تحليل صهيوني: استراتيجية "حماس" تعزز الالتزام بتحقيق النصر في حرب طويلة الأمد

profile
  • clock 25 يناير 2025, 12:50:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الباحث دان بايكر - مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

كيف تعزز استراتيجية التنظيم "الإرهابي" "حماس" التزامنا بتحقيق النصر في حرب طويلة؟ إن الصفقة مع "حماس" بشأن "وقف إطلاق النار في مقابل إطلاق الرهائن"، بوساطة قطر وتدخُّل الولايات المتحدة، تُظهر الإلحاح الأخلاقي في إسرائيل من أجل إنقاذ 94 مخطوفاً ومخطوفة ما زالوا في الأسر، قبل تدمير "حماس". ومع ذلك، فإن هذا الثمن باهظ جداً.

العناوين العالمية، مثل عنوان "السي إن إن"، "الكلّ يبكي"، وردّة الفعل الانفعالية في إسرائيل على عودة الرهينات: رومي غونين (24 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31عاماً)، وإميلي ديماري (28 عاماً)، بعد 471 يوماً في الأسر، مع أكياس "هدايا" من "حماس" تقوّي الحملة الدعائية العالمية للحركة.

يُضاف إلى ذلك، أن "حماس" ستعيد 33 مخطوفاً ومخطوفة، كجزء من الصفقة، خلال 6 أسابيع، بوتيرة ثلاثة إلى أربعة في الأسبوع، الأمر الذي يزيد في الضغط النفسي على العائلات، ويقوّي موقع المقايضة للحركة "الإرهابية". في موازاة ذلك، إن إطلاق إسرائيل سراح مئات "المخربين" الفلسطينيين يعزز الحرب على الوعي التي تقدم صورة "انتصار" على العدو الصهيوني.

بكلمات بسيطة، الصفقة الحالية ليست وقفاً لإطلاق النار بالمعنى الغربي للمصطلح. بل المقصود استراتيجية إسلامية في القتال، هدفها تجميع القوات من جديد والتخطيط لهجمات مستقبلية أُخرى.

وكجزء من هذه الحرب الإسلامية السادسة منذ سنة 2009، تعتبر "حماس"، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، لحظة التبادل "هدنة" من أجل إعادة التنظيم والهجوم من جديد. يبدو أن إسرائيل تدرك هذه المرة هذا الأسلوب الإسلامي للحركة "الإرهابية". لقد أوضح رئيس الحكومة، في 18 يناير، أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة، وسيعمّق سيطرته على محور فيلادلفيا، وسيواصل العمل من أجل تدمير "حماس".

مع ذلك، وعلى الرغم من 15 شهراً من القتال، لم تتحقق أهداف إسرائيل في الحرب، أي إزالة تهديد "الإرهابيين"، وإخضاع "حماس"، وإعادة كل المخطوفين والمخطوفات.  يمتاز الجهاد في الحرب الإسلامية بالمزج ما بين الخداع و"الإرهاب"، بهدف تقويض مجتمع العدو.

لم تنجح هذه الاستراتيجية في كسر المجتمع الإسرائيلي. وهو ما يؤكد صبر الدولة وصمودها، بالإضافة إلى الإدراك أن الانتصار يتطلب وقتاً طويلاً أكثر من المتوقع.
وبهذه الطريقة، يجب أن نحكم على الهدوء الموقت في المواجهة مع حزب الله و"حماس"، المدعومَين من إيران.

كتاب البروفيسور جويل هيوارد والدكتور هارولد رود يذكّر بمبادىء القتال الإسلامي في القرن الحادي والعشرين، ويقدم رؤى لإسرائيل في قتالها من أجل التوصل إلى تدمير "حماس"، وكشف قادة "الإرهاب" في إيران. يدرك نتنياهو أن هذه الصفقة قد لا تتقدم نحو المرحلة الثانية، لذلك، يحتفظ الجيش الإسرائيلي بقواته في محور فيلادلفيا، ويرسّخ الحلقة الأمنية حول غزة، ويعزز مناطق الفصل في داخلها. وهذا ترتيب محسّن من المقترح الذي قُدّم في مايو 2024.

في 20 يناير، شدد نتنياهو على أنه "إذا انهارت المفاوضات، فسنواصل الحرب بوسائل جديدة، وبقوة أكبر، وبدعم من الولايات المتحدة. أصبحت "حماس" وحيدة في هذه المعركة، وفي نهاية الصفقة، سنجدّد القتال".

إن التدخل الكبير للإدارة الأميركية الجديدة يشير إلى تأييد غير مسبوق لإسرائيل. من جهة أُخرى، تواصل "حماس" حرب خداعها، حتى ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب نفسه، بهدف الدفع قدماً بشرعيتها الدولية. إن هدف التنظيم "الإرهابي" واضح، فهو لا ينوي وقف حربه ضد إسرائيل، حسبما أشار المسؤول الرفيع المستوى خليل الحية في 19 يناير، عندما قال: "ستواصل حماس حربها ضد إسرائيل".

إن آلاف السكان في غزة الذين شاركوا في إطلاق المخطوفات هتفوا "سنصل إلى القدس، وسنضحّي بملايين الشهداء"، بينما صرّحت كتائب القسّام: "نحن في ميدان القتال، وسنبقى فيه". إن استراتيجية "حماس" تعزز التزام نتنياهو بتحقيق النصر في حرب طويلة الأمد.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)