-
℃ 11 تركيا
-
15 أبريل 2025
جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة انتهاكات الاحتلال.. سقوط آخر أعمدة القطاع الصحي بغزة
الأجواء كانت مرعبة في اللحظات التي أعقبت التحذير، إذ شن الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على محيط المستشفى،
جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة انتهاكات الاحتلال.. سقوط آخر أعمدة القطاع الصحي بغزة
-
13 أبريل 2025, 2:45:46 م
-
492
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية، شنّ جيش الاحتلال صباح اليوم الأحد هجومًا عنيفًا على مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، آخر مستشفى كان لا يزال يقدم خدماته في محافظة غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل وخروجه عن الخدمة، في استهداف مباشر لأحد آخر رموز النظام الصحي المتداعي في القطاع المحاصر.
تحذير قبل القصف... ومهلة قصيرة للمغادرة
منح الاحتلال إدارة المستشفى عشرين دقيقة فقط لإخلائه، قبل أن تبدأ طائراته بالقصف، مستهدفة مباني الاستقبال والطوارئ والجراحة والعمليات، وألحقت أضرارًا كبيرة بأقسام الباطنية والمختبرات، ما أدى إلى توقف المستشفى تمامًا عن العمل.
وذكر شهود عيان الأجواء كانت مرعبة في اللحظات التي أعقبت التحذير، إذ شن الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على محيط المستشفى، ما أثار الذعر في صفوف المرضى والطواقم الطبية، لدرجة أن بعض المصابين غادروا وهم يزحفون، بسبب نقص الأسرة والكراسي المتحركة.
كما أكد الشهود أن العديد من المرضى المسنين ومرضى غسيل الكلى اضطروا للمغادرة محمولين على الأكتاف، فيما سقط بعضهم مغشيًا عليه من شدة الإرهاق، وسط مشاهد نزوح مأساوية تنعدم فيها الإنسانية.
الدمار الشامل... وأثره الصادم
أظهرت مقاطع مصورة تطاير شظايا القصف إلى مسافات وصلت نحو 300 متر، ما يعكس شدة التفجيرات المستخدمة وقوة القنابل التي أُلقيت على المستشفى، في خطوة تُجسّد سياسة الاحتلال المتعمدة لتفكيك المنظومة الصحية في القطاع.
ويأتي هذا القصف في سياق ممنهج دأب عليه الاحتلال منذ بدء عدوانه الأخير على غزة، الهادف إلى شل النظام الصحي بشكل كامل، وتضييق الخناق على سكان القطاع.
المعمداني: مستشفى من التاريخ إلى الاستهداف
يُعد مستشفى "المعمداني" من أعرق مستشفيات قطاع غزة، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى أواخر القرن التاسع عشر على يد بعثة تبشيرية بريطانية، وكان يخدم قرابة 200 ألف نسمة في تلك الفترة، ويُعتبر المستشفى الوحيد بين يافا وبورسعيد آنذاك.
وتعرض "المعمداني" للدمار والنهب خلال الحرب العالمية الأولى، ثم أعيد بناؤه عام 1919 تحت اسم "المستشفى الأهلي العربي". ويتبع حاليًا لوزارة الصحة الفلسطينية، مع تلقيه دعمًا من الجمعية المتحدة الفلسطينية بأميركا.
موقع أثري في قلب المعاناة
يقع المستشفى في حي الزيتون، وسط مدينة غزة القديمة، ويجاوره عدد من المواقع الدينية والأثرية مثل كنيسة "القديس فيليبس الإنجيلي" وكنيسة "برفيريوس" اليونانية، إلى جانب "حمام السمرة" العثماني، ومسجد "كاتب ولاية" التاريخي، ما يجعل قصفه جريمة أخرى تطال الموروث الحضاري للمدينة.
كارثة صحية شاملة
من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، أن الاحتلال دمّر أكثر من 80 منشأة صحية، منها 36 مستشفى، إضافة إلى تدمير 140 مركبة إسعاف، ما يجعل النظام الصحي في القطاع على شفا الانهيار الكامل.
جرائم حرب مستمرة
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، حرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 166 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل صمت دولي مشين.









