تكبير الخط تصغير الخط

أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مقراتها في قطاع غزة، تؤثر بشكل مباشر على قدرتها في تقديم المساعدة الأساسية والحماية اللازمة للمدنيين، مما يساهم في تقلص مساحة العمل الإنساني في القطاع المحاصر.

استهداف مقرات إنسانية رغم وضوح العلامات

وفي بيان شديد اللهجة، أدانت اللجنة "بأشد العبارات أي عمل يعيق أداء مهامها الإنسانية أو يعرض حياة العاملين للخطر"، مشيرة إلى أن أحد مقراتها في غزة تعرض لأضرار كبيرة نتيجة إصابة مباشرة بجسم متفجر مساء الأربعاء.

ولفت البيان إلى أن هذا الاستهداف هو الثاني خلال ثلاثة أسابيع فقط، إذ سبق أن تعرض مقر آخر لقذيفة دبابة إسرائيلية بتاريخ 24 آذار/مارس الماضي.

وأكدت اللجنة أن مقراتها الإنسانية تحمل علامات مميزة وواضحة، وتم إبلاغ جميع الأطراف المتحاربة بها بشكل دوري، ما يجعل القصف المتكرر خرقًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني.

المخاطر تتزايد على المدنيين والطواقم الطبية

وأشارت اللجنة الدولية إلى أن هذه الحوادث المتكررة تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تواجه المدنيين في غزة، إلى جانب العاملين في المجال الطبي والإنساني، مؤكدة أن القصف يُقوّض جهود الإغاثة ويُعرض حياة الآلاف للخطر.

وفي ظل هذا التصعيد، يتقلص الهامش المتاح لتقديم المساعدات، ما يضع مزيدًا من الضغط على السكان الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية داخل القطاع.

أزمة إنسانية خانقة في غزة

تأتي هذه التطورات في ظل حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة للعام الـ18 على التوالي، حيث يعيش السكان في ظروف غير إنسانية تزداد سوءًا يوماً بعد يوم.

فبحسب الإحصاءات الأخيرة، نزح نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة، وأصبحوا بلا مأوى بعد أن دُمّرت منازلهم جراء القصف المستمر.
وقد دخل القطاع فعليًا مرحلة المجاعة، نتيجة الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما يُنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

جرائم حرب وإبادة جماعية بدعم أمريكي

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب مجازر جماعية ضد السكان المدنيين، حيث بلغ عدد الشهداء والجرحى أكثر من 167 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بينما تجاوز عدد المفقودين 14 ألفًا حتى اللحظة.