون على غربلة التراب بالغربال لإيجاد أي دليل حول الهيكل المزعوم”.
عايدة الصيداوي.. مرابطة في المسجد الأقصى
وأشارت الصيداوي إلى أنه يوجد أمام أبواب المسجد الأقصى شرطة للاحتلال التي تمنع دخول المصلين إليه إلا باحتجاز بطاقات هوياتهم.
وأكدت على انه حينما يقوم المستوطنون اليهود باقتحام المسجد الأقصى تمنع شرطة الاحتلال أي أحد من الاقتراب يقرب منهم او التكبير او اعتراضيهم.
وقالت: “المناطق الأثرية وبالتحديد الجهة الشرقية التي يقع فيها المصلى المرواني مستهدفة ويمنع المصلون التواجد فيها لمنع اقتحام المستوطنين.