خبير استراتيجي يكشف لـ"180 تحقيقات" ما وراء اشتباكات الساحل السوري (الدوافع والأسباب)

profile
  • clock 12 مارس 2025, 12:49:27 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء علي ناجي عبيد

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء الركن "علي ناجي عبيد"، إن سوريا عاشت منذ خمسينات القرن الماضي “العشرين”، دون طائفية صريحة على الأقل رغم التقلبات السياسية الحادة من ثورة ضد الإستعمار الأجنبي إلى الإنقلابات العسكرية العديدة إلى الوحدة مع جمهورية مصر عبدالناصر فالإنفصال ثم عودة إلى الإنقلابات وإلى الإستقرار فالنكوص إلى العنف من جديد منذ العام ٢٠١١ ذلك العنف “الثورة”، الذي قادته ونفذته عشرات المنظمات السياسية والدياسية (الدينية السياسية) والعسجهادية أي العسكرية الجهادية ومنها المصنفة بالإرهابية والعسكرية البحتة المسماة بالفيلق.... وألفرقة....واللواء....ومنها العلمانية والقومية والطائفية البحتة حتى قيل أنه إذا كان ليس من الصعب إحصاء تلك المنظمات وتصنيفها فمن المستحيل حفظها عن ظهر قلب من كثرتها وتداخل أسمائها، هذا في الجانب المعارض لنظام الأسد وتزداد الصعوبة إذا أضيف إليها المنظمات الموالية للنظام السابق.أي أن تعقيدات الحالة السورية هي الأشد إذا ما قورنت بأشباهها على الساحة العربية مثل اليمن والسودان ولبنان.


وأضاف عبيد في تصريحات خاصة لـ"180 تحقيقات" أن الأكثر تأثيراً على الساحة من تلك المنظمات هي المنظمات الجهادية والتي صنفت بالإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام التي وصلت إلى الحكم بوسيلة العنف في لحظة فاجأت العالم بل تفاجأت هي نفسها إثر إنهيار نظام الأسد بشكل غير متوقع بعد حرب دامية ومدمرة خلال ستة عشر عاماً واتخذت هيئة تحرير الشام خطوات سريعة في الإتجاه الصحيح بهدف تطبيع الأوضاع الداخلية إلا أن هناك كثير من العوامل المعيقة من أهمها تعدد الحركات والمنظمات المسلحة المعارضة لنظام السابق وإستيعاب كثير من فلول نظام الأسد لصدمة الإنهيار المفاجئ والهزيمة غير المتوقعة وإعادة تنظيم صفوفها سريعاً مع أهمية تلك العوامل فالأهم منها والأشد تأثيراً على ما يعتمل في الساحة السورية هو عامل عقلية المقاومة بواسطة العنف وما علق من سلوك وصل حد الثبات بل والهيمنة على نفسيات الجهاديين من خلال ممارسة العنف خلال فترة طويلة كان وقودها عقيدة تغرس في نفوس منتسبيها سواء سوريين أو عرب أو مسلمين من دول غير عربية بما فيها أوروبية تغرس في نفوسهم كراهية شديدة للعدو المتمثل بغيرهم ممن لا يأخذ بعقيدتهم الدينية مسلكا في الدنيا وطريقا سريعاً إلى الجنة في الآخرة.


وأكد أن هذا ما يعنيه أن الأعداء هم غالبية مكونات المجتمع السوري فمن السنة على سبيل المثال الطرق الصوفية وهي غالبة في المجتمع السوري ناهيك عن تيارات دينية سنية أخرى فإلى لعلوية  وهي صنف شيعي قريب من المدنية فالدروز والمسيحية بإختلاف كنائسها وهم كفار وعلى كفر بواح في نظر مقاتلي الحركات الجهادية وغيرها من المكونات التي تصنفها تلك الحركات في خانة الكفر مثل الإسماعيلية والنصيرية إلخ ،بمعنى آخر أن غالبية مكونات المجتمع السوري مصنف بشكل مسبق كعدو في نفوس قادة ومقاتلي مختلف الحركات الجهادية ورسخ بشكل قوي مثله مثل العداوة لرموز النظام السابق وأدواته من أمن وجيش ومنظمات شبه عسكرية كونها بيده أو نشأت موالية لنظام الأسد على أساس فكري أو مذهبي أو عقدي وحتى ديني مخالف للحركات الجهادية ومن أهمها هيئة تحرير الشام الحاكمة بالإشتراك مع حلفائها في الجهاد الآتية من ميدان القتال المسيطر على ذهنياتها ويقود سلوكها على الواقع نفسية وعقلية الجهادية دعنا نطلق عليها العقلية الثورية التي تطبع بها أصحابها خلال الستتة عشر عاماً مضت مضاف إليها م قبلها. هذه العقلية الثورية لا تتسق ولا تتفق مع عقلية وشرعية الدولة وهي المطلوبة في الظروف الحالية.


وقال إن ممارسة الحكم انطلقت من الشرعية الثورية (الجهادية) مما عجل من صحوة ما أطلق عليهم بفلول النظام السابق المشروط عليهم الإستسلام أو مواجهة الموت في وسط مناصر على الأقل إلى حد ليس بالهين للأسباب التي ذُكرت آنفا داخلياً مضافاً إليها التعقيدات الخارجية فالحكام الجدد لا زالوا ( يجاهدون) من أجل الخروج من قوائم الإرهاب والتخلص من العقوبات الدولية المفروضة على نظام الأسد والأشد من كل ذلك التأثير السلبي الشديد للضربات الإسرائلية الحاقدة لمقدرات الشعب السوري العسكرية والأمنية والعلمية بالإضافة إلى التدخل الصهيوني الفج في الشؤون الداخلية للشعب السوري في ظروف جعلت الحكام الجدد في غاية الحيرة والحرج داخليا في الوقت الذي هم في موقع الشك على مستوى الخارج بدء من أقرب الجوار العربي الأردن ويرتقي الشك إلى مستوى الخلاف مع لبنان كدولة وإلى العداوة مع حزب الله ومثله الحال مع العراق كدولة ومكوناتها شبه العسكرية مثل الحشد الشعبي.


واختتم حديثه: أنبه إلى أن حديثي الآنف ليس مقدمة للإجابة بل من أصل المتن ومن صلب الإجابة، ما حصل ويحصل من اشتباكات في الساحل السوري وما أحدثته من خسائر كبيرة في أوساط المدنيين أصنفه كارثة ستنتج الأكثر منها كارثية وأعتبرها مواصلة لحرب مستمرة مدمرة تحولت فيها الأدوار وتغيرت التحالفات على مستوى الداخل السوري الذي يؤثر بشكل كبير على مجريات تشكُّل الشرق  الأوسط الجديد إلى جانب ما جرى ويجري في فلسطين المحتلة من حرب إبادة في ظل بروز الظاهرة الترمبية اليمينية المحكومة بهيمنة اللوبي الصهيوني بشكل لا لبس فيه فإن أول شروط تشكل شرق أوسط جديد تحت الهيمة الإسرائلية هو عدم الإستقرار في سوريا من خلال ضمان فوضى لا أفق لنهايتها ولا ساحات بعيدة عنها ولا ولن تكتفي الصهيونية بسوريا ودول جوارها بما فيها من لديها إتفاقيات سلام فمن أجل الهيمنة الكاملة لا بد أن يتشكل شرق أوسط متناحر يدار من تل أبيب.. فهل من صحوة عربية ؟.. أعتقد أن صحوة عربية تتشكل وأول خطواتها مؤتمر القمة العربية الإستثنائي في أرض الكنانة.

التعليقات (0)