-
℃ 11 تركيا
-
1 أبريل 2025
طه الشريف يكتب: انقضى صيام رمضان لأمة المليارين وجاء الفطر.. فلماذا طال صيام أهل غزة وحدهم؟!
طه الشريف يكتب: انقضى صيام رمضان لأمة المليارين وجاء الفطر.. فلماذا طال صيام أهل غزة وحدهم؟!
-
30 مارس 2025, 2:45:51 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الكاريكاتير للفنان الفلسطيني د.علاء اللقطة
ها قد أظلّنا هلال شهر"شوال" لتعمَّ الفرحة أمة الإسلام بعد أن أتَمّت صيامها بكل الشرائح من الكبار والصغار، ومن الرجال والنساء كما قال النبي الكريم "للصائم فرحتان يفرحهما"، والفرحة من موعود الله وموعود رسوله للصائمين بعد ٣٠يوما قطعوا بعده الحرمان الطوعي لملذات الطعام والشراب وغيرها من المباحات التي اغمضوا أعينهم عنها لبعض ساعات من اليوم انتظارا لمدفع الإفطار وارتفاع الآذان ثم يعودون أدراجهم في ليلهم إلي ما لذ وطاب مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين!!
لكنه وللعجب فهناك ثمّة بقعة في وسط العالم العربي العاجز الذليل!! هي أطهر البقاع على وجه البسيطة بعد مكة والمدينة -فلسطين- وفيها مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه في بيت المقدس. يحدث في إحدى زوايا تلك البقعة المباركة (غزة) أمراً فاق إحتمال البشر، حيث ضرب الصيام القسري الذي لا اختيار فيه على سكان تلك الزاوية من أرض فلسطين. والأعجب أن الحرمان من المتع والملذات الذي يقتضيه صيام نهار رمضان دون ليله، كان مع أهل غزة موصولا بالليل والنهار!! لا ينقطع بأذان المغرب ولا ينتهي حتى بنهاية الشهر كما يحدث مع الأمة كلها في نهاية شهرها المبارك(رمضان).
امتد حرمان أهل القطاع من كافة المتع بل وضروريات الحياة إلى ما يزيد عن ١٧ عاما، وياليته كان في ملذات الحياة من طعام وشراب كما يحدث في نهار رمضان لقلنا تكفي مدته!! بل لقد امتد الحرمان لكل مظاهر الحياة وثوابت العيش البسيطة من كهرباء وغاز وصحة وتعليم، وليس ذلك فحسب بل تجاوز إلي المنع من تلقي العلاج حتى لتلك الأمراض المزمنة والمستعصية مثل السرطانات وغيرها.
ولقد استفحلت الأزمة واشتدت في الفترة الأخيرة بعد الطوفان بفعل التضييق المضروب على القطاع حتى فشى الجوع وهلكت الحيوانات وأكل السكان علف الماشية وحشائش الأرض في مشهد يدمى له قلوب الملحدين وعبدة الأوثان بعيداً عن أشباه الدعاة من شيوخ الكحل والمكحلة وبدع الجنائز والمخالفة بارتداء الكرافتة التي لم تكن على عهد النبي "محمد"وصحبه الكرام!! وليت هؤلاء ينزوون بعيدا بسخافة عقولهم ودناءة نفوسهم وعدم امتلاكهم لأبسط معاني المروءة والرجولة التي كانت عند مشركي بني هاشم ممن تحملوا الجوع والحصار واختاروا طواعية الدخول في شِعب أبي طالب تضامنا مع النبي صلى الله عليه ونصرة له وهم على غير دينه.
أما هؤلاء المرجفين والمخذلين من أشباه الدعاة بل من أشباه الرجال! فسلطوا ألسنتهم حداداً على المقاومة مستغلين المنابر الممنوحة لهم من السلطات المعنية للقيام بمهمة التهوين والتخذيل مرددين الأحاديث الممجوجة والمكذوبة عن الخلل في عقيدة رجال المقاومة لحرمانهم من أي تعاطف من الشارع العربي أياً ما كانت تضحياتهم ومصائبهم،، ولتسهيل المهمة -وهوالمطلوب- على أسيادهم من الحكام لتمرير المبررات في خيانة غزة وشعبها وفي التعاون مع الإحتلال تحت أي مسمى يختارونه.
إن الحرمان القسري والصيام الممتد لغزة لم يكن حرماناً مما لذ وطاب كما يحدث للمسلمين في نهار شهر رمضان، بل كان حرماناً من الخبز الخشن، حرماناً للرضع والخدج من الحليب الضروري لحياتهم بل من توافر أجهزة التنفس الصناعي لهم، حرماناً كذلك للمرضى من أصحاب الحالات الحرجة والأمراض المزمنة والسرطانية من تلقي العلاج الضروري لحياتهم، فأين هؤلاء المساكين من أهل غزة من الحديث عن ما لذ وطاب وهم لا يجدون الطحين اللازم لخبزهم؟!
المشكلة فوق ما تعيشه غزة من ألام ومعاناة في ليلهم ونهارهم هي في المزايدة عليهم ومحاولات الفتْ في عضدهم وإنهاء لُحمتهم بالمقاومة لكشف عورتها وحرمانها من الحاضنة الشعبية المباركة خلفها، وهذا ما يفعله ويقوم به الإعلام الصهيوني كابراً عن كابر في غالب الدول العربية من محطات فضائية ودراما تلفزيونية وبرامج توك شو ومقالات وتحقيقات صحفية مكذوبة.
وبجوار ذلك الإعلام يقف جنباً إلى جنب بعض أشباه الدعاة المتقعّرين في خطابهم والملتصقين بالحكام المعادين للمقاومة ممن تربوا على كراهيتها وكراهية كل صور الممانعة والشرف!،، وهؤلاء الدعاة والشيوخ يقومون بدور خبيث في التخذيل والتخوين كما فعل أسلافهم من المنافقين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإلى متى يدفع أهل غزة تلك الأثمان الباهظة من حياتهم ودماءهم وحرياتهم بل وأبسط ضرورات الحياة؟ عقاباً لهم على وقوفهم خلف أبناءهم واخوانهم ممن حملوا السلاح للدفاع عن أعراضهم وعن مقدساتهم، إلى متى يتحمل أهل غزة بل وتتحمل فلسطين كلها تلك السلطة الخائنة القابعة في رام الله والمرتمية في أحضان المحتل؟! ممن لا تتوقف بكل خسة ونذالة عن مطاردة المقاومة وعن التحريض عليها في كافة المحافل الدولية، إلى متى ورغم ظهور هلال شوال ومجىء الفطر وانقضاء الصوم ومعه الحرمان الطوعي من الطعام والشراب يظل أهل غزة في حرمانهم الطويل ومحنتهم الممتدة قرابة 18عام في صيام لا يتوقف؟!





