أنس دنقل : جمال عبدالناصر وانا !!

profile
أنس دنقل كاتب مصري
  • clock 11 مايو 2021, 3:58:18 م
  • eye 1046
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يلا نكمل ذكريات النمله مع جمال عبدالناصر ..بس المره دي  مش حلوه 

الموقف السياسي لاي انسان تحدده دائما تركيبته السلوكيه بناء علي نشاته ..طفولته ..طريقة تربيته ..لهذا استئذنكم في اطلاله قصيرة علي طفولة النملة ..

بعد وفاة ابي .. اطفال ثلاثة  يتامي صغار وامهم ..كان ارتباطنا عاطفيا وفكريا باخوالي ..وابعد ماتكون عن اهل ابي..دول من  قريه ودول  من قريه اخري..

وبيني وبينكم..ولاداعي للكذب ..كلاهما يكره التاني مما ينعكس علي سلوكهما معنا..بالنسبه لاهل ابي..احنا ولاد المراة  العويضيه..بنت الستين...،

.نسبه لقرية العويضات بلد امي..اما بالنسبه لاهل امي..احنا من القلعة ..قرية ابي..الباطلين..اولاد السبعين... ..من لايجيدون نطق حرف الجيم .

.ينطقوها دالا ..كلا الطرفين يصبان غضبهما علينا ..باعتبارنا الطرف الاضعف..انعكس سلوك الطرفين تجاهنا..برفضنا الطرفين ..احتقارنا كليهما..

ربما الكراهية الاكبر اصدقكم لاهل ابي..لكننا نعلو عليهما ..نحن ابناء الرجل الاكثر علما منكما..الاثنين مجتمعين ..اهل ابويا واهل امي..

.قد نكون متخبطين ماديا..لكننا الجناح المثقف المستنير..سنظل كذلك بالعند فيكم ..نحن ابناء  الرجل المستنير..نرتفع عنكما درجات.. ياجهلاء .. يااولاد.....

رغم ان ابي كان ازهريا الا انه بخلاف كل الازهريين  وقتها...كان وفديا..الازهريين ايامها  يكرهون الوفد كراهية التحريم..

 يلوذون باحزاب القصر ..يؤلفون قصائد الهجاء القبيح في زعيم الامه مصطفي باشا النحاس..يرددونها بينهم ..يلقونها في المحافل .. مثل:

اليوم لانحس ولانحاس..كلب دنئ اعور دساس

باع البلاد لزينب ولصحبها..قسما بربي كلهم انجاس..

عكسهم.. ابي يكتب شعرا ينشره في جريدة المصري..يشير للنحاس بانصاف الفلاح لان الفلاح عماد الامه والنحاس  زعيم الامة..

يحضر ابي اجتماعات الوفد..يرتبط بصداقات مع اقطاب الوفد ايامها..بعد تخرجه عمل مدرسا بمدرسة السلطان حسين كامل الاميريه بكوبري القبه سنة ١٩٤٠ .

.بعدها بعام..اتي بامي للقاهره..كانت قد حفظت القران وتعلمت الكتابة والقراءة بالقريه ..طفلة في الكتاب ..استكمل معها تثقيفها وتدريبها علي حياة القاهرة.

.وطريقة اللبس  المودرن.. ذهبا معا لدور الازياء الحديثة واستقدم لها  الخياطات البارعات..بما يتلائم مع مستواه الفكري والمادي..

فبجوار راتبه لديه ايراد ارضه الزراعيه..فلم يبخل..عرفها علي زوجات اصدقائه..من بينهم زوجه احدهم..اللواء ابراهيم عطاالله رئيس اركان الجيش المصري.

.ذهبا معا لقريتهم في ريف الدلتا..بين من تعرفت عليهن..  احدي قريبات هذا اللواء  وصادقتها ..اتذكرها اسمها مدام صديقه السبكي..زارتنا خصيصا في بلدتنا في الخمسينات بعد وفاة ابي بكثير ..

اتصورت معانا.وسط جرون القمح والنورج  في قريتنا  ..سيدة جميلة طيبة اصيلة..الحياه في ظلال هذا الاب ..وارفة..بعد الرحيل..قحط..تسال..

لماذا الاهل بغيضين ..مبغضين..يقال..جمال عبد الناصر ..جعل البعض منهم ملاكا لارضنا..داسونا باقدامهم ..الناس عبيد عند مستاجري عبد الناصر الجدد..

اسمحوا لي ان اصارحكم ..ان هناك كثير من حب في قلبي لحسني مبارك..لااستطيع انكاره..لسبب وحيد حتي لو لعنتوني ..

لان مبارك ..الغي بسلاسه ويسر ..قانون الاصلاح الزراعي..كان مبارك ايامها قويا..كنا عبيدا لدي المستاجرين نتسول منهم مانسد به رمقنا..

كانوا احجارا مسننة قبيحة..ان كل ماتروه من قبح وحقارة.ورجال بهذه الصفات في بلادنا..اسال عنهم..ستجدهم..ابناء المنتفعين بقوانين عبد الناصر الاشتراكية ..

اهم اعداء الاشتراكيةفي بلادنا هم المستفيدين من اشتراكية عبدالناصر والتي ليس بها من الاشتراكيه سوي اسمها..

لصوص المال العام..اللذين مكنهم ناصر..ما ان مات ناصر حتي انقضوا علي تركه شعب عبد الناصر ليبلعوها في كروشهم الواسعة ونفوسهم الشحيحه..

بعد ان قضي ناصر علي ملاك الارض الزراعيه..انتبه لملاك العقارات السكنيه ..

في الخمسينات..كانت تطاردنا بقنا ..لافتات شقه للايجار..اصحاب البيوت..كانوا يجيبوا المشايخ ..يعملوا حجاب للشقه وبخور..

عشان تيجي عيله تتاجر الشقه..ناصر خفض الايجارات فامتنع الناس عن البناء..الدنيا عرض وطلب ..انتظر الناس.. اسكان الحكومه الشعبي..

ظهرت الوسطات ..ظهرت ازمة المساكن التي تلاحقنا حتي اليوم ..حتي عندما خفض الايجارات..شكل لجان لتقييم الايجارات..كانت تشوبها الكثير من الشبهات..

اتذكر..كنا نسكن في شقه يملكها رجل من الحميدات بقنا..لم يشملها التخفيض..الراجل حميدي ايده طايله ..جاملوه..يعني لجان بايظه ..من زمان..

من ذكريات زمان..سنة ١٩٥٤ مدينة قنا يسكنها سودانيين كتار..بالذات قرب شارع سعودي..يبيعوا بوظه وفول سوداني..

يحمصوا الفول بالفحم علي الرمل في الشارع..طفل عندي خمس سنين ..معدي بعد شارع كحريتة سعودي..السودانيين..فاتحين بيوتهم..

يرقصوا ويغنوا ويبكوا في نفس الوقت..قعدت اسمع الاغنيه...احاول احفظها بتقول ..سو ياسو وحبيبي حبسوه..نفس اغنية منير حاليا..روحت البيت .

.سالت خالي احمد شوقي صويني..ليه بيعملوا كده.. وغنيت له الاغنيه..رد بحزن مافهمتوش وقتها..محمد نجيب حبسوه..وضربوه وهزاوه ..

هما خوال محمد نجيب..زي ما انا خالك..بعدها انفصلت السودان ..اختفي السودانين من مدينتنا ...

بعد الحكايه دي  باسبوعين خالي ده احمد شوقي اتسجن ...خالي...اللي كان يصحيني من النوم بالليل ..يجيب لي حته بسبوسه من حلواني وحيد في قنا اسمه كامل حسن في شارع الجميل .

.خالي ده كسروا البيت  في شارع الشنهوريه ..قرب الفجر.. ضربوه .. سحبوه علي بطنه ..قدامنا وهو كان تخين شويتين..

ضربوه بالشلاليت والجزم ف بطنه العريانه م السحب وجنابه قدامنا  ..واحنا عيال صغيرين نبص ونبكي و خايفين  ..

كسروا سنة مراته الطيبه لما وقعوها ع الارض ..هي حاولت تحوشهم عنه ..وهما واخدينه معاهم يسجنوه..هي اترمت علي بسطة السلم العلوي نزلت تتدحرج..

ومخبر بيشوطها بجزمته وبالعصايه يضربها وهي تصرخ :سيبوه ياخياتي..طيب خدوني معاه ..اخدمه واخدمكم قبله..ياخياتي..ليه بس تضربوه..اهو ماشي معاكم !!

 اتسجن خالنا  ده وعشان ايه...دي قصه تانيه ..بعدين نحكيها لكم..واحكيلكم عن خالي التاني..اللي برضه اتسجن.. ف بعدين لو عاوزين..

التعليقات (0)