-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
روسيا ترفع الحظر عن "طالبان": مسار نحو تطبيع العلاقات مع حكومة أفغانستان
روسيا ترفع الحظر عن "طالبان": مسار نحو تطبيع العلاقات مع حكومة أفغانستان
-
17 أبريل 2025, 5:26:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعضاء الوفد الأفغاني، بقيادة القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة طالبان، يحضرون منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي/رويترز
في خطوة لافتة على طريق تطبيع العلاقات مع حركة "طالبان"، أعلنت المحكمة العليا في روسيا، الخميس، تعليق الحظر المفروض على الحركة، التي كانت موسكو قد صنفتها "منظمة إرهابية" منذ أكثر من عقدين. ويأتي هذا القرار ليعزز مساعي الكرملين لتوسيع نفوذه في آسيا الوسطى ومواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية.
قرار فوري من المحكمة العليا
أعلنت وكالة "تاس" الروسية أن القرار جاء بطلب من النائب العام، ويدخل حيز التنفيذ فوراً. وأعلن القاضي أوليغ نيفيدوف الحكم، الذي يضع حداً لتصنيف "طالبان" كمنظمة إرهابية، وهو التصنيف الذي تم إقراره عام 2003.
من العداء إلى التنسيق الأمني
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من تقارب تدريجي بين موسكو وطالبان، رغم التاريخ المتوتر بين الطرفين، خصوصاً خلال الحرب الأهلية في أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي. وقد وصفت روسيا الحركة في السنوات الأخيرة كشريك محتمل في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد صعود تنظيم "داعش – ولاية خراسان" (ISKP) في أفغانستان.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرّح العام الماضي بأن "طالبان" باتت "حليفاً" في جهود مكافحة الإرهاب. كما أعلن مبعوثه الخاص إلى كابول عن خطط لشطب الحركة من قائمة الإرهاب، وهو ما تحقق الآن.
هجوم موسكو يعجّل التقارب
جاءت الخطوة الروسية بعد هجوم دموي في مارس 2024، حين قتل مسلحون 145 شخصاً في قاعة حفلات قرب موسكو، في هجوم تبناه تنظيم "داعش". وأشارت تقارير أمريكية إلى أن فرع التنظيم في أفغانستان (داعش – خراسان) هو المسؤول عن الهجوم، ما دفع روسيا إلى تسريع التعاون مع طالبان، التي تعهدت بالقضاء على وجود التنظيم في أفغانستان.
التعاون السياسي والاقتصادي.. وأنبوب الغاز
في السياق ذاته، تسعى موسكو إلى استغلال موقع أفغانستان الجغرافي كنقطة عبور لتصدير الغاز الروسي نحو جنوب شرق آسيا. وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أكتوبر الماضي أن روسيا "ستواصل تطوير العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية مع كابول".
واستضافت موسكو في السنوات الماضية مسؤولين من طالبان في منتديات متعددة، في مؤشر واضح على تحول كبير في نظرة الكرملين إلى الحركة التي تسيطر على أفغانستان منذ أغسطس 2021 بعد انسحاب القوات الأمريكية.
الاعتراف الدولي لا يزال مؤجلاً
رغم تحركات روسيا ودول آسيوية أخرى، لا تزال أي دولة في العالم لم تعترف رسمياً بحكومة طالبان حتى الآن. فالغرب يربط الاعتراف بتحقيق تقدم في ملف حقوق الإنسان، لا سيما حقوق النساء.
وقد أغلقت طالبان المدارس والجامعات أمام الفتيات، وفرضت قيوداً صارمة على حركة النساء دون مرافقة ذكر، مما أثار إدانات دولية ووقف مسار الاعتراف الدولي بالحركة.
آسيا الوسطى تحذو حذو موسكو
روسيا ليست الدولة الوحيدة التي أعادت النظر في تصنيف طالبان. ففي عام 2023، أزالت كازاخستان الحركة من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وتبعتها قرغيزستان العام الماضي. وتحتفظ دول مثل الصين والهند والسعودية والإمارات وقطر وإيران بسفارات في كابول، في حين كانت بكين أول من عين سفيراً رسمياً لديها بعد استيلاء طالبان على السلطة.









