تكبير الخط تصغير الخط

اتفقت أطراف الاتفاق الإطاري في السودان، على تحديد مدة 5 أيام لحل القضايا العالقة والتوقيع على الاتفاق النهائي في 6 أبريل/نيسان الجاري.

يأتي ذلك في حين أغلق مئات المحتجين الطريق القومي الرابط بين العاصمة الخرطوم ومدن بورتسودان وسواكن على شاطئ البحر الأحمر شرقي البلاد، احتجاجا على هذا الاتفاق.

جاء ذلك في ختام اجتماع عقدته الأطراف في القصر الرئاسي بالخرطوم بعد الإعلان عن تأجيل توقيع الاتفاق الذي كان مقررا السبت، بسبب عدم توافق أطراف الاتفاق الإطاري على بعض القضايا عقب خلاف بخصوص دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.

وتعتبر مسألة توحيد الجيش السوداني من خلال دمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة تحت إمرة الجيش نقطة خلافية بين القوى العسكرية الموقعة على الاتفاق الإطاري المبرم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وذكرت مصادر عسكرية، أن "القوات المسلحة السودانية لن توقع على الاتفاق النهائي دون التوصل إلى اتفاق بشأن الجداول وسنوات دمج قوات الدعم السريع والحركات في الجيش السوداني".

وسبق لقوات الدعم السريع أن أكدت التزامها الكامل بالوصول إلى جيش قومي مهني واحد في البلاد، وبكل ما ورد في الاتفاق السياسي الإطاري، إلا أنها لم تتخذ خطوات في هذا الشأن.

وكشفت مصادر، عن وساطة تقوم بها الآلية الثلاثية والمجموعة الرباعية لتقريب وجهات النظر بين الجيش وقوات الدعم السريع لطيّ الخلافات المتعلقة بقضية الدمج والتحديث.

في أثناء ذلك، أغلق مئات المحتجين من قبائل البجا السودانية السبت، الطريق القومي الرابط بين العاصمة الخرطوم وبورتسودان وسواكن على شاطئ البحر الأحمر شرقي البلاد، احتجاجا على التوقيع المرتقب للاتفاق النهائي للعملية السياسية.

وقال المستشار القانوني للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان أحمد موسى عمر، إن منتسبين للمجلس أغلقوا الطريق الرابط بين مدينة بورتسودان والعاصمة الخرطوم عند منطقة سنكات جنوبي بورتسودان، مؤكدا أن الإغلاق يأتي رفضا للاتفاق السياسي لترتيب الحكم في الفترة الانتقالية.

وذكر شهود عيان أن المئات من المحتجين أغلقوا بالحجارة والإطارات المشتعلة الطريق القومي الرابط بين بورتسودان وسواكن.

وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، قد أعلن في وقت سابق قرار إغلاق الطريق بين الخرطوم وبورتسودان ليوم واحد، حيث توجد موانئ البلاد الرئيسية على البحر الأحمر، بينما رفضت مجموعات سياسية وأهلية أخرى في شرق السودان الخطوة.

ويرفض المحتجون مسار الشرق المضمن في اتفاق السلام الموقع في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بعاصمة جنوب السودان جوبا، حيث تشتكي قبائل البجا من تهميش مناطق الشرق، وتطالب بإلغاء مسار الشرق، وإقامة مؤتمر قومي لقضايا شرق السودان، ينتج عنه إقرار مشاريع تنمية لها.

ومن جهتها، أعلنت الإدارة الأهلية في ولاية الخرطوم أنها قررت إغلاق الولاية بشكل كامل الأربعاء المقبل رفضا للاتفاق السياسي.

وكان متوقعا توقيع الاتفاق السياسي النهائي السبت إلى وقت يحدد لاحقًا، بسبب خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع حول مواقيت الدمج والتحديث.

وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.

وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.