- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
د.أيمن نور يكتب: 2022 هل تسمعني ؟!
د.أيمن نور يكتب: 2022 هل تسمعني ؟!
- 31 ديسمبر 2021, 3:16:50 م
- 479
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في يوم تلتقي فيه النهايات، نهاية عقد، ونهاية عام، ونهاية شهر، ونهاية أسبوع، أرفع صوتي لعل القادم بعد ساعات يسمعني
أيها العام الجديد, مجهول الملامح, هل يمكن أن تمسح الغبار عن وجوهنا؟!
هل يمكن أن تعيد لنا الأيام, التى سرق اللصوص قمرها, ونجومها ودفئها, وطعمها ..
أيها العام الجديد 2022 , هل يمكن أن تقبلنا على طاولتك , وأنت تعرف أننا ننتمى بجروحنا, وأوراقنا الثبوتية , وملفاتنا لعام 2021 , ذلك العام «الدراكولى» الذى شهد تقدماً مذهلاً للخلف ؟!
فى عام 2021 استمرت المحاكمات الظالمة، واعتقال الصحفيين , والنساء، والشيوخ , وقتل النواب والسياسيين في السجون، وازداد ميزان العدل إختلالاً, وتمازج الحق بالباطل , والحب بالضغينة , والزيف بالحقيقة !! والديمقراطية المغشوشة، وغلبت المصالح المبادئ..
365 رحلة قضيناها بين شروق وغروب , دون أن نجير الإنسان المصرى من لهيب الغلاء , وأعباء الموازنة بين موارده المحدودة , وحقه فى حد أدنى من أسباب الحياة بكرامة ..
365 صباحاً ومساء أرهقنا فيها مخاض آمال مستحيلة , فى وطن بلا إستبداد , وطن تتفتح فيه الزهور فى سن التفتح , ولا تشيخ وتذبل على أعوادها , وطن يتقاعد فيه الناس فى سن التقاعد , وطن يثمن الحقيقة، ولا يلفقها ويهينها .. وطن يحترم عقول مواطنيه وكرامتهم.
أيها العام الجديد 2022 , هل نرى فيك «رشيداً» ينتفض , ويوقف كل هذا الهزل والهراء ؟! هل نرى عاقلاً , يصلح فيك ما أفسده سابقك؟!
هل يمكن أن تحمل تباشيرك «صباحاً جديداً» تستقيم فيه الخطوط المموجة والأسطح المدببة , تصفو فيه السماوات الملبدة , وننزع فيه فتيل الإنفجار الدى سيعصف بالجميع ؟!
هل تحمل لنا فى طياتك أياماً أقل تعاسة وحزناً من تلك التى سكبها 2021 على رؤوسنا ؟ هل سيأتى يوم يكون فيه الفرح والضحك والسعادة حقاً للجميع ؟
لسان حال كل مصرى , ينطلق مع بداية أيامك , داعياً الله أن يزيح الغمة وأن يعيد لهذه الأمة وحدتها , ويرمم ما أصاب وجهها من شروخ وخدوش وجروح .
طلباتنا أيها العام الجديد فيك ومنك , واضحة وبسيطة ومحددة :
العدل .. والحرية !! الستر والعافية !! ولقمة العيش النظيفة بكرامة لكل مصرى !!
نحلم أن تسرى فيك روح جديدة , تعيد الأمل لقلوب المصريين .. نحلم أن تتخلل أيامك مشاعر الرحمة , والحب , والوفاء , بعد أن تآكلت وتقلصت لأقصى مدى فى أيام سابقك 2021؟
أيها القادم بعد ساعات ماذا تحمل لهذا الوطن الذى أشتاق للفرحة .. للنصر للإنصاف، للحرية؟
هذا الوطن الذى يؤرقه الشوق لحرية حقيقية , ولحكام يرهبون الشعب أكثر مما يرهبونه.
أيها العام الجديد هل يسترد الإنسان المصرى فيك بعضاً من قيمته وكرامته المهدرة فى الداخل والخارج ليصبح إنساناً جديداً بكامل حقوق الإنسان , ومواطناً بكامل حقوق المواطنة ؟
هل يمكن أن تسمح روزنامتك المتخمة بموعد مع الناس بموعد مع التغيير والإصلاح .. بموعد لمصالحة مؤجلة، وحوار حقيقى بات هو الأمل فى إصلاح العطب الذى أصاب البوصلة فى الوقت الحرج ؟
سؤال :
2022 .. نناديك فهل تسمعنا ؟!!
يا عامنا المقبل، تمهل علينا قليلاً، فلدينا طلبات محددة منك.. نحلم بأن تسود الحكمة فيها، ويعود لهذا الوطن عقله وقلبه، فنرمم بك شروخ عام دام انقضى.
يا عامنا المقبل.. كفانا تعاسة وحزناً.. تخادلاً وجبناً.. ضعفاً وتهاوناً وهزلاً.. نريد وطناً جديداً وبشراً جديداً.
يا عامنا المقبل على عجل، طلباتنا «منك وفيك» محدودة ومتواضعة.. نريد أن نبتسم، أن نضحك من القلب، أن نفرح ونسعد، ككل شعوب الأرض.
نحلم من بين أيامك الـ«365» بيوم واحد يعرف فيه الناس «الحقيقة». لتبيض وجوه وتسود وجوه فيخرج الخوف من قلوب الناس بلا رجعة.
نحلم بأن تجمعنا بمن نحبهم ويحبوننا، فأجمل ما ننتظره فيك أن يجتمع المحبون داخل الوطن.
أيها العام الفتى القادم.. لا ننتظر منك أن تعذب من عذبونا، أو تُفرق من فرقونا.. فقط ننتظر منك أن تُخلص الجميع من العذاب.
فهل تسمعنا ؟!