نور القيسي تكتب: الصور القديمة تحّدثني

profile
  • clock 25 مارس 2025, 5:12:15 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سأعود الى البيت القديم 
ارفع عن جدرانها صوت الغياب 
و عن النوافذ ملامح هجرتي الجديدة 
اعودالى الطفلة التي تحب المرح 
و تخرج عند الفجر لكي ترقص تحت سماء المنزل 
اترك للصور في غرفة الجدة 


ان تتحدث عن قصصي معها 
و كيف كنت اشطب على الوجوه بحماقة 
ثم امحوها دون ان اكترث .. 
اترك للأغنيات حنينها لكي تصدح مجدداً ..


سأعود 
حيث سرير أمي الذي يكتظ بشغب اختي الصغيرة 
و لخزانة ثيابها التي اصبحت مستودعاً للكتب و الأحلام لسطح الدار 


و هي تطل على الحي 
الذي يبكي كلما تذكر راحلاً
و يناجي الله بصمته كلما صرخ جارنا العجوز تحت تأثير الفراق 


للحي الذي وهبني مصارحة الحزن 
و جمع شتاتي كل مرة أتفتت فيها بلا مسكنات …
نعم سأغادره هذا الأسبوع 


لقد عاد مالكه المهاجر 
لكي يقيم على انقاضه متجراً ضخماً للمواد الاحتياطية 
دون ان يعرف ان المكان تشيد من انفاس مشعة و رغبات 


سأعود 
جسداً او روحاً
تماماً
مثلما كنت ارى في الغروب 
طيوراً رمادية 
تهبط على الشناشيل 
و تضيء
في الصباحات 
و كأنها تمتهن حراسة الجميع ..


و سأكتب 
ذكرى على الباب 
اكبر 
من ان تمحوها جرافة 
و اشد صدقاً
من فم يلهج 
بالعودة ايضاً

كلمات دليلية
التعليقات (0)