سميح خلف: لنا عقدة مع مجلس الأمن في قرارات 181 و194 و242.. والتطرف أخرج إسرائيل عن دورها الوظيفي

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 26 مارس 2024, 12:45:26 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف

قال الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف، إن قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة جاء بعد عدة قرارات أحبطتها أمريكا لإطالة أمد الحرب، مستشهدا بتصريحات المندوب الروسي في مجلس الأمن بأنه "كان بالإمكان الموافقة على المشروع الجزائري لوقف إطلاق النار لحقن دماء الأبرياء في غزة وبشكل مبكر".

وتبنى مجلس الأمن الدولي، الاثنين، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان في قطاع غزة، في حين فشل المجلس في تمرير تعديل لمشروع القرار يتضمن عبارة "وقف دائم لإطلاق النار".

وعقد المجلس الدولي جلسة للتصويت على مشروع قرار أعده العديد من أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، يدعو إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأكد "خلف"، في تصريحات لـ"180 تحقيقات" أن امتناع أمريكا -وبعد عدة قرارات أحبطتها في مجلس الأمن- عن التصويت، له معطيات، ليس في التغير الكبير من دعمها لإسرائيل، ولكن لمعطيات ذاتية أمريكية وإقليمية ودولية.

إحداث أمل

وأوضح "خلف" أن القرار له نواقص كثيرة، ولكن موافقة الدول على القرار أتت لوقف إطلاق نار، ولو كان في رمضان، لفتح المجال لمزيد من العمل السياسي والدبلوماسي في خلال هذه الفترة، وكخطوة لمزيد من الضغط على حكومة التطرف الإسرائيلي لوقف عدوانها وتدميرها لقطاع غزة وإزهاق أرواح السكان المدنيين.

وأضاف: "من مؤشر آخر، هو إحداث أمل بأن هناك فاعلية دولية لتكسر حاجز التعسف الدولي العاجز في إيقاف جرائم الحرب ضد قطاع غزة".

وأشار المحلل السياسي إلى أن امتناع أمريكا عن التصويت، يرجع لأن حكومة التطرف الإسرائيلي "نتنياهو وبن غفير وسموتيرتش" قد أضرت بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسمعتها وتمويلها للحرب وتبنيها للحرب على غزة.

ونوّه "خلف" إلى أن أمريكا تريد أن تخرج من اتهامها بارتكابها جرائم حرب بموجب القانون الدولي، هذا أولا، أما ثانيا، فالحرب على غزة فضحت الادعاء بالحرية والديمقراطية وتقرير المصير كما تدعي أمريكا.

وأضاف: "وكما قالوا إن إسرائيل واحة للديمقراطية والإنسانية فما استخدم ضد غزة أكثر من 10 قنابل نووية مثل قنبلة هيروشيما، ورواية المحرقة قد يمحيها التاريخ والادعاء بها أمام أكبر محرقة وهولوكست ضد الشعب الفلسطيني، وهنا يتم تفريغ الادعاء والدعم والتبني الأمريكي والغربي لإسرائيل، وهذا ما نشهده في دول أوروبا الغربية أيضا".

تراجع الدور الوظيفي

وشدد "خلف" على أن ما يسمى إسرائيل خرجت بحكومة التطرف عن الدور الوظيفي لها الذي أنشئت من أجله، وهي علمانية ديموقراطية وتحولها لدولة توراتية يحكمها التطرف العنيف والإبادة للشعب الفلسطيني.

وأكد "خلف" أن إسرائيل أضرت بمصالح أمريكا والغرب، بتوسيع جبهة المقاومة وتوريط أمريكا في البحر الأحمر وبحر العرب، وتهديد قواعدها في العراق، وجبهة الجنوب اللبناني والحاضنة الشعبية للشعب الفلسطيني، التي ازدادت بشكل كبير جدا في كل أنحاء العالم حتى في أمريكا نفسها ودول الغرب.

وتابع: "لقد أجبرت أمريكا عن الامتناع عن التصويت لأن هناك تحول في أوساط الحزب الديمقراطي المشمئز من سلوك التطرف الإسرائيلي وحكومة التطرف، وهذا ماجاء من زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، والذي دعى لانتخابات مبكرة في إسرائيل والحل المقنع بحل الدولتين واصفا ناتنياهو بأنه ضل الطريق، وهو عقبة وهو لا يلبي حاجات إسرائيل".

ولفت المحلل السياسي إلى أن أمريكا تعاني من زلزال داخلي في أحزابها من التقدميين مما جعل "الايباك" يقف حائرا: كيف يواجه الشباب التقدمي من الترشح لمراكز مهمة في الحزب؟ أما الحزب الجمهوري أيضا فقد صرح ترامب موبخا ناتنياهو ووصف الهجوم على غزة بأنه "هجوم مرعب" قائلا لو كنت رئيسا للولايات المتحدة لما حدث ذلك.

وأضاف: "أما كامالا هاريس نائبة الرئيس قالت: لم أقتنع بالخرائط المطروحة لاجتياح رفح وإن حدث الهجوم سنقر عقوبات على إسرائيل".

فترة حرجة لأمريكا

وأوضح "خلف" أن أمريكا تمر بفترة حرجة من اقتصاد داخلي مخلخل، والأزمة الداخلية في ولاية تكساس والمهاجرين والمكسيك ودعوات لانفصال تلك الولايات، وهناك انتخابات أمريكية وتنافس شرس بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبالتالي أمريكا تريد أن تنهي الحرب بدون التخلي عن النقاط الرئيسية للتحالف الإسرائيلي وإخراج الرهائن تحت مغلف سياسي ترفضه حكومة ناتنياهو وهو الانسحاب ودولة فلسطينية في الضفة وغزة أي بحل الدولتين.

واستدرك: "لكن لنا عقدة مع مجلس الأمن، وكما صرحت أمريكا بأنه قرار غير ملزم هذه العقدة قد تأخذنا للماضي، وهو قرار التقسيم "181" المزدوج النص، أي بوجوب الاعتراف بدولة إسرائيلية مقرون بالاعتراف بدولة فلسطينية، وطبق نصف القرار ولم يطبق النصف الآخر  وكذلك القرار "194" الذي ينص على عودة اللاجئين، والقرار "242" الذي ينص على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ولم تستجب إسرائيل للقرار أيضا ولم يأخذ مجلس دوره في تنفيذ القرار، كما استخدم مجلس الأمن في تدمير ليبيا والعراق وسوريا، ولم يتم تحرير سيناء وجزء من الجولان إلا بالقوة في معارك أكتوبر".

ودعا "خلف" إلى ألا نعول كثيرا على هذا القرار في حيز التنفيذ، ولكن اعتباره نقطة للأمام قد توقع خلخلة كبيرة في النظام السياسي والقوى السياسية والأمنية الإسرائيلية المضعضعة أصلا بفعل صمود المقاومة الفلسطينية في الميدان.

وشدد على أن إسرائيل تعاني الكثير في مجال الاقتصاد والتعليم والصحة والخسارة في العتاد والمعدات والأفراد، وهذا لا يبينه الإعلام العربي، فهناك انقسام عامودي وأفقي في داخل إسرائيل يتنامى يوما بعد يوم، وكما قال بايدن: "إن سياسة أمريكا تريد أن تحمي إسرائيل من نفسها" وفي مكان آخر للخارجية الأمريكية فإن أمريكا تشعر بالخطر على إسرائيل من وجود حكومة التطرف على رأس السلطة في إسرائيل".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 32 ألفا و333 شهيدا، وإصابة 74 ألفا و694 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

التعليقات (0)