المطابخ الخيرية تواجه الانهيار

وجبة واحدة كل يومين.. واقع صادم في غزة وسوء التغذية يهدد الأطفال

profile
  • clock 17 أبريل 2025, 2:05:12 م
  • eye 527
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانهيار البنى التحتية الأساسية، تكشف تقارير أممية عن تصاعد خطير في معدلات سوء التغذية بين الأطفال، في وقت يعتمد فيه معظم سكان القطاع على وجبة واحدة كل يومين فقط. وبحسب المنظمات الإنسانية، فإن ما يحدث في غزة ليس مجرد فشل إنساني بل "خيار سياسي متعمد" لاستهداف قدرة السكان على البقاء.

 

سوء التغذية يهدد مستقبل آلاف الأطفال

 

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن شهر مارس شهد تسجيل أكثر من 3,600 حالة جديدة لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، مقارنة بـ2,000 فقط في فبراير، مما يعكس تسارعًا خطيرًا في تدهور الوضع الصحي للأطفال.

ومع استمرار الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية منذ 18 مارس، تقلصت قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال المكملات الغذائية للأطفال بنسبة 70%، ليصل عدد المستفيدين إلى 22,300 فقط، مقارنة بـ29,000 طفل كان مخططًا الوصول إليهم. كما يعمل 60% فقط من مراكز العلاج البالغ عددها 173 مركزًا، وسط طلب متزايد على الإمدادات المتناقصة.

 

وجبة واحدة كل يومين: واقع غذائي صادم في غزة

 

تشير تقارير برنامج الغذاء العالمي إلى أن 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية كمصدر غذائي أساسي، بينما يعاني السوق المحلي من نقص حاد وارتفاع كبير في الأسعار. أما برامج التوزيع الغذائي الأخرى فقد توقفت بسبب نقص الإمدادات، وتم تحويل ما تبقى منها لدعم المطابخ الخيرية.

وقالت شينا لو، المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين:“معظم الناس في غزة باتوا يحصلون على وجبة واحدة فقط يوميًا، وهي كمية لا تكفي إطلاقًا لتلبية احتياجاتهم الغذائية.”

 

المطابخ الخيرية تواجه الانهيار

 

رغم الجهود التي تبذلها المؤسسات الخيرية، فإن قدرتها على إطعام الجوعى محدودة للغاية. فبحسب منظمة OCHA، فإن المطابخ الخيرية في غزة، التي تُعد المصدر الوحيد للغذاء الآن، تستطيع إعداد مليون وجبة يوميًا فقط لسكان يتجاوز عددهم 2 مليون.

وفي هذا السياق، حذر هاني المدهون، الشريك المؤسس لمطبخ غزة الخيري، من أن ما لديهم يكفي فقط لثلاثة أسابيع قادمة. وأضاف:

"لدينا أرز ومكرونة، ولكن لا توجد خضروات طازجة، ولا دجاج أو لحم، فقط لحم معلب... ما بين 15 إلى 20% من الناس يغادرون مطبخنا دون أن يحصلوا على شيء."

 

أزمة المياه تتفاقم: 6 لترات فقط يوميًا

 

مع تصاعد الأزمة، أصبحت المياه موردًا نادرًا أيضًا. وأوضح عمر شتات، مسؤول في مرفق المياه المحلي، أن سكان غزة يحصلون على 6 إلى 7 لترات فقط يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الأساسية للفرد.

 

موت تحت الحصار: المنظمات الإنسانية في مواجهة المستحيل

 

علقت أماندي بازيرول، منسقة الطوارئ في غزة لدى منظمة أطباء بلا حدود، على الوضع قائلة:

“نحن نُجبر على مشاهدة الناس وهم يموتون، بينما نحاول تقديم الإغاثة بإمدادات شبه معدومة، ووسط ظروف تهدد حياتنا أيضًا.”

وأضافت:"ما يحدث ليس فشلاً إنسانيًا بل هجومًا سياسيًا متعمّدًا على قدرة الناس على البقاء."

 

دمار شامل وقتلى بالآلاف: أرقام كارثية

 

منذ استئناف العدوان الإسرائيلي، قُتل أكثر من 51,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما تم تدمير مساحات واسعة من القطاع، بما في ذلك مرافق إنتاج الغذاء، في حين نزح نحو 90% من السكان، ويعيش مئات الآلاف في خيام أو مبانٍ مدمرة.

 

أزمة غير مسبوقة: الأسوأ منذ أكتوبر 2023

 

وصفت الأمم المتحدة الوضع الحالي في غزة بأنه "الأسوأ منذ تصاعد الأعمال العدائية في أكتوبر 2023". مع تواصل القصف وتضييق الحصار، تحذر المنظمات الدولية من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة إنسانية أعمق، تتجاوز المجاعة لتشمل انهيارًا كاملاً للقطاع الصحي والاجتماعي في غزة.

 

التعليقات (0)