مصطفى إبراهيم يكتب: السابع من أكتوبر ومنع اجتثاث حماس

profile
مصطفي إبراهيم رئيس التحرير التنفيذي لموقع 180 تحقيقات ورئيس تحرير موقع 180ترك
  • clock 22 يناير 2025, 7:28:32 م
  • eye 71
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حماس

حماس أجبرت  العدو على القبول بوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى 

كيف  تبددت أحلام نتنياهو بالقضاء على  المقاومة وحكم غزة 

 

لا تزال الأسئلة تتردد من جميع الأطراف حول صحة قرار هجوم  السابع من أكتوبر ، المحبون مشفقون على حماس وعلى قطاع غزة من ويلات حرب الإبادة الرهيبة التي شنها العدو الصهيوني، والمتربصون والمرجفون  يتشفون ويخطئون قرار حماس بالهجوم الرائع في السابع من أكتوبر عام 2023، وقد درست الأمر من كل جوانبه ، وراجعت المنشور في الصحف ووسائل الإعلام ، عن هذا الهجوم وأسبابه، وسرد لكم في هذا المال الرد الحاسم على هذه التساؤلات .

 

والإجابة هنا ستكون من وسائل الإعلام الصهيونية " وكما يقول المثل الشهير الفضل ما شهدت به الأعداء" ..   ومنها ما ذكرته     القناة الـ12 الإسرائيلية  التي كشفت عن خطة أقرها رئيس الشاباك رونين بار يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول، قبل معركة طوفان الأقصى بأسبوع فقط، واعتمدها رئيس الأركان هرتسي هاليفي يتم بموجبها   توجيه ضربة استباقية واغتيال أكبر 6 قيادات في قطاع غزة على رأسهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف وآخرين، وبالطبع محاولة القضاء على حركة  حماس والمقاومة الإسلامية في قطاع غزة، وتوجيه ضربات استباقية  شديدة مثلما حدث مع قادة وقواعد جزب الله في لبنان ، وبحسب تحقيق صحفي أجرته القناة /12/ العبرية   قال رئيس "الشاباك" في الاجتماع الذي حضره قادة "المؤسسة الأمنية" لدى الاحتلال ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "السنوار يشعر بمزيد من الحرية في العمل والتحرك، ويجب التخلص منه". وردّ هليفي قائلا إنه "يجب القيام بحملة واسعة ضد حماس، والقيام بهجوم استباقي".

 

    وسبق في ذلك  رئيس حركة حماس الشهيد يحيى السنوار سبقه إلى ذلك حين قال إن استخبارات القسام أخبرتهم أنهم أمام معركة واستحقاق كبير نهاية عام 2023، وكان ذلك قبل الحرب بعامٍ كامل.

 

وأكد ذلك أنه بعد بدء المعركة بأيام قليلة، خرج صالح العاروري نائب رئيس حماس الذي اغتالته إسرائيل بلبنان ليعلن  أن عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت ضربة استباقية لعملية هجومية كبيرة كان يخطط لها العدو.

 

و وصلت إلى  حركة "حماس"  هذه  المعلومات عن وجود نوايا إسرائيلية لشن هجوم واسع على قادة المقاومة الفلسطينية،  كما  صرّح بذلك  الشهيدين العاروري و السنوار .

 

و ذكر  التحقيق   أن مؤسسة الاحتلال الأمنية عملت على مدار الساعة على تحديد أماكن قادة "حماس" خلال الفترة التي سبقت "طوفان الأقصى"، وكانت تجمع معلومات استخباراتية من الجو والأرض، وكانت تدفع باتجاه تنفيذ عمليات اغتيال واسعة تشكل مفاجأة لحركة "حماس". 

 وبحسب  القناة "12"فإن نتنياهو تجاهل التحذيرات والخطط التي كانت تقدّم له، وأوردت تصريحات له قال فيها إن "حماس مردوعة"، وتصريحات أخرى لرئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بتاريخ 1 أكتوبر 2023 أكد فيها    قناعته بأن "حماس غير معنية بالحرب". 

 

 كما ذكر خطاب قاله مؤخراً أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم القسام، في ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول،  الذي  كشف عن أحد أهم أسباب تنفيذ طوفان الأقصى، والذي تمثل في كون الهجوم الإستراتيجي بمثابة ضربة استباقية، باغتت بها المقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحضّر اللمسات الأخيرة لعملية هجومية كبرى ضد المقاومة، تستهدف بها صفوفها القيادية الأولى والثانية والثالثة، تماما كما الضربة التي وجهها الاحتلال لحزب الله اللبناني.

 

 كل ماسبق يؤكد  صوابية قرار المعركة، بل كان قرارا إلزاميا لا خيار فيه، لمباغتة العدو.

 

و مما سبق أيضاً نستنج أن استخبارات القسام كانت تقرأ المطبخ السياسي الإسرائيلي جيدا، وكان قرار الدخول في هذه المعركة بقوة وصرامة قرارا صائبا جدا، فغزة كانت أمام مقتلة كبيرة استبقتها المقاومة بالقضاء على فرقة غزة بحيش الاحتلال في ساعات معدودة في أبرع عملية عسكرية يشهدها التاريخ الحديث، بحسب بعض المغردين، وأسرت العديد من الأسرى الذين فاوضت بهم واجبرت العدو الصهيوني .

وهذه التحقيقات  التي كشف عنها إعلام  العدو تظهر  جهوزية المقاومة، واستعدادها الميداني، وحضور خططها العملياتية بشكل منظم ومدروس،  وتظهر أيضاً  أن المقاومة تفوقت على الاستخبارات الإسرائيلية في جميع النواحي، كما أنها استطاعت تحطيم نظرية التفوق الإسرائيلي على باقي المنطقة.

 

 ويؤكد ما سبق  قدرة الاحتلال على الوصول إلى العديد من كبار قادة حزب الله وحماس ، وهو ما يكشف التخطيط والتتبع المسبق  لأنه من غير المنطقي أن يستطيع الاحتلال اغتيال قيادات حماس وقيادات حزب الله بهذه السرعة دون تخطيط مسبق بمعنى أن الاحتلال كان يجهز هذه الحرب منذ زمن.. و لكن  المقاومة حصلت على معلومات دقيقة. عن استعداد العدو .

 

 وهذه المعلومات تخرس المتطاولون على المقاومة والذين يتهمونها بالمغامرة بالشعب الفلسطيني، و يدعون أنها السبب في خراب غزة، وذلك فضلاً عن عربدة الكيان الصهيوني وحصار غزة، والاقتحامات المتعددة للمسجد الأقصى .

 ولنا أن نفخر بالتفوق الاستخباراتي لحماس والذي اكتشفه العدو بعد دخول غزة ، حيث فوجئ العدو ب النطاق الهائل لمسعى "حماس"، وكيف تمكنت من الوصول إلى عشرات الكاميرات، العديد منها داخل الكيبوتسات (المستوطنات الزراعية العسكرية) على حدود غزة.

وهذا الاختراق الحمساوي لأجهزة المخابرات الصهيونية أصاب العدو بذهول، وأصيب مسؤولو مخابرات الاحتلال، أصيبوا بالصدمة، وباتوا عاجزين عن الكلام، بعد عثورهم على خوادم اتصالات أقامتها حركة حماس، تحت الأرض في غزة، وتعرفوا على مستوى القدرات الاستخبارية لكتائب القسام.

 

وكان المجال الآخر، الذي ظهرت فيه قدرات حماس، كان في الحرب السيبرانية، فخلال السنوات الأخيرة، لاحظ الجيش الكثير من محاولات اختراق هواتف الجنود، وبعد الحصول على خوادم الاتصالات، اكتشف جيش الاحتلال، أن ما كان يعرفه فقط "قمة جبل الجليد" عن قدرات حماس وفق تعبيرها.

 

و أدرك أن جيش الاحتلال،   أن هجمات حماس، لم يتم اكتشافها في الوقت الفعلي، ورغم القدرات السيبرانية المحدودة، لكن المعلومات الاستخبارية التي استخرجت من هواتف الجنود المخترقة، خدمت القسام جيدا في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

 

كما أن حماس نجحت في القدرات الاستطلاعية، عبر الطائرات بدون طيار، التي حلقت فوق غزة، وصورت بطريقة غير مباشرة الأراضي المحتلة، رغم أن جيش الاحتلال كان يعلم بهذه النشاطات.

 

 لكن رجال  مخابرات   العدو  كانوا يقلل من قدرات حماس الاستخبارية ويستهين بها، ويعتقد أن الحركة ليس لديها جهاز استخبارات جدي، وهم على الأكثر يستطيعون رفع مناظير والمراقبة من بعيد، وأن حماس ليست روسيا أو الصين.

 

و هو ما دفع أحد كبار مسؤولي الاستخبارات السابقين نتنانيل فلامير إلى القول : "لقد كان هذا خطأ كبيرا، كان لدى حماس أجهزة استخبارات فائقة الجودة، لكن التهديد لم يتم استيعابه بشكل كاف من أجهزة الأمن الإسرائيلية".

 

و في السنوات الأخيرة لاحظ  جيش العدو  والشاباك والموساد، زيادة في نشاط حماس بجمع المعلومات الاستخبارية، ومع مرور الوقت، كان الحصول على أكبر قدر من المعلومات على الداخل لدى الاحتلال يسير بطريقة دراماتيكية.

ولفتت إلى أن الجهات الاستخبارية في حماس، كانت تضم قبل الحرب، وفقا للتقديرات الإسرائيلية 2100 ناشط، لديهم معدات وخبرات من إيران وحزب الله، وكان قائد لواء الوسطى أيمن نوفل، الذي استشهد في بداية العدوان الحالي، الشخصية البارزة في هذا المجال، ومديرية الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، تراقب هذا القسم عن كثب، وتعتقد أنها تمتلك معلومات كاملة عن أجهزة جمع المعلومات الاستخبارية لدى حماس.

 لكن فقط بعد 7 تشرين أول/أكتوبر، وبعد الهجوم البري على غزة، واستعادة البيانات من خوادم تحت الأرض، وأجهزة الكمبيوتر المتصلة بها، بات المدى الحقيقي لقدرات حماس الاستخبارية واضحا، وما كشف عنه ترك مسؤولي المخابرات عاجزين عن الكلام".

 أما عن المنتصر فأقول إن ذلك يتحدد بتحقيق الهدف الاستراتيجي من الحرب، وكان الهدف لدى قادة العدو هو القضاء على حماس  وحكم غزة من قبل الاحتلال أو السلطة الفلسطينية وهو مالم يحدث،  ومن لا يحقق أهدافه في الحرب فهو مهزوم ، هكذا تقول العلوم العسكرية ، وقد شاهدنا جميعاً كيف ارغمت المقاومة  قادة العدو على القبول بوقف إطلاق النار، بل هناك تسريبات نشرها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن ضباط جيش الاحتلال ، أرسلوا إلى ترمب برسالة مفادها أن 80% من ضباط العدو إما أصيبوا أو قتلوا ، وأنه إذا أصر نتنياهو على استمرار الحرب فإن جيش الاحتلال سيفنى  كله ،   بل  وتصريحات بن غفير والكثير من قادة الكيان التي اعتبرت اتفاقية وقف إطلاقالنار مهينة ومذلة وهزيمة للكيان الصهيوني  ، و من كل ما سبق  فإن من حق حماس أن تقول أنها هي التي انتصرت رغم أكثر من 60 الف شهيد وأكثر من  160 ألف جريح، ورغم تدمير 80 أو 90 في المائة من مباني قطاع غزة،  ويؤكد انتصار حماس والمقاومة أيضاً  استقالة رئيس أركان جش الاحتلال   ، هيرتسي هاليفي الذي أعلن  في بيان له، عن استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس،  بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من مارس المقبل، و استقال أيضاً  قائد الجبهة الجنوبية   يارون فينكلمان،  الذي قال  في أسباب استقالته من الجيش الإسرائيلي، استقالته إنه فشل في منع هجوم السابع من أكتوبر ، وأن هذا الفشل يراوده في يقظته ومنانه ، بل وتوجد  تقديرات إسرائيلية بأن قائدي سلاحي الجو والبحرية على وشك الاستقالة من منصبيهما  .

 و ماذا كنتم تنتظرون من حماس أن تظل صامتة حتى يتم القضاء عليها، وحتى ينهي العدو الصهيوني وجودها .. ورغم ما تعرضت له حماس من حرب  إبادة  وحشية همجية رهيبة استمرت  لأكثر من 14 شهراً لكنها بعد كل ذلك تمارس  أقصى درجات الحرب النفسية على العدو الصهيوني، واستخدمت هندسة الصدمة في تسليم الأسرى  وقد ذكرها أحد الأشخاص  وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي وهي على النحو التالي : 

 

 

 

 

1. الظهور اللحظي لكتائب القسام في وقت واحد في كل أنحاء قطاع غزة.

 

2. النظام والتنظيم والإدارة والدقة في الظهور والتسليم والتبادل والجمهور.

 

3. إصدار بطاقات الإفراج للأسيرات الثلاثة بطريقة مهنية رسمية إدارية.

 

4. توقيع ممثلي الصليب الأحمر الدولي على استلام الأسيرات الثلاثة والدهشة ظاهرة عليهم جميعًا.

 

5. توقيع ممثل كتائب القسام على نموذج التسليم الرسمي أيضًا، بطريقة مهنية وإدارية راقية.

 

6. الزي الأخضر المثير وكأنه خارج من المصنع مباشرة.

 

7. عدد ومظهر أفراد الكتائب يبدو مثيرًا وفيه رسائل نفسية عميقة، وصلت من فورها لكل الفئات المستهدفة.

 

 

 

 

8. سيارات البيكبات الدفع الرباعي، تبدو أيضًا وكأنها وصلت غزة للتو من المصنع.

 

9. المشهد كله هو مشهد حرب نفسية متقنة، حول قصة اليوم التالي، التي تحولت بذلك إلى الثانية أو الدقيقة التالية.

 

10. أصابت الدهشة الفائقة العدو والصديق معًا، لكنها كانت أبلغ لدى العدو الذي بدأ من فوره في قراءتها وتحليلها، خلال عدة مستويات أمنية وعسكرية وسياسية واستراتيجية وشعبية واجتماعية فكانت موجهة إلى كل شيء.

التعليقات (0)