تكبير الخط تصغير الخط

هل لا تزال الجبهة العربية المعارضة لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتهجير مليوني فلسطيني من قطاع غزة موحدة؟

فردا على سؤال حول وجود مقترح عربي مضاد لإعادة إعمار القطاع، أبدى يوسف العتيبة، السفير الإماراتي المؤثر في واشنطن، والذي لم ينافسه أحد في منصبه منذ عام 2008، شكوكه.

وقال الدبلوماسي خلال القمة العالمية للحكومات في دبي يوم الأربعاء 12 فبراير: "لا أرى بديلاً لما يُقترح. لا أرى ذلك حقاً. لذا إذا كان لدى أي شخص بديل، فنحن سعداء بمناقشته، وسعداء باستكشافه، لكنه لم يظهر على السطح بعد".

وأضاف أن الإمارات العربية المتحدة "ستحاول" إيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب.

وقال: "أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعباً. لكن في نهاية المطاف، نحن جميعًا في مجال البحث عن الحلول. نحن فقط لا نعرف إلى أين سينتهي الأمر بعد".

وتتناقض شكوك العتيبة مع تصميم الشركاء العرب على إحباط خطة ترامب. فقد تولت مصر والأردن، اللتان تعارضان بشدة التهجير القسري لسكان غزة على أراضيهما، والذي يعتبرانه خطا أحمر، زمام المبادرة بمجرد إدراكهما أن اقتراح الرئيس الأمريكي لم يكن مجرد نزوة.

وتأتي تصريحات العتيبة في الوقت الذي أعلنت فيه مصر، الثلاثاء، أنها ستقترح خطة لإعادة بناء غزة دون تهجير سكانها.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني معارضتهما لأي تهجير قسري للفلسطينيين، مشددين على الحاجة الملحة لبدء إعادة الإعمار مع ضمان بقاء سكان غزة في وطنهم.

تلقى رئيس الإمارات محمد بن زايد، الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أكد خلاله أهمية العمل من أجل تحقيق "السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط" على أساس حل الدولتين، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".

ومع ذلك، تواصل إسرائيل فرض حصار مدمر على غزة، حيث تستمر في فرض الحصار منذ 18 عامًا وتفرض قيودًا صارمة على الغذاء والمياه والأدوية. كما أصبح ما يقرب من مليوني شخص من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نازحين داخليًا نتيجة للحرب في غزة.

ويأتي اقتراح ترامب بشأن النزوح في ظل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المتعثر الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.

وبدت الهدنة هشة بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، مع تهديد إسرائيل باستئناف حربها العشوائية، وتصريحات حماس في وقت سابق بأنها ستؤجل إطلاق سراح الأسرى ما لم تلتزم إسرائيل بجميع شروط الاتفاق.

على الرغم من توقف الهجوم العسكري الإسرائيلي مؤقتًا، إلا أن القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 61709 فلسطينيًا منذ أكتوبر 2023، ويُعتقد أن أكثر من 14 ألف شخص آخرين محاصرون تحت الأنقاض، ويُفترض أنهم ماتوا.

أقامت الإمارات علاقات طبيعية مع إسرائيل بموجب اتفاق إبراهيم في عام 2020، في صفقة أدانها الفلسطينيون والجمهور العربي على نطاق واسع. ومنذ ذلك الحين، حافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل على الرغم من حرب غزة.

ولكنها ملتزمة رسميًا بحل الدولتين مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بالقوة.