- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
معن بشور يكتب: تحية لبيروت العروبة والخيام وكل معقل صمود من غزة الى لبنان
معن بشور يكتب: تحية لبيروت العروبة والخيام وكل معقل صمود من غزة الى لبنان
- 24 نوفمبر 2024, 6:13:12 م
- 175
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
إن استهداف العدو الصهيوني محلة البسطة في قلب العاصمة بعد استهدافات ست سبقتها لاحياء امنة في العاصمة هو تعبير عن مدى حقد الصهاينة على بيروت التي اذلت جيشهم يوم حوصرت العاصمة اللبنانية لثلاثة اشهر عام 1982 ويوم خرج منها جيشها مذلولا وقواته تردد بمكبرات الصوت يا اهل بيروت لا تطلقوا النار علينا اننا منسحبون بعد ايام عشرة واجه بها اهل بيروت في كل احيائها جيش الاحتلال الذي ظن قادته انهم لن يجدوا مقاومة في بيروت بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية وكتائب الجيش العربي السوري بموجب اتفاق فيليب حبيب المشؤوم....
واذا كان للعدو تجربته المريرة من كل حي من احياء العاصمة التي استحقت لقب عاصمة المقاومة والعروبة والحرية والاشعاع الحضاري..فلمحلة البسطة تاريخ نضالي خاص جعل الكثيرون يطلقون عليها اسم جبل النار منذ ان انتفضت مع محلة الجميزة في شرق العاصمة وكل لبنان بعد ان اعتقلت سلطات الانتداب الفرنسي حكومة الاستقلال في مثل هذه الايام عام 1943 لينال لبنان استقلاله عن الانتداب ويبدأ الوطنيون نضالهم ضد كل شكل من اشكال الاستعمار والانتداب والاحتلال والمشاريع والاحلاف الاستعمارية والتي كان شارع البسطة حاضنا لكل المظاهرات والمسيرات المقاومة لها والمنتصرة لقضايا الامة وفي مقدمها قضية فلسطين التي "من اقترب منها اعتز ومن ابتعد عنها اهتز"،
لذلك لم يكن غريبا ايضا ان يستهدف شارع المأمون في تلك المحلة مرتين من قبل العدو الصهيوني في هذه الحرب وهو الشارع الذي استهدفته سيارة متفجرة ابان الحرب الاهلية واودت بحياة العشرات من الامنين ومنهم الرئيس المؤسس لجمعية شبيبة الهدى ولجمعية كشاف العروبة المحامي الشهيد محسن طراد في اواخر التمانينات من القرن ااماضي.
اما عن ملحمة الخيام المستمرة منذ اياما في ظل صمود اسطوري لرجال المقاومة فللعدو معها ،كما مع كل بلدة حدودية من شبعا شرقا الى الناقورة غربا حكايات بطولة وشجاعة لم تغب يوما منذ نكبة فلسطين عام 1948 ومع كل الاعتداءت التي لم تتوقف والتي دفعت اهل الجنوب ومعهم كل شرفاء لبنان الى تشكيل لجان دفاعهم الذاتي الى حرسهم الشعبي الى مقاومتهم ااوطنية والاسلامية التي باتت صواريخها ومسيراتها تصل الى قلب الكيان الغاصب ..
الخيام التي تقاوم العدو اليوم بكل جسارة وبسالة وكفاءة هي ذاتها التي حطمت يوم التحرير في 25 ايار معتقل الخيام الشهير بالوان التعذيب الذي تعرض له اسرانا الابطال ..وهي نفسها التي شهد سهلها مع وادي الجحير مجازر دبابات الميركافا في حرب تموز 2006...بل هي البلدة التي اقتحمها العدو وعملاؤه عام 1977 وارتكبوا فيها الفظائع واغتالوا طبيب الفقراء ورمز الوحدة الوطنية في الخيام والجنوب ولبنان الشهيد الدكتور شكر الله كرم.
ولعل الحقد الصهيوني على الخيام بلدة العلماء والأدباء والشعراء والمبدعين والمثقفين وفي مقدمهم المناضل الكبير الراحل حبيب صادق والتي انطلقت على يد احد اطبأئها البارزين الدكتور كامل مهنا مؤسسة عامل الدولية التي استهدف العدو بالقصف عددا كبيرا من مراكزها الصحية والاجتماعية والانسانية والتربوية على امتداد لبنان هو الذي يفسر هذا الاجرام بحقها وحق كل قرية او بلدة او مدينة جنوبية او بقاعية أو في ضاحيتنا الجنوبية التي يريدون الانتقام من كل خطاب القاه من على منبرها شهيد الامة سماحة السد حسن نصر الله الباقي بيننا ابدا رحمه الله...وابقاه رمزا لعزتنا وكرامتنا وانتصارنا لكل حقوقنا ومقدساتنا كانت "الخيام" سابقا توحي لنا بالنكبة واللجوء باتت "الخيام" ترمز لنا اليوم العز والفخار.