تكبير الخط تصغير الخط

أعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، اليوم السبت، في دمشق، عن تطلع بلاده لاستعادة مقعدها في الجامعة العربية، مؤكداً التزام سوريا بدورها الفاعل في تعزيز العمل العربي المشترك.

وأشار الوزير إلى جهود الحكومة السورية لعقد مؤتمر وطني شامل يضم مختلف مكونات الشعب السوري، بهدف تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز المشاركة السياسية. واعتبر أن هذا المؤتمر يشكل خطوة محورية نحو بناء مستقبل سوريا.

دعوة لإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة

أكد الوزير أن الحكومة السورية تسعى لتوفير بيئة آمنة تسهل عودة السوريين إلى وطنهم، مشيراً إلى أهمية الدعم العربي في جهود إعادة الإعمار، التي وصفها بأنها أولوية ملحة في المرحلة المقبلة. 

كما أعلن عن استعداد الحكومة لتقديم التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات، مشدداً على التزامها بتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي في البلاد.

مناشدة لإعادة النظر في العقوبات

ناشد الوزير المجتمع الدولي لإعادة تقييم العقوبات المفروضة على سوريا، لافتاً إلى أنها تعرقل جهود إعادة الإعمار والتنمية وتزيد من معاناة الشعب السوري. 

وأكد التزام بلاده بتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، داعياً إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.

زيارة وفد الجامعة العربية إلى دمشق

وشهدت العاصمة السورية دمشق، اليوم السبت، زيارة تاريخية لوفد من جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد، حسام زكي، في أول زيارة رسمية عقب سقوط نظام الأسد وتولي الإدارة الجديدة. 

وأجرى الوفد لقاءات مع قائد الإدارة السورية، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، ضمن جهود الجامعة لفهم طبيعة التغيرات في سوريا وبحث استعادة العلاقات.

الجامعة العربية وتطور العلاقات مع سوريا

أكد حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، أن زيارته تهدف إلى إعداد تقرير شامل عن الوضع الراهن في سوريا لتقديمه إلى الأمين العام أحمد أبو الغيط والدول الأعضاء. 

وأوضح أن الجامعة تسعى لفهم الرؤية السورية الحالية والمستقبلية، مشيراً إلى أن بعض الدول الأعضاء تواصلت مع الإدارة السورية الجديدة بينما لا تزال دول أخرى مترددة في ذلك.

وأشار زكي إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد اجتماع مع لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وأن الهدف منها هو تمهيد الطريق لاستئناف الدور السوري ضمن الجامعة العربية.

خلفية تعليق عضوية سوريا

يُذكر أن الجامعة العربية علّقت عضوية سوريا في عام 2011 على خلفية قمع الاحتجاجات الشعبية، ومنحت المقعد للمعارضة السورية. 

ومع ذلك، تبنت الجامعة قراراً في عام 2023 لإعادة سوريا إلى مقعدها ضمن اجتماع مغلق لوزراء الخارجية العرب، ما يعكس تغيراً في المواقف الإقليمية تجاه الأزمة السورية.

خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون

تعتبر هذه الزيارة خطوة هامة لاستعادة العلاقات بين سوريا والجامعة العربية، وفتح آفاق جديدة للتعاون العربي في إطار السعي نحو تحقيق الاستقرار وإعادة بناء سوريا.