من صحافة العدو.. 7 أكتوبر طوفان الأقصى أوقف التطبيع مع السعودية!

profile
  • clock 3 فبراير 2025, 9:00:22 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اعداد: سنا كجك- مختصة بالشأن الإسرائيلي


نشرت القناة 12 العبرية  في سياق الفقرة الخاصة بالمقالات لكتاب ومحللين بالصحف العبرية مقالا" للكاتب الإسرائيلي "ايلي فودى" 
بعنوان:"لدى إسرائيل فرصة لتحقيق ما أرادت حماس منعه" تطرق فيه الى قطار التطبيع الذي كاد ان ينطلق لولا اعلان كتائب القسام معركة طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر 2023 اذ كان سيتم  التطبيع بين "اسرائيل" والسعودية كما فند الكاتب في مقالته عن المكاسب التي ستحققها "إسرائيل"والابواب التي ستفتح لها في العالم الإسلامي لما للسعودية من ثقل مركزي في العالم العربي والإسلامي وأهم ما ورد فيها:

"بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس" صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه ينوي بعد إعادة المخطوفين الاستمرار في مسار تطبيع "اتفاقات أبراهام"- بكلمات أُخرى: اتفاق مع السعودية... 
للتذكير كان توقيع اتفاق التطبيع مع السعودية وشيكاً قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لكن" هجوم "حماس أدى إلى تجميده. عملياً!!

إحباط التطبيع كان  أحد أهداف الهجوم وحتى الآن، نجحت "حماس" وإيران في ذلك.... كما أن نهاية الحرب وصفقة التبادل يخلقان الآن فرصة لاستكمال الخطوة الناضجة تقريباً وعملياً هناك فرصة مثالية بسبب التقاء عاملَين ضروريَّين لإنجاح الفرصة: الأول: هو التغيير الكبير والثاني:هو وجود فكرة أو خطة مغرية....
يجري التغيير الكبير على صعيدين: الأول، نهاية الحرب فالتاريخ يثبت أن الحروب تخلق فرصاً لتغييرات كبيرة بسبب تأثيراتها في اللاعبين والمنطقة... وفي هذا السياق تسببت الحرب بضرر كبير لإيران وأذرعها- حزب الله والحوثيون وحماس بالإضافة إلى إخراج سوريا من محور "المقاومة."!وعلى الرغم من ذلك، فإنه ليس من الضروري أن تقود كل حرب إلى استغلال الفرص الناجمة عنها بسبب عدم وجود قيادة أو قيادة لديها قصر نظر، أو عناد، أو غباء دبلوماسي. !!
أمّا الثاني: فهو وجود إدارة جديدة في واشنطن برئاسة ترامب الذي لديه دافع شخصي إلى ترك إرث أو حتى الحصول على جائزة نوبل للسلام.!!
وفي الوقت نفسه المطروح هو اقتراح جذاب- تطبيع مع السعودية هذا الاقتراح مغرٍ لإسرائيل لأن السعودية ليست لاعباً هامشياً، فهي تلعب دوراً مركزياً في الخليج وأيضاً في العالمَين العربي والإسلامي وعلى الساحة الدولية عموماً. 
فالاتفاق معها سيقوّي الائتلاف ضد إيران، ولأن اتفاقيات السلام والتطبيع استطاعت الصمود خلال الحرب الصعبة، فإن "الخطوة السعودية" ستحصّن مسار دمج إسرائيل في المنطقة والذي بدأ بالسلام مع مصر.
وينعكس تأثير السعودية على ثلاثة صُعد مركزية: دبلوماسياً:تقود الخطوات الإقليمية والدولية... فمثلاً في سنة2002، نَشرت مبادرة السلام التي تحولت إلى مبادرة السلام العربية، والتي تصادق عليها القمة العربية سنوياً من دون أيّ ردّ إسرائيلي رسمي. هذا بالإضافة إلى أن السعودية استضافت خلال الحرب القمة العربية والإسلامية برعاية وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وكانت أول مرة تلتقي فيها القمّتان في مكان وزمان واحد.
أيضاً السعودية أسست وتقود مع الاتحاد الأوروبي الائتلاف الدولي الذي تشارك فيه 90 دولة، ويطالب بحل الدولتين كأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 
 

وفي يوم 12 كانون الثاني/ يناير 2025، استضافت المملكة وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا، فضلاً عن ممثلين لـ11 دولة عربية من أجل البحث في الأوضاع في سوريا  وبكلمات أُخرى السعودية لا تريد ترك الساحة السورية لتركيا وقطر والمنظمات الإسلامية المتطرفة.


على الصعيد الاقتصادي إن الاقتصاد السعودي هو الأكبر في الشرق الأوسط حتى إنه أكبر من الاقتصاد التركي ولدى المملكة أحد أكبر احتياطات النفط في العالم وقدرة فورية على زيادة الإنتاج وهذا يعني أنه في حال وجود نقص في الأسواق، أو مقاطعة لدولة معينة مثل روسيا وإيران، أو في أعقاب كارثة طبيعية، مثلما حدث في خليج المكسيك فإن السعودية والإمارات تستطيعان تعويض النقص بسرعة من أجل منع ارتفاع الأسعار بشكل دراماتيكي وتلافي زعزعة الاقتصاد العالمي.
أيضاً، تُعتبر السعودية مرساةً وغطاءً اقتصادياً مهماً للأردن ومصر... إذ تشكل عشرات مليارات الدولارات، التي حصلت عليها هاتان الدولتان خلال العقد الأخير، مركّباً حيوياً للحفاظ على استقرار النظام في كلٍّ منهما وأداة الضغط الاقتصادية هذه يمكن أن تستعملها السعودية أيضاً للتأثير في سوريا بعد إقامة نظام جديد، وفي لبنان بعد اختيار رئيس جديد غير مقرّب من حزب الله.!!
السعودية تؤدي أيضاً دوراً مركزياً في مجال الإعلام في العالم العربي وتُعتبر شبكة "العربية" أكثر شعبيةً من شبكة "الجزيرة" القطرية.

وفي نهاية المطاف السعودية لها مكانة مركزية في العالم الإسلامي بسبب وجود مكة على أراضيها، التي يزورها أكثر من مليونَي مسلم في العام الواحد
ولهذه الأسباب كلها سيفتح التطبيع مع السعودية أمام إسرائيل ليس فقط السوق السعودية الكبيرة بل أيضاً الباب إلى دول إسلامية إضافية، مثل أندونيسيا وغيرها...
المشكلة الأساسية هي في كيفية حلّ القضية الفلسطينية فإذا كانت السعودية قبلت ورقة توت فلسطينية، قبل الحرب، فإن تصريحات السعوديين خلال الحرب تشير إلى أنهم مصممون على إقامة دولة فلسطينية. 


وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن:" إن التطبيع "جاهز للانطلاق لكن يجب تحقيق شرطين: إنهاء الحرب في غزة و"مسار موثوق" نحو قيام دولة فلسطينية.

وإذا افترضنا أن الحرب ستنتهي فعلاً فإن العائق الوحيد المركزي الذي تبقّى هو القضية الفلسطينية، وبصورة خاصة بعد الحرب التي أدت إلى تراجُع في استعداد الجمهور الإسرائيلي اليهودي للموافقة على إقامة دولة فلسطينية على الرغم  من أن أكثر من 70% من الجمهور اليهودي يؤيد إنهاء الحرب، وإعادة المخطوفين، والتطبيع مع السعودية و"مسار انفصال" عن الفلسطينيين، وإقامة ائتلاف أمني إقليمي ضد إيران حسبما أظهر استطلاع أجراه معهد أبحاث الأمن القومي في مطلع كانون الثاني/ يناير 2025.
يمكن تفسير مصطلح "مسار الانفصال" عن الفلسطينيين باللغة الدبلوماسية بأنه "الغموض البنّاء"، لكنه يترك بعض الشكوك: 
هل سيُرضي السعوديين؟ وهل سيكون هناك شريك فلسطيني؟ وهل يمكن التوصل إلى ترتيبات أمنية ودبلوماسية في غزة، بالتعاون مع دول عربية معتدلة، بحيث تكون جميع الأطراف راضية؟ الإجابات عن هذه الأسئلة ليست بسيطة لكن يبدو أن هناك سؤالاً واحداً لا يوجد أيّ خلاف بشأنه: توجد فرصة..
وهذا ما قال عنه تشرشل:"المتشائم يرى صعوبة في كل فرصة لكن المتفائل يرى فرصة في كل صعوبة".

التعليقات (0)