-
℃ 11 تركيا
-
13 مارس 2025
د.وائل زكريا يكتب:تراجع ترامب عن تهجير سكان غزة.. نجاح جديد للدبلوماسية المصرية
د.وائل زكريا يكتب:تراجع ترامب عن تهجير سكان غزة.. نجاح جديد للدبلوماسية المصرية
-
13 مارس 2025, 1:48:02 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صورة أرشيفية من لقاء سابق عام 2019 بين ترامب والسيسي
في تحول لافت، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه الداعم لتهجير سكان قطاع غزة، مؤكداً أنه “لم يطلب منهم أحد أن يغادروا غزة ويتم تهجيرهم”. هذا التصريح يعكس بوضوح مدى التأثير الذي أحدثته المواقف الحاسمة التي تبنتها القيادة السياسية في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير السكان، حيث وقفت مصر بحزم ضد أي مخططات تهدف إلى تغيير الخريطة الديموغرافية للقطاع.
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، لعبت مصر دورًا جوهريًا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، مؤكدة أن الحل لا يمكن أن يكون عبر تهجيرهم من أرضهم، بل من خلال وقف التصعيد وإيجاد حل سياسي عادل وشامل. و جاء موقف مصر واضحًا منذ البداية، حين أكد أن مصر لن تسمح بأي تهجير قسري للفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما قطع الطريق أمام أي محاولات لفرض واقع جديد على المنطقة.
الدبلوماسية المصرية لم تكتفِ بالموقف السياسي الحاسم، بل سارت في مسارين متوازيين: الأول، الضغط السياسي والدبلوماسي على المستوى الدولي لمنع تنفيذ أي مخطط للتهجير، والثاني، العمل الفعلي على الأرض من خلال دعم جهود إعادة إعمار غزة، والتخفيف من معاناة سكان القطاع، بما يعزز من صمودهم على أرضهم. هذا الموقف الإنساني والاستراتيجي لم يكن مجرد تصريحات، بل تجسد في مبادرات ملموسة، حيث فتحت مصر معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، وشاركت في جهود إعادة الإعمار، وواصلت التنسيق مع مختلف الأطراف الدولية لضمان عدم فرض واقع جديد بالقوة.
تراجع ترامب عن موقفه يكشف أيضًا عن مدى فشل الرهانات التي اعتمدت على تصعيد الضغط على الفلسطينيين لدفعهم نحو مغادرة أراضيهم. لقد أثبتت مصر مرة أخرى أنها حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وأنها لن تسمح بتمرير مخططات تضر بالأمن القومي العربي، وفي القلب منه الأمن القومي المصري.
الرسالة التي يبعثها هذا الموقف للعالم واضحة: الحقائق على الأرض لا تُفرض بالقوة، والمواقف الوطنية الراسخة قادرة على إحداث فارق حقيقي في مواجهة المخططات المشبوهة. مصر، بموقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، لم تدافع فقط عن حقوق الفلسطينيين، بل دافعت عن استقرار المنطقة بأسرها، ونجحت في أن تكون صوت العقل والحكمة في وقت تعالت فيه دعوات التهجير والتصعيد.
في النهاية، يبقى الثابت الوحيد في هذه المعادلة أن مصر، بتاريخها وثقلها السياسي، ستظل الحارس الأمين للقضية الفلسطينية، والمدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين في أرضهم، ولن تسمح بأي محاولات لتغيير حقائق الجغرافيا والديموغرافيا تحت أي ظرف.








