تحليلات إسرائيلية: هكذا هندس السنوار الصفقة الأسوأ في تاريخنا

profile
  • clock 17 يناير 2025, 10:19:14 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في ظل صفقة أثارت جدلًا واسعًا على المستويين السياسي والعسكري داخل إسرائيل، وصفت وسائل إعلام عبرية اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة بأنه من "الأسوأ في تاريخ إسرائيل". 

تأتي هذه الصفقة في سياق سياسي معقد، حيث طُرحت تساؤلات عديدة حول المكاسب والخسائر التي جناها الطرفان من هذا الاتفاق.

نجاح حماس وفشل إسرائيل

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يمثل الاتفاق انتصارًا استراتيجيًا لحركة حماس التي نجحت في تحقيق أهدافها الأساسية، وأبرزها الحفاظ على سيطرتها الكاملة على قطاع غزة. 

المحلل الإسرائيلي تسفي يحزقالي، المختص في الشؤون العربية بموقع "i24NEWS"، أشار إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في المرحلة التي تلي تنفيذ الصفقة، حيث تستمر حماس في تعزيز قبضتها على القطاع.

وأكد يحزقالي أن إسرائيل أخفقت في تغيير الواقع الاستراتيجي في غزة أو تحقيق مكاسب سياسية واضحة. وأضاف: "الهدف الرئيسي لحماس كان الحفاظ على سيادتها، ونجحت في ذلك بامتياز. هذه الصفقة تؤكد قدرتها على فرض شروطها دون تقديم تنازلات جوهرية". 

وأوضح يحزقالي أن حركة حماس تسعى إلى تحقيق هدف واحد: تعزيز سيطرتها على القطاع، وقد أثبتت من جديد أنها تمتلك أدوات قوة استراتيجية تمكنها من فرض إرادتها على إسرائيل.

صفقة توصف بالأسوأ في تاريخ إسرائيل

من جانبه، قال ميخا كوبي، المسؤول السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، إن هذه الصفقة تُعد من بين الأسوأ التي أبرمتها إسرائيل على الإطلاق. 

وأوضح أن إسرائيل دفعت ثمنًا باهظًا نتيجة إخفاقها في حماية مواطنيها الذين وقعوا في الأسر، مشيرًا إلى أن الغموض الذي يكتنف مصير الأسرى الإسرائيليين أضاف ضغطًا كبيرًا على صناع القرار الإسرائيلي.

وأضاف كوبي: "لا أحد يعرف الوضع الصحي للأسرى أو إذا ما كانوا على قيد الحياة. حماس عمدت إلى استنزاف الأعصاب الإسرائيلية من خلال المماطلة ورفض تقديم أي معلومات واضحة بشأن الأسرى. هذه الاستراتيجية أجبرت إسرائيل على التنازل والقبول بشروط حركة حماس بعد استنفاد جميع الخيارات العسكرية والسياسية المتاحة".

محمد السنوار.. مهندس الصفقة

بحسب كوبي، يُعد محمد السنوار، شقيق زعيم حركة حماس السابق يحيى السنوار، الشخصية الأكثر تأثيرًا في إدارة ملف الصفقة. وأشار إلى أن السنوار اعتمد استراتيجية "الرهان على الوقت"، والتي تمكن من خلالها من تحقيق أكبر مكاسب ممكنة. 

وقال كوبي: "السنوار هو الشخصية الرئيسية التي تتخذ القرارات في غزة، وهو من يحدد الأسماء التي سيتم الإفراج عنها. استراتيجيته تعتمد على الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين لأطول فترة ممكنة للحصول على أكبر قدر من الامتيازات مع مرور الوقت".

التداعيات الأمنية للصفقة

المحلل العسكري يوسي يهوشوا أبدى قلقه من تداعيات الصفقة على الوضع الأمني في المنطقة، محذرًا من احتمالية تصعيد كبير في الضفة الغربية. 

وأوضح أن إسرائيل فقدت معظم وسائل الضغط على حماس بعد تنفيذ الصفقة، ما يجعل أي مفاوضات مستقبلية أكثر تعقيدًا. 

وأشار إلى أن الخيار الوحيد المتبقي أمام إسرائيل قد يكون العودة إلى المواجهات العسكرية، ولكن هذه المرة في ظروف أكثر تعقيدًا وصعوبة.

مكاسب حماس وخسائر إسرائيل

خلصت التحليلات الإسرائيلية إلى أن حماس تمكنت من تحقيق مكاسب استراتيجية وسياسية بارزة. فقد عززت شرعيتها السياسية على المستويين الداخلي والخارجي، واحتفظت بسيطرتها على قطاع غزة دون تقديم أي تنازلات لإسرائيل، كما أنها حققت نجاحًا إعلاميًا وسياسيًا عزز من مكانتها كقوة مقاومة قادرة على مواجهة إسرائيل بشروطها الخاصة.

في المقابل، أظهرت الصفقة العديد من نقاط الضعف في الموقف الإسرائيلي. إذ فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب التي سبقت الاتفاق، سواء من حيث تقويض قدرات حماس أو استعادة الأسرى دون شروط. 

إضافة إلى ذلك، رضخت إسرائيل لضغوط دولية ومحلية لتنفيذ الصفقة رغم التحفظات الأمنية، مما أدى إلى استنزاف الروح المعنوية للمجتمع الإسرائيلي. هذا الغموض المستمر حول مصير الأسرى أثار حالة من الإحباط العام وزاد من الانتقادات الموجهة للحكومة الإسرائيلية.

التعليقات (0)