17 رمضان.. ذكرى معركة الفرقان في بدر وأول انتصار للمسلمين على قريش

profile
  • clock 27 مارس 2024, 3:35:01 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في مثل هذا اليوم، السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة، وقعت غزوة بدر الكبرى، إحدى الغزوات التي شارك فيها النبي المجاهد صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وهي المعركة التي انتصر فيها الحق على الباطل، وانتصر فيها المسلمون نَصَّراً مؤزراً وكانت بمثابة فتحاً على الإسلام وأهله.

وسميت غزوة بدر الكبرى بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكَّة المكرمة والمدينة المنورة.

ولهذه الغزوة أهمية بالغة مع الانتصارات الكبيرة التي تحققت للمسلمين، بالإضافة للتأثيرات الإيجابية التي خلّفتها في نفوسهم، حيث رفعت من معنوياتهم وزادت في إيمانهم وقوت من شوكتهم وذاع صيتهم، وهزَّت كيان أعدائهم، وأصبحوا ينظرون إلى المسلمين على أنهم قوة لا يستهان بها.

أحداث غزوة بدر

كان سببها إجمالًا أن النبي -صلـى الله عليه وسلم- سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلًا من الشام في عيرٍ لقريش عظيمة فيها أموال لهم وتجارة من تجاراتهم، فندب المسلمين إليهم ليعوضهم عمّا فاتهم من أموالهم في مكة.

علم أبو سفيان بخروج النبي -صلـى الله عليه وسلم- وأصحابه إليه، فبعث رجلًا إلى مكة يستنفر الناس إلى أموالهم.

فتجهز أهل مكة سراعًا، وكانوا بين خارجٍ أو باعثٍ مكانه رجلًا.

واستشار النبي -صلـى الله عليه وسلم- أصحابه، ثم خرج بجيشه يوم الإثنين لثمانِ ليالٍ خلون من شهر رمضان في سبعين بعيرًا يعتقبونها، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير -رضى الله عنه-.

نزل -صلـى الله عليه وسلم- قريبًا من بدرٍ، وكان أبو سفيان بن حرب قد استطاع أن يفلت بالقافلةِ، فأرسل إلى قريش: إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا.

فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نَرِدَ بدرًا فنقيم عليه ثلاثًا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القِيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا بعدها، فامضوا.

مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي، وأنزل الله المطر فأصاب رسول الله -صلـى الله عليه وسلم- وأصحابه منها ما لبّد لهم الأرض، ولم يمنعهم عن السير، وأصاب قريشًا منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه، فخرج رسول الله -صلـى الله عليه وسلم- يبادرهم إلى الماء، حتى إذا جاء أدنى ماء من بدرٍ نزل به، وذلك بمشورة الحُباب بن المنذر.

بَنى الصحابةُ للنبي -صلـى الله عليه وسلم- عريشًا يكون فيه، وذلك عن مشورة سعد بن معاذ. ثم أقبلت قريش فلما رآها رسول الله -صلـى الله عليه وسلم- قال: «اللهم هذه قريش قد أقبلتْ بخيلائها وفخرها، تحادّك وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحِنْهُم الغداة».

دار كلامٌ كثيرٌ بين القرشيين، وحصل بينهم خلافٌ كبيرٌ، وكان أكثر رجالاتهم يودون الرجوع، إلا أن أبا جهل استطاع أن يسعّر الحرب.

فبدأت المعركة بالمبارزة، ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض، وحمي وطيس المعركة في صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان.

شاركت الملائكة في المعركة إلى جانب المسلمين، وكان شعار المسلمين يوم بدر: أحدٌ أحدٌ، ثم دارت الدائرة على للمشركين فهزموا شرّ هزيمة، وقتلَ اللهُ تعالى جماعةً من صناديد قريش على رأسهم أبو جهل، وأُسر من أُسر من أشرافهم، فلما انقضى أمر بدر أنزل الله -عز وجل- فيه من القرآن سورة الأنفال بأسرها.

القرآن وغزوة بدر

كان في حياة النبي -صلـى الله عليه وسلم- العديد من المغازي والسرايا، ولا شك أن ما تناوله القرآن منها وعلّق عليه له أهمية خاصة ومكانة مميزة تستدعي من المسلمين إطالة النظر فيه لاستخراج دروسه وفوائده، ومن ذلك غزوة بدر، والتي لم يعلّق عليها القرآن تعليقًا عابرًا أو مجملًا، بل أنزل الله تعالى في شأنها سورة كاملة هي سورة الأنفال، فعن سعيد بن جبير، قال: قلتُ لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: «نزلت في بدر».

وقد تناولت تلك السورة العديد من المشاهد المتعلقة بهذه الغزوة وما اتصل بها من أمورٍ كموضوع الغنائم والأسرى وعلقت عليها، ولفتت أنظار المؤمنين إلى العديد والعديد من القضايا والمسائل التي لها أثر عظيم في حسن تربيتهم وإعدادهم إبان تناولها للأحداث ومعالجتها لتفاصيلها. 

التعليقات (0)