-
℃ 11 تركيا
-
20 أبريل 2025
واشنطن تهدد بالتخلي عن اتفاق السلام في أوكرانيا
ما لم يتحقق تقدم
واشنطن تهدد بالتخلي عن اتفاق السلام في أوكرانيا
-
18 أبريل 2025, 2:49:56 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة ستتخلى عن جهودها للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا "خلال أيام" ما لم تظهر مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى تسوية، وذلك في وقت أعلنت فيه كييف توقيع مذكرة تفاهم مع واشنطن بشأن صفقة معادن مثيرة للجدل.
ترامب لا يزال مهتمًا.. لكن الأولويات كثيرة
وفي تصريحات أدلى بها في باريس يوم الجمعة عقب لقائه قادة أوروبيين وأوكرانيين، قال روبيو إن الرئيس دونالد ترامب لا يزال مهتمًا بإبرام اتفاق سلام. لكنه أضاف أن لدى الرئيس الأمريكي أولويات عديدة حول العالم، وأنه مستعد للمضي قدمًا في ملفات أخرى ما لم تظهر إشارات على إحراز تقدم.
البيت الأبيض يرسل إشارة واضحة
تمثل تصريحات روبيو أوضح إشارة حتى الآن إلى أن البيت الأبيض بات مستعدًا للتخلي عن محاولاته الدبلوماسية للتفاوض على إنهاء الحرب. وكانت أوكرانيا قد وافقت الشهر الماضي دون شروط على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا.
روسيا ترفض وقف إطلاق النار
إلا أن الكرملين رفض الخطة، وشنّ بدلًا من ذلك هجومًا عسكريًا جديدًا على طول جبهة القتال الممتدة 1000 كيلومتر، وواصل تصعيد هجماته الجوية على المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية. ويوم الأحد، قصف الجيش الروسي مدينة سومي، ما أسفر عن مقتل 35 شخصًا وإصابة 117 آخرين.
ضغوط ترامب على كييف
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، زاد من الضغوط على أوكرانيا، فأوقف معظم المساعدات العسكرية الأمريكية، وقطع مؤقتًا تبادل المعلومات الاستخباراتية. هذا الأسبوع، اتهم ترامب – زيفًا – الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس السابق جو بايدن بأنهما من "بدآ" الحرب.
في المقابل، يرفض ترامب انتقاد فلاديمير بوتين أو فرض عقوبات على موسكو أو معاقبتها. وبدلاً من ذلك، كرر مسؤولون أمريكيون بارزون – بمن فيهم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف الذي أجرى محادثات الأسبوع الماضي مع بوتين في سان بطرسبورغ – خطاب الكرملين الحرفي.
صفقة المعادن: تفاصيل غامضة
وفي الأثناء، لا تزال تفاصيل مهمة في صفقة المعادن غير واضحة، بما في ذلك ما إذا كانت كييف قد وافقت على مطلب البيت الأبيض بأن "تدفع" مقابل المساعدات العسكرية السابقة.
كان زيلينسكي على وشك توقيع اتفاق إطار في فبراير بشأن شراكة اقتصادية واسعة النطاق، لكنه أُفشل بعد لقائه الكارثي مع ترامب ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في المكتب البيضاوي.
مذكرة تفاهم مع واشنطن
ومنذ ذلك الحين، تواصلت المفاوضات. وفي وقت متأخر من الليل، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، أن مذكرة تفاهم قد تم توقيعها، ومهدت الطريق لإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا، بحسب ما أشارت إليه.
وقالت: "نحن سعداء بالإعلان عن التوقيع مع شركائنا الأمريكيين". وفي حديثه للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب إن الاتفاق قد يُوقَّع الخميس المقبل.
اعتراف بالدعم الأمريكي وتحضيرات للمرحلة الأخيرة
وأضاف وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت: "ما زلنا نعمل على التفاصيل". وقال إن النسخة الأخيرة من الاتفاق تمتد على 80 صفحة، وهي "بشكل كبير مطابقة لما تم الاتفاق عليه سابقًا". وأضاف: "هذا ما سنقوم بتوقيعه".
ووفقًا لمسودة الاتفاق التي اطّلعت عليها صحيفة الغارديان، فإن أوكرانيا تعترف بـ"الدعم المادي والمالي الكبير" الذي تلقته من الولايات المتحدة منذ غزو روسيا في 2022، وبالرغبة المشتركة بين البلدين لتحقيق "سلام دائم".
وتنص المذكرة على أن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء "محادثات فنية نهائية" مع بيسنت. ومن المتوقع أن تُستكمل النقاشات حول "صندوق استثماري لإعادة الإعمار"، بحسب المذكرة.
وسيتعين على البرلمان الأوكراني المصادقة على الاتفاق، بحسب ما صرحت به نائبة وزير الاقتصاد الأوكراني يوم الجمعة.
خلاف حول تغطية تكاليف الأسلحة الأمريكية السابقة
يسعى زيلينسكي إلى تحسين العلاقات مع إدارة ترامب. لكنه، في الوقت ذاته، رفض حتى الآن مطلب البيت الأبيض بأن تُستخدم عائدات الصندوق المشترك الجديد في تغطية تكاليف الأسلحة التي قدمتها إدارة بايدن.
وقد قال ترامب سابقًا إن أوكرانيا "مديونة" للولايات المتحدة بـ300 مليار دولار. لكن زيلينسكي أشار إلى أن هذه المساعدات تم تقديمها كمنح وليس كقروض، وأن الكونغرس أقرها بموافقة الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وأضاف أن أي شراكة مستقبلية يجب أن تقوم على "الندية"، وأن تعود بالنفع على البلدين معًا.
تأمين معادن نادرة
من المحتمل أن يساعد الاتفاق شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية التي تعاني من نقص حاد في معادن نادرة يتم استيرادها من الصين. وكانت بكين قد فرضت قيودًا على تصدير هذه المعادن ردًا على تصعيد ترامب للحرب التجارية.
تحويل المنح إلى ديون يهدد النظام المالي العالمي
قال فولوديمير لاندا، كبير الاقتصاديين في مركز الاستراتيجية الاقتصادية في كييف، إن الاتفاق مر بعدة نسخ. وأضاف: "من الصعب معرفة ما بداخله". وأوضح أنه لا يتوقع من كييف أن توافق على اعتبار "المساعدات العسكرية غير القابلة للاسترداد" السابقة بمثابة "ديون".
وقال: "هذا ليس فقط غير عادل وغير واقعي، بل قد يؤثر سلبًا أيضًا على النظام المالي العالمي بأكمله".
وأضاف: "إذا تبين فجأة أن الدول والمنظمات يمكنها المطالبة بسداد مساعدات قُدمت سابقًا دون شروط، فإن ذلك سيجعل الدول المتلقية أكثر حذرًا، وقد يُعيد فتح ملفات حساسة من عقود ماضية في أنحاء مختلفة من العالم".
تصعيد روسي مستمر
وجاءت أحدث جولات المفاوضات في وقت قتلت فيه روسيا شخصًا واحدًا وأصابت ما لا يقل عن 74 آخرين في ضربة بصاروخ باليستي استهدفت منطقة سكنية في مدينة خاركيف، شمال شرق أوكرانيا. وكان من بين الجرحى خمسة أطفال.
وقال رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريكوف، إن الروس استخدموا صواريخ باليستية مزودة بذخائر عنقودية. وأضاف: "لهذا السبب كانت المناطق المتضررة واسعة النطاق". وتضرر ما لا يقل عن 20 مبنى سكنيًا، و30 منزلًا، ومؤسسة تعليمية واحدة.
وفي يوم أحد الشعانين، أسقطت روسيا صاروخين من نوع إسكندر وسط مدينة سومي. أحدهما أصاب مركز مؤتمرات، والآخر انفجر بين مبنيين جامعيين وبجوار حافلة مكتظة وسيارات مدنية.









