إسلام الغمري يكتب: هل اقتربت المواجهة الكبرى؟ السيناريوهات والتداعيات المحتملة للحرب المرتقبة بين إيران وأمريكا وإسرائيل

profile
د إسلام الغمري سياسي مصري
  • clock 1 أبريل 2025, 8:21:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تشير التطورات الأخيرة إلى أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة غير مسبوقة، قد تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط لعقود قادمة. التحركات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، إلى جانب التصريحات الصادرة من طهران، تعكس استعدادات جادة لعمل عسكري يستهدف البرنامج النووي الإيراني. فما السيناريوهات المحتملة في حال وقوع الضربة؟ وما التداعيات التي قد تمتد إقليمياً وعالمياً؟

إعلان امتلاك السلاح النووي: الصدمة الأولى

 

أحد أكثر السيناريوهات خطورة هو أن تختار إيران الرد بالإعلان عن امتلاكها للسلاح النووي. فقد صرّح علي لارجاني، مستشار المرشد الإيراني، بأن طهران سترد على أي هجوم بالسعي لامتلاك قنبلة نووية، في إشارة إلى أن فتوى المرشد حول تحريم الأسلحة النووية قد تُراجع تحت “الظروف الاستثنائية”. إن حدث ذلك، فسيؤدي إلى تصعيد خطير، حيث ستجد إسرائيل وأمريكا نفسيهما أمام معضلة أكبر مما كانتا تحاولان تجنبه.

 

هجوم إيراني واسع النطاق على المصالح الأمريكية والإسرائيلية

 

لن تكتفي إيران بالتصريحات، بل من المرجح أن تستخدم ترسانتها من الصواريخ والمسيرات لاستهداف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، والتي تضم نحو 60 ألف جندي أمريكي، إضافة إلى القواعد الإسرائيلية. هذه الهجمات قد تكون مباشرة أو عبر وكلائها، مثل حزب الله في لبنان، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، مما سيوسع دائرة المواجهة إلى حرب إقليمية مفتوحة.

 

إغلاق مضيق هرمز: شريان الطاقة العالمي في خطر

 

إيران تدرك أن أحد أقوى أسلحتها الاقتصادية هو قدرتها على إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي. أي تعطيل لهذا المضيق سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط، قد يتجاوز 200 دولار للبرميل، مما قد يدفع العالم إلى أزمة طاقة حادة وانكماش اقتصادي عالمي، وهو سيناريو مرعب للدول الغربية التي تعتمد على الاستقرار النفطي.

 

تصعيد إقليمي: هل تجر المنطقة إلى حرب شاملة؟

 

مع اندلاع المواجهة، من المرجح أن يدخل حلفاء إيران على خط النار. حزب الله قد يشن هجمات صاروخية على إسرائيل، والحوثيون قد يستهدفون منشآت النفط في الخليج، بينما قد تشن الفصائل العراقية هجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. هذا التصعيد قد يجبر دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، على التدخل بشكل مباشر ضد إيران، مما قد يحول الصراع إلى حرب إقليمية واسعة، لن تكون أي دولة في مأمن من تبعاتها.

 

سباق تسلح نووي: الشرق الأوسط على طريق خطير

 

إذا أعلنت إيران امتلاكها للسلاح النووي أو اقتربت من ذلك، فمن المرجح أن تبدأ دول أخرى في المنطقة، مثل تركيا وربما السعودية، في تسريع برامجها النووية لخلق توازن استراتيجي. وهذا سيؤدي إلى سباق تسلح نووي غير مسبوق، قد يجعل الشرق الأوسط أكثر اضطرابًا من أي وقت مضى.

 

نحن في وسط عالم لا يعرف سوى لغة الأقوياء: أين الأمتان العربية والإسلامية مما يجري؟

 

بينما تتحرك القوى الكبرى لرسم خريطة جديدة للمنطقة، يبقى السؤال الأهم: أين موقع الأمتين العربية والإسلامية من هذه التحولات؟ هل سيبقون متفرجين في لحظة يعاد فيها تشكيل ميزان القوى العالمي؟ إن استمرار حالة التشرذم والتبعية للقرار الدولي لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع والضعف. فهل تتحرك الشعوب والأنظمة قبل فوات الأوان، أم أن المنطقة ستظل ساحة صراع بين القوى العظمى دون أن يكون لأهلها كلمة فيما يجري؟

الخلاصة: هل نحن أمام “حرب القيامة”؟

إذا اندلعت المواجهة، فلن تكون مجرد ضربة عسكرية محدودة، بل قد تتطور إلى حرب إقليمية شاملة لها تداعيات عالمية. قد يكون الهدف الإسرائيلي-الأمريكي هو منع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن النتيجة قد تكون العكس تمامًا: سباق تسلح، فوضى إقليمية، وأزمة اقتصادية عالمية. الأيام القادمة ستكون حاسمة، وقد تحدد مسار الشرق الأوسط لعقود قادمة.
 

التعليقات (0)