- ℃ 11 تركيا
- 30 ديسمبر 2024
د. أشرف الصباغ يكتب : قصة أغرب من الخيال
د. أشرف الصباغ يكتب : قصة أغرب من الخيال
- 29 يونيو 2021, 4:42:38 ص
- 1948
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أنا هاحكي لكم عن قصة أغرب من الخيال.. عن ممثلة مثلت في فيلم "قنديل أم هاشم" اسمها مارى كوليكوفسكي..الممثلة دي كانت نمساوية وهي اللى عملت دور حبيبة شكري سرحان لما سافر ألمانيا عشان يدرس الطب..
الممثلة دي باختصار نشأت في أسرة مفككة كالعادة.. أب بيجري ورا ملذاته وأم ماتفرقش عن الأب حاجة.. باختصار هي واخواتها ضاعوا في مهب الريح.. إخواتها أخدوا الطريق السهل طريق الحرام. لكن هي حاولت تحافظ على نفسها وتعيش بالحلال راحت اشتغلت جرسونة في كافيتريا. شافها أحد المنتجين وأخدها تمثل أدوار صغيرة ككومبارس بين ألمانيا والنمسا. لحد ما جه يوم وصل فريق عمل فيلم (قنديل ام هاشم) لألمانيا عشان يكملوا تصوير الفيلم وكانوا بيدوروا على ممثلة ألمانية تقوم بالدور بشرط ماتكلفش كتير.. وكلموا مكاتب الريجيسيرات. وهي عرفت فاتقدمت للدور واتقبلت..
حكوا لها طبعا عن قصة الفيلم. فابتدت تسأل عن حضرة أمنا السيدة زينب رضي الله عنها. وابتدوا يكلموها عن حضرتها وحضرات السادة آل البيت رضوان الله عليهم..
وكان طبيعي إنها تتشد للكلام ده وتنبهر بمدى الطهر والنقاء لحضرات سادتنا عليهم سحائب الرضوان وتلاقي الأمن والسلام اللى مفتقداهم في حياتها. ومع نهاية التصوير كان طبيعي إن فريق العمل يودعها ويرجع مصر. لكن قلبها كان معاهم.
وبعد يومين تحديدا كانت مسافرة على مصر من غير ما ترتب لأي حاجة ولا يكون معاها إلا تمن التذكرة وتحويشة صغيرة كده من شغلها. وكان هدفها إنها تروح لحضرة أمنا السيدة زينب على حضرتها وحضرات السادة آل البيت الكرام السلام. وفعلا بعد ما وصلت المطار خدت أول تاكسي وعلى مسجد ومقام السيدة زينب رضي الله عنها. ولأنها ماتعرفش ولا كلمة عربي، ده حتى دورها في الفيلم عملته كله باللغة الالمانية، فالناس هناك بشهامة المصريين المعتادة تطوعوا لمساعدتها. وعن طريق أهل الخير قدروا يوصلوها للممثل القدير عبد الوارث عسر اللى كان أحد المشاركين فى الفيلم. اللي فوجئ بيها قدامه ورحب بيها جدا واتفاجئ لما قالت له مباشرة: "أنا عاوزة اشهر إسلامى".
قال لها طيب استريحى النهاردة إنتى لسه جاية من السفر. رفضت بشدة. وأمام إصرارها خدها وراحوا دار الإفتاء، وأشهرت إسلامها على إيد مفتي الديار المصرية فى ذلك الوقت فضيلة الشيخ أحمد عبد العال هريدي وسمت نفسها (زينب الحسين علي). وأهداها فضيلة المفتي نسخة من القرآن الكريم مترجمة للغة الألمانية. وروحت مع أ.عبد الوارث وطول الطريق بتقرا في النسخة وبتبكي بكاء شديدا.
وبمجرد ما وصلوا بيته قالت له: "أنا عايزة اروح احج".
أ.عبد الوارث بيقول: "أنا اندهشت جدا، إزاى هي عرفت الحج؟!"، فبيبص لقاها كانت فاتحة الكتاب على ترجمة سورة الحج قدرا. فعرف إن دي إشارة من الله. وراح بنفسه حجز لها التذكرة والتأشيرة وسبحان الله بمعظم الفلوس اللي كانت معاها.
ويشاء ربنا إن الممثل القدير أ.محمد توفيق (وكان أحد المشاركين في الفيلم) كان مسافر هو وزوجته للحج واتقابل مع أ.عبد الوارث وهو بيحجز لزينب التذكرة. وقال تسافر معانا وتبقى مع مراتي (الصحبة).. وفي نفس اليوم تروح زينب للأزهر الشريف وتطلب حد يعلمها مناسك الحج. وتفضل بين القرآن وتعلم مناسك الحج طول الأسبوع اللي فاضل على الحج لدرجة إنهم بيقولوا إنها ماكانتش بتنام تقريبا ومش عايزة تسيب المصحف من إيديها..
وجه وقت السفر وسافرت وأدت المناسك وكانت مرات أ.محمد بتقول إنها كانت عاملة زى الفراشة ودايما بتسبقهم ومابيظهرش عليها أي أعراض إرهاق أو تعب..
وخلصوا الحج وراحوا المدينة المنورة لزيارة حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
مرات أ.محمد بتقول: "ماكانتش أول مرة نحج أو نزور.. حجينا أنا ومحمد واعتمرنا وزرنا كتير لكن المرة دي كانت متيسرة بشكل عجيب. لدرجة إننا بمجرد دخولنا على حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حسينا إن الطريق بيتفتح لنا لحد ما لقينا نفسنا قدام المقام الشريف مباشرة وهنا حصلت حاجة غريبة جدا. لقيت وش زينب بينور أوى لدرجة إنى كنت باقول لنفسي مش هي دي زينب اللي دخلت معايا المسجد. ومرة واحدة لقيتها بتبص بتركيز للمقام وبتبص لي كأنها بتقول لى: شايفة اللي أنا شايفاه؟! ومرة واحدة لقيتها ضمت المصحف بتاعها بشمالها على قلبها ورفعت إيدها اليمين وقالت بلغة عربية سليمة تماما: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله. ومرة واحدة وقعت. افتكرناها أغمى عليها. بنفوقها لقيناها ميتة. ومن كراماتها اللي شهدت لها كل المتواجدات، السلطات السعودية أصرت تدفنها في البقيع. وقد كان. سبحانك ربى"...
ملاحظة مهمة من الدكتور Mamdouh Kelaid المصري اللي كان مقيم في ألمانيا، ودلوقت في أمريكا:
آخر فيلم أخرجته مارى كوليكوفسكي كان سنة ١٩٩٣. وهي عايشة لغاية دلوقت في ألمانيا
ههههه مافيش ممثلة ألمانية اسمها ماري كوليكوفسكي إطلاقا. لكن فيه ممثلة ألمانية من أصول بولندية اسمها ترادول كوليكوفسكي (مواليد 1943)، وهي اللي قامت فعلا بالدور أمام شكري سرحان. وقام صناع الفيلم بكتابة اسمها (م. كوليكوفسكي). وكان حرف الميم هو اختصار كلمة "Miss".. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة