في مصر.. أرحام للإيجار

نقتحم العالم السري لبيزنس تأجير الأرحام وسماسرة العقم "تحقيق خاص"

profile
  • clock 20 أبريل 2025, 2:18:36 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
في مصر.. أرحام للإيجار

>> أسعار تأجير الأرحام تبدأ من 80 ألف جنيه وفي تزايد

>> سمسار يكشف تفاصيل العالم السري لتأجير الأرحام

>> سيدة: أؤجر الرحم لضيق حالتى المادية وسيدات يبحثن عن الأمومة بأسرع الطرق

 

 

دقات الساعة المعلقة إلى الحائط الوردي تعلنها السادسة مساء، لحظات مرتقبة لرجل وسيدة في العقد الثالث من عمرهما، يجلسان في أماكن الجلوس المحددة أمام غرفة العمليات في إحدى المستشفيات الخاصة، دقائق قليلة تلت دقات الساعة مرت، ليخرج الطبيب بعدها من غرفة العمليات مبتسمًا في مشهد تكرر مرارًا في الأفلام، لكن الغريب هذه المرة أتى من فم الطبيب نفسه: "مبارك لكما طفلكما، فتاة جميلة"، فرح الزوجان بشدة وتطايرت الدموع من عيني الزوجة قائلة: "أريد رؤية صغيرتي".

لاتتعجب، نعم إنها الزوجة التى تنتظر مولودها بأن تضعه إمرأة غيرها .

 

نشرت المجلة الأمريكية "بيلبورد"، أن النجمة الأمريكية كيم كارداشيان وزوجها كاني ويست رزقا بطفلتهما الثالثة عبر رحم بديل مُستأجر، وكتبت "كارداشيان" على موقعها الالكتروني: "سعيدان بوصول طفلتنا الجميلة بصحة جيدة، نحن مدينان للغاية لوكيلتنا صاحبة الرحم البديل التي جعلت أحلامنا حقيقة وقدمت أغلى هدية يمكن أن يقدمها أحد"، لم تكن المرة الأولى للمرأة صاحبة الرحم المستأجر والتي يطلق الغرب على مثيلاتها لقب "الأم البديلة"، وحصلت على 45 ألف دولار أمريكي مقابل خدمة آل كارداشيان.

جرأ

ربما يكون من المعتاد قراءة مثل هذا الخبر في الصحافة الأجنبية، لكن أن تقرأه في أحد التعليقات على مواقع السوشيال ميديا أو في إعلانات داخلية لجروبات نسائية أو غيرها وفي مصر، فهو الأمر الغريب، فمن الغريب أن تلجأ امرأة لتأجير جزء من جسدها لامرأة أخرى بما يخالف الشريعة الإسلامية وهي مصدر التشريع في الدولة المصرية، ما يعتبر بمثابة خلط في الأنساب.

 

تواصلنا مع عدد من السماسرة والعاملين في بيزنس تأجير الأرحام عبر صفحات التواصل الاجتماعي الإلكترونية، لنتعرف على التفاصيل، تحدثنا معهم على أن لدينا حالة تعاني من ورم في الرحم ونريد أن نؤجر رحم آخر يتم فيه التلقيح وهنا رصدنا مفاجآت...

 

سمسار لكل الحالات المستعصية 

 

تواصلنا مع أحد السماسرة الوسطاء الذي يعمل مع سيدات على استعداد لتأجير أرحامهن واكتشفنا خلال الحديث معه استعداده لعمل الكثير من أجل المال ووجوده كمحور لشبكة تفعل كل ما حرمته الأديان، هذا السمسار أعطى لنفسه اسم مستعار وهو "إيهاب" يقول إنه في حال عدم قدرة الحالة على الإنجاب يكون أمامها الحل الأمثل وهو تأجير رحم امرأة أخرى واجراء عملية تلقيح به فكل الحلول متاحة وهو ما يرسخ فكرة كانت موجودة منذ فترة بالمجتمع المصري ما تسمى بـ" الأم السنجل" ، ولنا أيضا أصدقاء أطباء لا يمانعوا من إجراء تلك العمليات.

لانستطيع نشر المحادثة كاملة لكونها خادشة للقيم والحياء

لانستطيع نشر المحادثة كاملة نظرا لأنها خادشة للقيم والحياء

العالم السري الذي تكشف لنا بعد حديثنا القصير مع السمسار يتم من خلال سيدة متزوجة بالفعل ولديها أولاد ويكون تكلفته أعلى، نظرًا لتحمل الطرف المستفيد مصاريف أشهر الحمل تصل إلى 80 ألف جنيه، إلى جانب مصاريف العمليات والأطباء والأدوية.

كل شيئ مباح 

 

تواصلنا مع سيدة تعلن عن رحم للإيجار تحت اسم مستعار"أم حمزة" من الإسكندرية ولها أبناء تقول أن الظروف جعلتها تلجأ لتأجير رحمها لحاجتها للمال واقترح عليها البعض بأن تقوم بذلك وبالتالي لا مانع من خوض التجربة بعد إجراء التحاليل اللازمة.

يرى الممانعون له أن فيه خطرا على الولد وأنه يفتح الباب للاتجار بالأطفال وسرقتهم وانتهاز النساء خاصة الفقيرات والمعدمات وهذا ما لوحظ في الهند ودول أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا غير أن المجيزين يتعاطفون فيه مع العاقر وحقها في الحصول على أطفال وحق المراة في التصرف بجسدها مثلما شاءت.



تعمل في تأجير رحمها لتدفع مصاريف أبناءها

تقول «سمية . ج» التى تبلغ من العمر 35 عاماً، إن زوجها منذ 3 سنوات سافر إلى إحدى الدول، حيث انقطعت أخباره تماما، تاركا لها ولدان وهى تقيم بشقة إيجار فى منطقة شبرا الخيمة، مشيرة إلى أن دخلها الشهرى الذى تتقاضاه من محل ملابس تعمل به، لا يكفى مصاريف أولادها أو مدارسهم، حتى اقترحت عليها أحدى صديقاتها المترددين على مكان عملها بتأجير رحمها للنساء اللاتى لديهن مشاكل صحية أو التى تخشى على شكلها من تأثير الحمل وبالفعل تواصلت مع بعض السيدات والتى أبدين استعدادهن لذلك مقابل مبالغ كبيرة لأنهن يعملن بمناصب قيادية ولا يستطيعوا إفساد عملهم بأجازة الوضع أو تعب الحمل وبالتالي وجدوا من الام البديلة وسيلة مهمة وسريعة لتحقيق هدف الأمومة دون عناء .

 

مكالمة هاتفية تتحول لمجرى آخر 

تواصلنا مع أحدى السيدات بشكل ودي للاستفسار عن تفاصيل تأجير الرحم الخاص بها وكم تتقاضى مقابل حمل جنين ليس بابنها لمدة 9 أشهر وعند الحديث معها بإجراء بحث اجتماعي عن المخاطر الطبية تغيرت طريقة حديثها معنا وأغلقت الهاتف مما يؤكد على أنّ ظاهرة تأجير الرحم موجودة في مصر، لكنها تجري في الخفاء، بعيداً عن الانظار لأسباب قانونيّة وشرعيّة، إنّما أيضاً بحكم التقاليد،  فالمرأة الباحثة عن رحم للايجار، ما زالت تتحكم فيها التقاليد الاجتماعية قد يراها المجتمع عيب وعجز من الزوجين عن الانجاب وويشوبهما النقص أما في الغرب فتشيع عمليات تأجير الأرحام ولكنها تخضع لشروط وضوابط قانونية وأخلاقية .

طبيبة تكشف الكواليس

تقول الدكتورة " هـ . م" طبيبة النساء والتوليد أنه بالطبع، تأجير الرحم يجري عادة في الخفاء،  فالثنائي الذي فشل في انجاب طفل، "يشعر بالخزي خصوصاً في مجتمعات شرقية ما زالت تنظر الى النسل كدليل على الرجولة،  لذلك تلجأ  المرأة التي لا تستطيع حمل الجنين، بالاستعانة بأختها، او احدى قريباتها لحمل طفل الأنبوب، كما أنّ الاستعانة بالام المستعارة يتطلب امرأة قوية وشجاعة. لكن، عندما تقرر المرأة الخوض في تجربة مماثلة، لا بد من ان تصادف عقبات وقيوداً كثيرة يتداخل فيها الدين، والقانون والاخلاق بخاصة في مصر.

وتعتبر الطبيبة ان المرأة التي تؤجر رحمها "كمن يستخدم جسده لمكاسب مادية."،  لكنّها تضيف: "ينبغي اعتماد تأجير الرحم، لكن ضمن قيود أهمها ان يأتي في المقام الاخير أي حين يعجز الطب كلياً عن ايجاد حل"


ليست هذه المسألة بسهلة. انها تمتد لتطول جوانب الحياة كلها مثل: مَن هي الام؟ الشرع يجيب: الام البيولوجية. ما العمل اذا عادت الام المستعارة بعد عشر سنوات للمطالبة بطفلها؟

دار الإفتاء:لايجوز شرعا

ومن خلال استطلاع الموقع الرسمي لدار الافتاء المصرية وجدنا الإجابة " لا يجوز شرعًا أن تستنبت المرأة في رحمها بويضةً من امرأةٍ أخرى مخصبة؛ سواء كانت مخصبةً من زوجها أو من غيره، وسواء كانت صاحبة البويضة امرأة أجنبية أو قريبة أو ضرة تشترك معها في الزوج نفسه، وقد أجمع الفقهاء المعاصرون أثناء بحث هذه المسألة على حرمتها؛ لأن هناك طرفًا ثالثًا غير الزوج صاحب النطفة والزوجة صاحبة البويضة، ولا يمكن الجزم مع وجود الطرف الثالث بتحديد الأم الحقيقية لهذا الطفل: فهل الأحق به صاحبة البويضة التي تخلق منها الطفل وحمل كل خصائصها الوراثية؟ أو الأحق به الأم الحاضنة صاحبة الرحم الذي تم فيه نموه وتطوره وتبدله حتى صار جنينًا متكاملًا؟ فكان هذا الفعل حرامًا، والقول بالتحريم هو ما عليه قرار مجمع البحوث الإسلامية بمصر وقرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة" .

 

كيف بدأت الفكرة في العالم؟

إذا كان لديك حظٌ وفير في إنجاب أطفال، فيجب أن تشارك خصوبتك مع من حُرِمُوا منها»

هكذا بدأت السيدة (كيم كوتون) حديثها مع صحيفة الإندبندنت البريطانية عن قضية تأجير الأرحام، فهي أول امرأة تُقدم على تأجير رحمها بالمملكة المتحدة مقابل مبلغٍ من المال، وذلك عام 1984م، وقد لاقت الفكرة رفضًا في البداية ثم بدأت في الانتشار مع بداية تسعينيات القرن الماضي حتى امتدت للعديد من الدول، وأصبحت من أهم تقنيات الحمل المساعد فيما يعرف علميًا ب(تقنيات التلقيح المساعدة) .

 

 

التعليقات (0)