-
℃ 11 تركيا
-
15 مارس 2025
صراع يشتعل بين تركيا وإسرائيل.. هل اقتربت المواجهة؟ وما تداعياتها؟
صراع يشتعل بين تركيا وإسرائيل.. هل اقتربت المواجهة؟ وما تداعياتها؟
-
15 مارس 2025, 1:12:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل اقتربت المواجهة التركية الإسرائيلية؟
شهدت العلاقات التركية الإسرائيلية تقلبات كبيرة على مدى العقود الماضية، حيث مرت بفترات من التحالف الاستراتيجي وأخرى من التوتر الشديد. في السنوات الأخيرة، تصاعدت حدة التوتر بين البلدين بسبب اختلاف المصالح الإقليمية، خاصة في سوريا، بالإضافة إلى القضايا الفلسطينية والتنافس على النفوذ في شرق المتوسط.
العوامل الرئيسية لتأزم العلاقات
هناك مجموعة من العوامل الرئيسية التي أدت إلى تأزم العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وفقا لما ذكرته العديد من المصادر الإعلامية والتحليلية من صحف ومحللين إسرائيليين ودوليين.
القضية الفلسطينية: ملف شائك في العلاقات
تُعد القضية الفلسطينية أحد أبرز أسباب التوتر بين تركيا وإسرائيل، خاصة بعد حادثة أسطول الحرية عام 2010، حيث قُتل عشرة نشطاء أتراك على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم كسر الحصار عن غزة. أدى هذا الحادث إلى تدهور حاد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفقًا لتحليل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدم القضية الفلسطينية كأداة لتعزيز مكانته كزعيم إسلامي إقليمي، مما زاد من حدة التوتر مع إسرائيل، التي ترى في الدعم التركي لحركة حماس تهديدًا مباشرًا لأمنها.
التنافس الإقليمي في سوريا: مواجهة غير مباشرة
مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، زاد التوتر بين تركيا وإسرائيل بسبب تضارب مصالحهما في الساحة السورية. تركيا دعمت المعارضة السورية وسعت إلى إقامة سوريا موحدة ومستقرة تحت حكومة مركزية، بينما ترى إسرائيل أن الفوضى المستمرة تخدم مصالحها الأمنية، لأنها تمنع نشوء قوة مركزية معادية.
نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مسؤول في جيش الاحتلال قوله: "تركيا تثير اهتمامنا بشكل خاص في الوقت الراهن. هي دولة ذات طموحات إمبريالية، واقتصادها في المرتبة الـ17 عالميًا، ولديها قوة عسكرية كبيرة"، في إشارة إلى المخاوف الإسرائيلية من النفوذ التركي المتزايد في سوريا.
إسرائيل وتركيا وإيران: ثلاثية معقدة في سوريا
إسرائيل تعتبر إيران العدو الرئيسي في المنطقة، وتخشى من تحول سوريا إلى قاعدة انطلاق لوكلائها، مثل حزب الله. لكن في المقابل، فإن تنامي النفوذ التركي في سوريا يمثل مصدر قلق إضافي لإسرائيل.
وفقًا لتحليل الباحثة أسلي أيدنتاسباس من معهد بروكينغز، فإن سوريا أصبحت "مسرحًا لحرب بالوكالة بين تركيا وإسرائيل"، حيث تتنافس الدولتان على النفوذ، في ظل دعم كل منهما لأطراف مختلفة في الصراع.
التنافس في شرق المتوسط: صراع على الموارد
يشهد شرق البحر المتوسط تنافسًا على موارد الطاقة، حيث تدعم تركيا حقوق شمال قبرص في التنقيب عن الغاز، بينما تعمل إسرائيل مع قبرص واليونان لتعزيز مصالحها في المنطقة.
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن التوترات في شرق المتوسط قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية محتملة بين تركيا وإسرائيل، خاصة مع تعزيز تركيا لقواتها البحرية في المنطقة. ويشير مراقبون إلى أن إسرائيل تسعى لمنع أي تحركات تركية قد تعطل مشاريعها في تصدير الغاز لأوروبا.
تحليلات إسرائيلية لمخاطر التمدد التركي
تزايدت في الآونة الأخيرة التحليلات الإسرائيلية التي تحذر من تصاعد النفوذ التركي، خاصة في ظل تعزيز أنقرة لقدراتها العسكرية والسياسية في المنطقة.
البعد العسكري: قوة تركيا المتنامية
نقلت صحيفة معاريف عن محللين عسكريين إسرائيليين قولهم إن تركيا تمتلك قوة عسكرية كبيرة، خاصة في مجال القوات الجوية والبحرية، مما يجعلها تهديدًا محتملًا لإسرائيل. وعلى الرغم من تفوق إسرائيل النوعي في التكنولوجيا العسكرية، فإن القوة العددية والانتشار الجغرافي لتركيا يمثلان مصدر قلق للمخططين العسكريين في تل أبيب.
البعد السياسي: تركيا كقوة إقليمية صاعدة
يعتبر الخبراء الإسرائيليون أن تعزيز النفوذ السياسي التركي في المنطقة، خاصة في سوريا وليبيا، يشكل تهديدًا لإسرائيل. وفقًا لتحليل نشرته هآرتس، فإن تركيا تسعى إلى إعادة إحياء دورها كقوة إقليمية رئيسية، مما يتعارض مع المصالح الإسرائيلية.
البعد الاقتصادي: تركيا كقوة مؤثرة في المنطقة
تركيا، التي تمتلك اقتصادًا قويًا (المرتبة الـ17 عالميًا)، تستثمر بشكل كبير في البنية التحتية العسكرية والصناعية، مما يزيد من قدرتها على التأثير في المنطقة. وفقًا لتحليل مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، فإن هذا التوسع الاقتصادي والعسكري التركي يتطلب من إسرائيل تعزيز استعداداتها الأمنية لمواجهة نفوذ أنقرة المتنامي.
إسرائيل تستعد لمواجهة محتملة مع تركيا
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن لجنة "فحص ميزانية الأمن وبناء القوة" في إسرائيل أوصت بزيادة ميزانية الدفاع بمقدار 15 مليار شيكل سنويًا (4.1 مليارات دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة، لضمان تجهيز القوات الإسرائيلية للتعامل مع التحديات التي تفرضها تركيا إلى جانب التهديدات الإقليمية الأخرى.
إجراءات إسرائيلية مقترحة لمواجهة تركيا
- تعزيز القوات الجوية: الحصول على طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-15، وطائرات التزويد بالوقود والطائرات المسيرة لتعزيز قدرات إسرائيل على تنفيذ ضربات بعيدة المدى.
- تعزيز الدفاع الجوي: توسيع منظومات القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومات الدفاع بالليزر.
- تعزيز الأمن الحدودي: بناء حاجز أمني محصن على طول وادي الأردن.
مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية
مع استمرار التنافس الإقليمي واختلاف المصالح، يبدو أن العلاقات التركية الإسرائيلية ستظل في حالة تأزم لفترة طويلة قادمة. في حين أن تركيا تسعى لتعزيز دورها كلاعب إقليمي قوي، فإن إسرائيل تنظر إلى هذا الصعود بعين القلق، وتعمل على وضع استراتيجيات لمواجهة التحديات التي يفرضها النفوذ التركي.
ورغم أن المواجهة المباشرة بين البلدين لا تزال غير واردة في المدى القريب، إلا أن التوترات المستمرة في سوريا وشرق المتوسط قد تؤدي إلى صدامات غير مباشرة، مما يفرض على الطرفين إعادة تقييم حساباتهما الجيوسياسية في المنطقة.






