- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
أ. عبدالله العقاد يكتب: سلملي على (ماما أرميكا)
أ. عبدالله العقاد يكتب: سلملي على (ماما أرميكا)
- 11 مارس 2023, 1:34:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ليس ثقة في نظام آل سعود، ولا إيماناً بسعيهم في المنطقة، فلم يوجدوا إلا لإخرابها وخرابها، ولكنها الحقيقة التي يستشعرها الفئران بفطرتهم المجبولة على البقاء في الخزين، والنجاة من التهديد، فهي- الفئران- إذا ما استشعرت الغرق أول ما تطفوا على سطح الماء هرباً من المركب الغارق، والمركب هنا النفوذ الأمريكي.
إخواني أخواتي، أمريكا (المستَعمَرة المستعمِرة) قد أذلت المنطقة، وكثيراً من العالم، وكانت أكثر إذلالاً وتذلالاً مملكة آل سعود، ولا يمكن أن تنسوا كيف هتكهم على الملأ ترمب، وبما وصفهم (البقرة الحلوب)، وفي كل مناسبة، وهذه هي سياسة أمريكا الدائمة معهم، غير أن هذا، ترمب، كان وقحاً فجاً، ولم يكن جديداً غير التشهير.
وبقيت أسيرة ذليلة (السعودية) تحت التهديد الكاذب والخادع، بأنها لا بد وأن تدفع الأموال الطائلة مقابل البقاء..
إلى أن كشف الزيف اليمنيون، واستطاعوا ضرب كل ما يريدون في إطار معركتهم الدفاع عن النفس في مواجهة العدوان عليهم، والذي قتل الآلاف منهم بغياً وعدواً، ولم تغنِ أمريكا عن السعودية شيئاً، بل سحبت منظومات الدفاع الجوي (الباتريوت) حتى لا ينكشف عجزها في التصدي للمسيّرات التي وصلت لكل ما يريد اليمنيون الوصول إليه.
ثم أوهمتهم أمريكا بأنه لا راد لهم من التهديد الإيراني إلا بالتحالف مع الكيان الصهيوني، وإذا بالكيان يُضرب في عمقة، ويذل أمام العالم في معركة (سيف القدس) التي قادتها غزة وحدها لا شريك معها، إلا من رأي ومعلومة.
وعندها، أدرك المغررون من الأعراب بأن الاحتكاء بالكيان وهمٌ قاتل، وليس أكثر من بيت عنكبوت، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون !
ثم هي أمريكا ذاتها تهرب من أفغانستان بأشر حالة، وأحقر منقلب، دون لا مشورة مع حلفائها أو إعلامهم، وتترك خلفها عملاءها يتساقطون من أعالي أجنحة الطائرات المتقهقرة.
ثم إن وَهْم المعاداة الإيرانية لهم، وخلع ثوب العدو الأوحد عليها، ليس أكثر من دعاية موجهة؛ اصطنعوها لهدف البقاء والاستجداء، وأن يبرروا لشعوبهم تحالفهم مع ربيبة سيدهم (إسرائيل).
إخواني أخواتي، الذي أريد بيانه والوقوف عليه، "أن الصين اليوم تعلن دخولها المسرح (السياسي) الدولي من أعقد جبهاته، وأكثرها خطورة، وأكبرها أهمية استراتيجية، وذلك لتمسح تدابير النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتضع عن المنطقة أوزار أمريكا والغرب المستعمر (الصليبي) كما يصف نفسه، كما هي الصين وضعت عن نفسها أوزار قرن من الإذلال الغربي.
"فهذه فرصة لكي نمضي نحن العرب في بناء ذاتنا، وتجاوز مرحلة هي أفلت وإلى غير رجعه."
وهذا يؤكد لمن مارس الدعاية بوقاً أجيراً أو جهالة بغير أن قيادة المقاومة الفلسطينية ممثلة بذرورة سنامها كانت عميقة جداً في قراءة المشهد السياسي حين توجهت لروسيا عندما دعيت من رئيس دبلوماسيتها، وسارعت لتأكيد أهمية محور المقاومة (القدس) في مواجهة النفوذ الأمريكي المتداعي، وقد أمعنت كشف هشاشة الكيان، وبيان ضعفه في المعركة الحاسمة (سيف القدس).
أيها الأخوة والأخوات، لا تغرقوا في التوجسات، ولا تسهبوا التحليلات، ولكن انطلقوا بقوة في ميادين العمل، ورتبوا أوراقكم لكل قادم، فهذا ما بشرناكم به من قبل، وأقسمنا لكم الأيْمان بأن أمريكا في أفول سريع، فلا يغرنكم انتفاشها..
فقد هزمها الصوماليون والفتناميون والعراقيون والأفغان وأنتم تنظرون، وآن أن ندرك أن العالم تحول إلى وجهته، وأن الكسوف قد انقشع؛ ليجري الأمر على سنته.