تكبير الخط تصغير الخط

في يناير  وبحرب الفرقان العظيمة ودعنا الوزير الشهيد سعيد صيام قائد وخطيب صوام مقدام حاسم ومبتسم بهي الطلعة.

ما ميز الوزير صيام تركيزه على بناء قوة أمنية بعقيدة وطنية فلسطينية سليمة، مستبدلا عقيدة أوسلو المشوهة، فجل عناصر أمن الداخلية الجدد من فصائل المقاومة المختلفة، وجاء قرار تأسيس القوة التنفيذية بعدما استنكفت  الأجهزة الأمنية وشرطة الرئيس عباس عن العمل، ورفضت تنفيذ أوامره واستهتروا بقيادته، فكان أن أصدر قرارا جريئا يعتبر من أهم القرارات المصيرية في العقد الاخير، حيث شكل القوة التنفيذية التي رسمت صورة جديدة لمرحلة أمنية مختلفة في قطاع غزة، وتحملت عبء مواجهة الفلتان المنظم، كما تحملت مسؤولية تطهير القطاع من براثن البؤر الموبوءة وأوكار المخدرات.

تميز الوزير سعيد صيام رحمه الله ببساطته وحكمته ورؤيته السديدة النافذة، يستمع أكثر مما يتكلم، رافضا للظلم متحري العدل، فإن وصله انتهاك أو وشاية يذهب بنفسه ويتقصى الحقائق ويعالج المشكلة، لا يكتفي بالجلوس في مكتبه ومتابعة التقارير الإدارية التقليدية، بل يتنقل بين المواقع بشكل مفاجئ. فيذكر لي أبناء الشرطة في عهده أن الوزير الشهيد تفقد جميع مراكز الشرطة في قطاع غزة أكثر من مرة واطلع على سير عملها.


وزارة الداخلية اليوم جزء لا يتجزأ من المقاومة الفلسطينية، فما تشهده كتائب القسام وسرايا القدس كتائب ابو علي مصطفى والألوية وقوى الغرفة المشتركة من تطور نوعي وكمي أنما يأتي بفضل هذه الوزارة التي حددت استراتيجيتها الرئيسية بحماية ودعم المقاومة وفصائل العمل المسلح.

الشهيد صيام كان مقرب جدا من الشيخ أحمد ياسين، يزوره ويلتقيه يوميا في آواخر حياته، رغم التعقيد الأمني، ويشاركه بأهم القرارات ويطلعه على أدق التفاصيل،  فقد كان امين سره، وقد اعتقل الشهيد صيام من قبل الاحتلال وأبعد الى مرج الزهور، ويحظى بمحبة واحترام مكونات شعبنا، لهذا شكل استشهاده صدمة قلبية لرجال المقاومة.

ودعنا ابو مصعب شهيدا مع ابنه في معركة الفرقان، ليقدم نموذجا فريدا في هذا الطريق الدعوي الجهادي، وزير منتخب فتحت له الدنيا وقالت هيت لك، ففضل المواجهة والتحدي وقيادة المقاومة بنفسه حتى الرصاصة الاخيرة، ليرتقي بمشهد مهيب يدل دلالة جديدة أن شعبنا عظيم لا ينكسر.