- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
أ. عبدالله العقاد يكتب: وكان هنا كيان مجرم مر وانقشع…!
أ. عبدالله العقاد يكتب: وكان هنا كيان مجرم مر وانقشع…!
- 6 مارس 2023, 12:31:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقد حاولت الحركة الصهيونية جاهدة إيجاد تركيبات دقيقة وبالغة التعقيد في سعيها لاختلاق كيان تجمع فيه تناقضات لا جامع لها في ذاتها غير عوامل خارجية يسعون إليها، أهمهما، الشعور بـ(الاضطهاد)، وعقدة الأنا (التمييز) بقولهم على الله كذباً: نحن أبناء الله وأحبائه !
أما في ذاتهم فلا يجتمعون في شيء، ولا يربطهم رابط، غير عاملين أساسيين اللذين ذكرتهما سالفاً.
وهذا أهم ما يفسر ويجيب، لماذا لم يصنع الكيان له دستوراً…؟!
ومثل هذا التلفيق في الوجود لا يمكن أن يستمر طويلاً؛ فهو ليس أكثر من وقت محدود وعابر، ولا ينتج إلا عن ظرف استثنائي في التاريخ، كظاهرة فلكية تحدث كل مائة ألف سنة مثلاً.
وأجزم القول: أن هذه الظروف التي جمعت هذا النشار في الكيان الصهيوني تتسارع إلى الأفول، ولا يمكن أن تجدي كل محاولات الاستبقاء والتأخير أن توقف عقارب الزمن، وأحكام القدر المحتوم.
أما أهم عوامل التحلل والفناء انكشاف حلفاءهم (أنظمة الخيانة) الذين يُظهرون عداوة لهم، وهؤلاء متي ينكشفون يصبحوا بلا فائدة منهم ولا جدوى لمن يخدمونهم.
يعني مشاريع التطبيع التي تجري اليوم على قدم بلا ساق، وإن كانت في ظاهرها خنجراً مسموما في قلب الأمة والقضية، وهي كذلك، غير أن ارتداداتها ستكون ضارة بالمطبعين والمطبع معه، فجدواهم للكيان عندما يحتكر عداوتهم حلفاؤهم؛ فعندها يؤمّنون ظهورهم، ويضمنون ردة الفعل بعد كل عدوان يفعلونه، وهكذا سلموا لهم فلسطين.. راجعوا مذكرات القائد العربي العظيم عبدالله التل
أما انفجار الصراع الداخلي، وطغيان التناقضات البينية والذي يقترب إلى الانتحار الذاتي، عندما يهدد كبار المسؤولين بالرحيل أو عدم أدائهم الخدمة سواء المدنية أو العسكرية في كيان تتربص به المهلكات من كل جانب..
عندها سيكون الكيان عبئاً ثقيلاً مواليه، وكلًّا على مموليه، ولن يكون طويل وقت حتى ينفضوا أيديهم منه، وينفضوا من حوله ليلقى مصيره المشؤوم..
وبهذا يكون حبل الناس قد انقطع بهم ليتهاووا في بئر الذلة والمسكنة !
وهنا تنتهي قصة كيان مجرم مرَّ على هذه الأرض المباركة، وانقشع عنها في ساعة ليلة من التاريخ.