أسامة رشدي: قرار مجلس الأمن اخترق الشلل الذي فرضته أمريكا.. وهذا سر تغير موقفها

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 25 مارس 2024, 11:27:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
السياسي والحقوقي المصري أسامة رشدي

قال السياسي والحقوقي المصري أسامة رشدي، إنها المرة الأولى التي ينجح فيها مجلس الأمن في تبني قرار يدعو لوقف إطلاق النار الفوري في غزة، وصولا لوقف إطلاق دائم منذ خمسة أشهر، على الرغم من أن صياغة القرار ضعيفة وجاءت بعد تعديلات أدخلت على النص الأصلي لتجنب الفيتو الأمريكي، فضلا عن كونه غير ملزم، ولم يتخذ وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي، الاثنين، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في قطاع غزة، في حين فشل المجلس في تمرير تعديل لمشروع القرار يتضمن عبارة "وقف دائم لإطلاق النار".

وعقد المجلس الدولي جلسة للتصويت على مشروع قرار أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، يدعو إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضح "رشدي"، في تصريحات لـ"180 تحقيقات"، أن القرار لا يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، إلا أنه مثّل اختراقا لحالة الشلل التي فرضتها الولايات المتحدة على مجلس الأمن، حيث استخدمت الفيتو ثلاثة مرات في الفترة الماضية للحيلولة دون صدور قرار بوقف إطلاق النار، واكتفت هذه المرة بالامتناع عن التصويت، ليتم تمرير القرار في نهاية الأمر بموافقة 14 عضوا.

تغير الموقف الأمريكي

وأشار إلى أن موقف الولايات المتحدة الجديد يأتي كنتيجة للخلافات المتصاعدة بين الإدارة الأمريكية وحكومة اليمين المتطرف التي يقودها نتنياهو، الذي بات خارجا على السيطرة ومتحديا لإدارة بايدن لأن مستقبله السياسي مرتبط باستمرار الحرب، وبالتالي استمرار أعمال الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة، والتي شكلت حرجا بالغا للإدارة الأمريكية أمام الرأي العام الأمريكي والدولي، وباتت تؤثر سلبيا على صورة أمريكا في العالم وعلى تفاعلات السياسة الداخلية والانتخابات الرئاسية التي يسعى فيها بايدن لإعادة انتخابه.

ولفت السياسي المصري إلى أن القرار يأتي بينما يصر نتنياهو والأحزاب الصهيونية المتطرفة من خلفه على تحدي بايدن وإدارته لرفع شعبيته الداخلية المتدنية وللظهور بنظر القائد الذي يواجه أمريكا والعالم كله.

وحول موقف نتنياهو وحكومته لقرار مجلس الأمن، توقع "رشدي" ألا ينصاع نتنياهو وحكومته وينفذان القرار، منوها أنهم أعلنوا رفضهم القرار بالفعل، ويعتبرون أن أي وقف للحرب يمثل هزيمة استراتيجية لهم بسبب فشلهم في تحقيق الأهداف غير الواقعية التي وضعها نتنياهو من البداية.

ضغوط متزايدة على إسرائيل

وأضاف: "ومع ذلك القرار يضع نتنياهو وحكومته في الزاوية في مواجهة ضغوط متزايدة من العالم تزيد من عزلة الكيان الصهيوني، وقد تكون بداية للمزيد من الإجراءات التي ستتخذ على المستوى الاحادي أو الجماعي من قبل المجموعات الدولية، كالقرارات بوقف التسليح أو الدعم".

واستدرك "رشدي": "لكن هذا لا يعفي مجلس الأمن من اتخاذ المزيد من الإجراءات الملزمة لفرض دخول مواد الإغاثة وفرض مناطق آمنة يحظر فيها الطيران وغيرها من الإجراءات التي سبق واتخذت في يوغسلافيا السابقة ضد الصرب".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 32 ألفا و333 شهيدا، وإصابة 74 ألفا و694 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

التعليقات (0)