تكبير الخط تصغير الخط

سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على تصاعد الأزمة السياسية والقضائية في كيان الاحتلال، محذرة من احتمال انزلاق الكيان نحو مواجهة داخلية قد تصل إلى حد الحرب الأهلية، في ظل تصاعد الصدام بين الحكومة والمؤسسات القضائية.

ويرى محللون أن المواجهة الحاسمة ستتمحور حول قرار المحكمة العليا بشأن إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، وهو ما يعمّق الانقسام الداخلي. وأصدرت القاضية غيلا شتاينتس أمرًا مؤقتًا بتجميد قرار الإقالة حتى النظر في الطعون المقدمة، ووصفت القناة الـ13 الإسرائيلية هذه الخطوة بأنها "دراما قضائية" تزيد من تأزم المشهد.

وفي هذا السياق، اعتبر مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ14، موتي كاستل، أن قرار المحكمة يعكس "محاولة لتعزيز سلطة الدولة العميقة"، مشددًا على أن الحكومة مصممة على إقالة بار رغم التعقيدات القانونية.

على الجانب الآخر، هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي قرار المحكمة، مؤكدا أن رئيس الشاباك سينهي مهامه في العاشر من أبريل، أو قبل ذلك في حال تعيين خليفة له، مضيفًا أن "المحكمة لا تملك الصلاحية للتدخل في قرارات الحكومة".

وفي تطور آخر، تسعى الحكومة إلى اتخاذ خطوة مثيرة للجدل عبر الدفع باتجاه إقالة المستشارة القضائية للحكومة، حيث تسلم الوزراء رسميًا أوراق الجلسة الخاصة بذلك، والمقررة الأحد المقبل، والتي يُتوقع أن تشهد نقاشات حادة وهجمات من الوزراء على المستشارة القضائية قبل صدور القرار النهائي، الذي سينتهي إلى المحكمة العليا.

تصاعد العنف والتحذيرات من حرب أهلية

في ظل هذا المشهد المتوتر، حذّر رئيس المحكمة العليا السابق، أهارون براك، من خطورة الأوضاع، قائلا للقناة الـ12 الإسرائيلية: "نحن قريبون جدًا من الحرب الأهلية، وربما من الحرب الثامنة لدولة إسرائيل.. التصعيد في الشارع ينذر بعنف متزايد، واليوم تم دهس أحد المتظاهرين، وغدًا قد يكون هناك إطلاق نار، وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية، فإننا سنصل إلى الهاوية".

وفي سياق متصل، أشار عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، إلى أن الانقسامات الداخلية قد تضعف قدرة إسرائيل على مواجهة التهديدات الخارجية، قائلا: "بعد السابع من أكتوبر كنا في حالة اكتئاب، لكن هناك من يعيش نشوة سياسية اليوم، ويعتقد أن وضعه مستقر (في إشارة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو)، إلا أن ذلك قد يقود إلى انقسام حاد يضر بالأمن القومي الإسرائيلي".

مخاوف بشأن مستقبل الديمقراطية

كما أثارت الأزمة تساؤلات حول مستقبل العملية الديمقراطية في إسرائيل، حيث شكك البعض في نزاهة الانتخابات المقبلة.

وفي مقابلة مع القناة الـ12، أعاد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، يائير جولان، التأكيد على موقفه بأن "نتنياهو يسعى للتخلص من آخر حراس البوابة"، في إشارة إلى استهدافه لرئيس الشاباك والمستشارة القضائية، وصولًا إلى محكمة عليا ضعيفة، وهو ما قد يفتح الباب أمام "انتخابات غير حرة".

وأضاف جولان أن نتنياهو يدرك جيدًا أن فرص فوزه بالانتخابات المقبلة معدومة في ظل النظام الحالي، ولهذا يعمل على تقويض أسس الديمقراطية الإسرائيلية بالكامل لضمان بقائه في السلطة، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يدفع إسرائيل نحو "نقطة اللاعودة".