-
℃ 11 تركيا
-
12 فبراير 2025
إبراهيم محمد الهمداني يكتب: أمريكا وإسرائيل.. السقوط المهين من غزة إلى اليمن
إبراهيم محمد الهمداني يكتب: أمريكا وإسرائيل.. السقوط المهين من غزة إلى اليمن
-
12 فبراير 2025, 2:44:15 م
-
48
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غزة و اليمن
لم تعد غزة الشامخة بصمودها وركامها، فريسة سهلة، يتسلى أعداؤها بتكرار اصطيادها، ويتشفون برؤيتها تتعثر، وتتخبط في دمائها، ولم تعد ساحاتها المقدسة، قابلة لإعادة عرض خرافات وأساطير القوة التوراتية، ولم يعد فوق ركامها، غير مخيمات أبنائها، بصمودهم الأسطوري، المستعصي على الكسر؛ وما بين طوفان الأقصى وطوفان العودة، نصر إلهي عظيم، لا يمكن التشكيك فيه، وحق ثابت مقدس، لا يمكن سرقته بألف أوسلو، بعدما عجزت قوة أكبر تحالف عسكري صليبي، عن سلبه بترسانتها وجحافلها، كما لم يعد في وسع ترسانة أمريكا الصهيونية، ما يمكن الرهان عليه، لتنفيذ قرارات ترامب، ولم يعد في وسع حلفائه، في القارة العجوز، ما يمكن التهديد به، أو الركون إليه، في إجهاض نصر غزة، وإعادتها إلى مربع الصفر.
في الجانب المقابل، يمكن القول إن المواقف الرسمية العربية، الصادرة مؤخرا، تعكس حالة متقدمة، و"تتسم بقدر من الإيجابية، وأنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وتعبر عن مواقف حكيمة" – كما يصفها سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله – وأنها قد تغفر لأصحابها مواقفهم السيئة السابقة، "في حال كان لها ما بعدها، وتمت ترجمة بيانات الرفض، بمواقف إيجابية فعلية، لا تقبل المقايضة"، تردع العنجهية الترامبية المتغطرسة، ما لم فإن بيان وزراء الخارجية العرب، وإعلان الأنظمة الحاكمة، في مصر والأردن والسعودية، رفضها القاطع قرار ترامب، تهجير أهالي قطاع غزة قسرا، وإعادة إعمارها وضمها للكيان الإسرائيلي الغاصب حينا، واستثمارها مشروعا تنمويا سياحيا أمريكيا حينا آخر، وفي الوقت ذاته، يصر ترامب على تهجير أهالي قطاع غزة، إلى مصر والأردن نهائيا، بينما يقترح نتنياهو الأحمق، إقامة دولة فلسطينية في السعودية، وهي تصريحات استعلائية استكبارية، يجب أن تواجه بحزم كبير، ويجب أن تترافق مواقف تلك الأنظمة الحاكمة، بقرارات فعلية وموقف عربي موحد، ما لم فإنها لن تتجاوز كونها ظواهر صوتية، ومواقف تمثيلية للاستهلاك الإعلامي، وامتصاص غضب الجماهير.
لا يمكن التنبؤ بموقف عربي حاسم، يقف في وجه ترامب، ويفشل مشروعه الإجرامي بحق غزة أرضا وإنسانا، لأن الأنظمة العربية الرافضة حاليا، هي ذاتها الصامتة المتخاذلة المتواطئة سابقا، والنظامين المصري والأردني، هما من نصَّبا نفسيهما دروعا لحماية إسرائيل، من ضربات صواريخ ومسيرات المحور، وهما ذاتهما من حاصرا غزة سلفا، وقدما كل أشكال الدعم والمساعدة، للكيان الصهيوني، ليتجاوز تداعيات أزماته، الناتجة عن الحصار البحري، الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية، في معادلة إسناد غزة، كما أنه ليس من الحكمة، التعويل على مواقف الرفض الرسمية للأنظمة الغربية والعالمية، خاصة وقد شهدنا مواقف وقرارات مماثلة، صادرة عن الأمم المتحدة والجامعة العربية، لكنها كانت مجرد حبر على ورق لا أكثر، ولذلك فإن التعويل الحقيقي، على ثلاثية النصر في الداخل الفلسطيني في غزة أولا، ممثلة بمدى التحام الحاضنة الشعبية، بقيادتها العسكرية (المجاهدين) وقيادتها السياسية، ومدى قوة وحدتها وحصانتها ضد الاختراق، بالإضافة إلى مدى قوة وثبات موقف قوى المحور، في عملية الدعم والإسناد، حتى النهاية، ثانيا، وما دام هذان الشرطان قابلان للرهان عليهما، فإنه يمكن القول، إن غزة ما بين الطوفانين، قد أصبحت أرقى أنموذج تحرري عالمي، يلهم ويشجع الشعوب المستضعفة، على كسر قيود الاستبداد والهيمنة العالمية.
يمكن القول إن ترامب في رئاسته الثانية، قد بلغ من العجز والفشل والسقوط، ما لم يبلغه أحد قبله، وذلك ناتج عن أمرين؛ أولهما:- مواقفه العدائية المعلنة، وتصريحاته الاستكبارية الفجة، وسلوكياته الهمجية القبيحة، وغطرسته المتعالية على حلفائه قبل أعدائه، وثانيهما:- سقوط هيبة ومكانة وقيمة أمريكا عسكرياً واستعمارياً وحضاريا، بداية من موقفها العدائي المشين، بعد عملية طوفان الأقصى، بانحيازها المطلق للكيان الصهيوني الإجرامي الغاصب، وبسقوط القوة السياسية والقوة العسكرية، سقطت الريادة الحضارية، ولم يعد أمام ترامب سوى المضي في الحرب الاقتصادية، وابتزاز واستنزاف الاقتصادات العالمية الكبرى، ولم يعد في مخزون أمريكا الصهيونية، من القوة والمهابة، ما يضمن تنفيذ قرارات ووعود مجنونها ترامب، الذي بلغ مرحلة الخرف الاستعماري، ليعيش في عصرنا الحاضر، بعقلية الهيمنة الإجرامية، قبل قرنين من الزمان، ولذلك هو يعيش حالة من الشيزوفيرينيا الحادة، فهو لا يستحي من القول إنه صانع السلام في غزة، بينما هو ذاته من يصادرها بقراراته السخيفة، ويساند العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، وهو من يزود الكيان الصهيوني بصفقات الأسلحة، لتدميرها وإبادة أهلها، غير مدرك أن تجربة الاستيطان الإحلالي، التي مارسها القاتل الأوروبي، في أمريكا الشمالية سابقا، لا يمكن أن تكرارها الآن، في غزة خاصة، والمنطقة العربية عموما، بأي حال من الأحوال.
لم يعد بإمكان الاقتصاد العالمي، أن يصمد فترة أطول، ولن تستطيع أمريكا المترهلة، ابتلاع الاقتصادات الأوروبية، دون أن تغص بها، ولن يستطيع سيف الجزية، المسلط على السعودية ودول الخليج، تحصيل مبالغ كافية لإنعاش الاقتصاد الإمبريالي، كما أن مبلغ التريليون دولار، المتحصل من السعودية، لا يكفي لتغطية النفقات التشغيلية، للجماعات الإرهابية الوظيفية – التابعة للبيت الأبيض – التي توعد ترامب إشعال منطقة (الشرق الأوسط) بواسطتها، كما أن مهمة ترميم الكيان الصهيوني، تعد أولوية قصوى لدى ترامب، تتساوى مع أولوية ترميم القوة البحرية، والأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكيّة، من أجل حسم معركة البحر الأحمر، التي لا يمكن تأجيلها أكثر، ويستحيل حسمها في الوقت الراهن على الاقل، علاوة على استحالة التعويل على البدائل، من العملاء المحليين أو الإقليميين، وعدم إمكانية الحد من قدرات الجيش اليمني، أو استهدافه بضربات نوعية حاسمة، من شأنها شل قدراته وأنشطته العسكرية البحرية والجوية، ولم يعد بمقدور قرار تصنيفهم جماعة إرهابية، أن يحقق من الردع، ما عجزت عنه آلة الحرب الأمريكيّة السعودية، على مدى عشر سنوات.
في الوقت الذي يتسارع سقوط الولايات المتحدة الإرهابية، من غزة إلى اليمن، يصعد المجرم ترامب، مبشرا بميلاد أمريكا الصهيونية مرة ثانية، ومعلنا تبني ربيب الصهيونية المدلل "نتنياهو"، وكلاهما عاجز فاشل مهزوم، سواء في حروبهما أو في سياساتهما، وبنك أهدافهما المتعالي، بما يؤكد عجزهما عن استيعاب حقيقية المتغيرات العالمية، ونزعتهما الاستكبارية الفرعونية، الرافضة للسنن الإلهية، وما تفرضه معادلات القوى الصاعدة، وأنه لم يعد في تهديدات ترامب، فتح أبواب الجحيم على قطاع غزة، أو جر المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة، سوى تعجيل نهاية أمريكا الصهيونية، وربيبتها "إسرائيل" الكيان الوظيفي الإجرامي المتوحش، وتحقيق زوالهما الحتمي، وسقوطهما المخزي المهين.
![إسلام الغمري يكتب: لقاء الملك الأردني بترامب.. دروس في السياسة واستحقاقات المواجهة](https://180-news.com/public/assets/images/posts/d19c929f-c015-48f3-9384-453bc3a3abbc.png)
![مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام](https://180-news.com/public/assets/images/media/moner.jpeg.webp)
![كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول](https://180-news.com/public/assets/images/media/201709160832393239.jpeg)
![د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي](https://180-news.com/public/assets/images/media/ayman nada.png)
![طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين](https://180-news.com/public/assets/images/media/tarik artichal.png)
![تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج](https://180-news.com/public/assets/images/media/photo_2021-11-02 01.53.03.png)
![جهود مكثفة من مصر وقطر لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط ضغوط متزايدة](https://180-news.com/public/assets/images/posts/السيسي وتميم.jpg)
![كتائب الأقصى: نفذنا كميناً محكماً لقوة راجلة من جيش الاحتلال في مخيم طولكرم](https://180-news.com/public/assets/images/posts/dbdbdacc-9aba-4155-a392-7b2a6c4e16ec.png)