أ. عبدالله العقاد يكتب : (الإسلام هو الحل) بين الجدل والإيمان

profile
أ.عبد الله العقاد ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
  • clock 27 سبتمبر 2022, 7:04:18 ص
  • eye 507
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

التاريخ برهن على صدق هذا الشعار، والله أخبرنا بأنه لا يَصْلح الإنسان إلا الإسلام، ولا يُصلحه إلا الإسلام كذلك، "ألا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير".

ولكن المشكل في أمثال من ينكرون صلاحية هذا الشعار أنهم لم يفرقوا بين الإسلام كدين سماوي لا يأتيه الباطل، وبين الفكر الإسلامي الذي هو بالضرورة بشري يجوز فيه الصواب والخطأ ابتداءً، وصلاحه في مرحلة دون أخرى، وفي مكان دون آخر، وفي زمان دون غيره، وفي حال غير حال.

فإن الفكر الإسلامي يحتاج إلى مطلق النظر فيه، ولا يُمنح القداسة بأي حال، فإن وافق صواباً فهذا خير، وإن حاد عن صواب وجب النظر لما يصلحه.

وهذا لا يمنع احترام وتوقير الرأي، وقائله طالما أنه أراد الخير، واجتهد فيما وجب الاجتهاد فيه أو جاز، والنظر فيما ينصلح به الحال، والاحترام غير القداسة.

نعم، الشعار أن الإسلام هو الحل بحاجة إلى كثير من العناية لجعل الشعار واقع يتفيأ الناس من خلال فهم الإسلام صلاحاً لأحوالهم يخرجهم من ضيق الدنيا إلى سعتها والآخرة، ومن جور غير الإسلام إلى عدل الإسلام وعدالته.

وعدم تلمس الفارق بين ما يكون مع من يرفعون هذا الشعار وغيرهم، يجعلهم يشككون في هذا الشعار، وهذا غير صحيح.

الإشكال قد يكون في قصور الفكرة أوعدم وضوحها أو خطئها حتى من الأساس، وهذا يحتاج إلى التصحيح والمراجعات، وليس إلى إنكار صلاحية الإسلام في حل المشكلات العصر الحديث كما أصلح ما مضى، بل الواجب الإيمان بأن الأمة لا يصلحها إلا بما انصلح به أولها، ولم ينصلح أولها إلا بالإسلام.

نسأل الله أن يلهمنا الخير وما يصلح أحوالنا اللهم آمين

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)