محلل عسكري صهيوني: عرض القوة في غزة.. "حماس" تقف على قدميها

profile
  • clock 27 يناير 2025, 2:42:58 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

المحلل العسكري آفي يسسخروف - يديعوت أحرونوت

نعمه ليري وكارينا ودانيالا عدن سالمات وبصحة جيدة أمس، ولقد كانت لحظات مؤثرة، وكل من شاهد عودة الفتيات إلى إسرائيل سالت دموعه وبكى. والد نعمه قال لها: "سأحافظ عليكِ"، وذلك بعد أن أخفقت الدولة والجيش في ذلك. وبعد مرور 477 يوماً في الأَسر، نجحن عندما صعدن إلى المنصة في وسط غزة في أن يظهرن قويات.

هذا الاحتفال الذي نظمته "حماس" كان استثنائياً بالمفهوم الغزّي قبيل تحرير المراقبات الأربع، وهو يوضح الثمن الباهظ الذي دفعته الدولة في مقابل الصفقة، كما يدل على نية "حماس" البقاء في السلطة، ليس فقط كتنظيم عسكري، بل أيضاً كسلطة حاكمة. وفي جميع النشاطات أمس، أكدت "حماس" إصرارها على الاستفادة قدر الإمكان من الصفقة من أجل البقاء في السلطة، وذلك على الرغم من قولها خلال أشهر الحرب أنها مستعدة للتخلي عن السيطرة المدنية في القطاع.

وكي يثبتوا للعالم أن "حماس" "إنسانية"، وهذا مستمر طبعاً في عرض القوة المدهش لعشرات المسلحين الذين يُظهرون قوة وانصياعاً. إن كل نشاطات الحركة "الإرهابية" كانت كي تثبت لسكان القطاع والفلسطينيين كلهم أنه على الرغم من الكارثة التي شهدتها غزة، فإن "حماس" صمدت.

وبدأ هذا بمقطع فيديو مسرب تتحدث فيه المراقبات بالعربية، ويشكرن عناصر القسام على "حمايتهن"، وكل واحدة تحدثت بعبارة باللغة العربية أشادت فيها بعناصر "حماس"، ربما ليبتوا للعالم أن "حماس" "إنسانية"، واستمر هذا العرض المثير للإعجاب الذي شارك فيه العشرات من المسلحين الذين يرتدون الشارات الخضراء لإظهار القوة والهيمنة، ويثبتوا لكل سكان القطاع وللفلسطينيين أن "حماس" صمدت.

ويجب أن نضيف إلى ذلك الصور الصعبة بالنسبة إلى أنظار الإسرائيليين للأسرى الأمنيين الفلسطينيين المحرَرين العائدين إلى شتى أنحاء الضفة الغربية وهم وسط الجمهور الذي يهتف ويشيد بالجناح العسكري للحركة. في كل يوم يمر، يربح التنظيم نقاطاً وسط الجمهور الفلسطيني، ومن سخرية القدر أنهم يكسبونها وسط سكان الضفة الغربية، وأقل من ذلك وسط الغزيين، الذين يدركون الثمن الذي دفعه كل واحد منهم لقاء هذا المشهد.

يجب التشديد على أن نجاح "حماس" في الصمود لا يدل على فشل الجيش الإسرائيلي، إنما على فشل الذي كان عليه أن يترجم الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية، أي المستوى السياسي.

لقد امتنعت الحكومة عمداً من البحث في اليوم التالي في غزة، وفي إمكانات قيام كيان بديل لسلطة "حماس" في القطاع، وبذلك، تكون إسرائيل قد ساهمت بنفسها في صمود سلطة "حماس".

وفي غضون ذلك، تواصل "حماس" السير على حبل رفيع فيما يتعلق بالقيام بدورها في الصفقة، وامتنعت من تحرير أربيل يهود في الأمس، لكنها تدّعي أنها على قيد الحياة، وستحرَر الأسبوع المقبل، وهذا الخرق للاتفاق يجب ألاّ يفاجئ أحداً؛ فـ "حماس" ستواصل خرق الاتفاقات التي توصّل إليها الطرفان، وتمديد وقف إطلاق النار قدر المستطاع.

ولم يتأخر الرد الإسرائيلي على ذلك؛ إذ منع الجيش عودة السكان الفلسطينيين إلى شمال القطاع عبر معبر نتساريم، وهذه الخطوة المؤلمة جداً لـ "حماس" عرقلت على ما يبدو التزامها نشر أرقام دقيقة عن المخطوفين الأحياء والأموات بين المخطوفين الذين سيطلَق سراحهم.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)