مصطفى الصواف يكتب: بعضاً من الذكريات مع سعيد صيام

profile
مصطفى الصواف كاتب صحفي فلسطيني
  • clock 15 يناير 2023, 2:39:16 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رحم الله الشهيد القائد سعيد صيام وزير الداخلية الأسبق الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في مثل هذا اليوم الخامس عشر من يناير عام ٢٠٠٩، في الأيام الأخيرة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي بدأ نهاية ديسمبر 2008 .


معرفتي الحقيقة بالشيخ سعيد صيام عن قرب كانت يوم 17 يونيو 2004 يوم عملية تفجير نفق محفوظة الواقع شمال مدينة خانيونس في الموقع العسكري الذي تواجد على مدخل المواصي.


العملية التي نفذتها كتائب القسام من خلال نفق حُفر وزُرع بالعبوات الناسفة وتم تفجيره في الساعات الأولي من ذلك المساء، كنت في ذلك الوقت في تغطية لإذاعة BBC اللندنية، ولا أزعم إن قلت؛ إن الخبر والتغطية الشاملة والتفصيلية للحادث كانت الـ BBC فيه هي الأولى من حيث سرعة التغطية، وتقديم المعلومات الكافية والشاملة للمكان والزمان والأداة المستخدمة وطول النفق، وهذه المعلومات حصلت عليها من مراسلي الذي كان يعمل بصحبتي في تلك الفترة وهو عمل صحفي لا غير.


في تلك الليلة أنهيت عملي بعد الساعة التاسعة ليلا تقريبا، وخرجت من المكتب وتوجهت إلى البيت بعد كتابة تقرير عن الحادثة وإرساله لوسائل الاعلام التي كنت أعمل معها حيث كان لي مكتب صحفي " الجيل للصحافة"، وكان يقبع في برج شوا وحصري في شارع الوحدة. 


ذهبت للبيت وإذ باتصال عبر الجوال المتحدث فيه سعيد صيام؛ يقول لي: لو سمحت أنا في انتظارك في البيت بعد أن حدد لي مكانه، استغربت من الاتصال!، وعدت لإرتداء ملابسي وركبت سيارتي متجها إلى بيته الذي وصفه لي، وإذ به ينتظرني على بابه، دخلت وسلمت وأدخلني إلى غرفة الضيوف والتي كانت تحتوي على بعض الفرشات الموضوعة على حصير بلاستيك مع بعض الكراسي البلاستيكية.


جلسنا وتناولنا أطراف الحديث، وعندها قال لي: نحن بصدد صياغة بيان صحفي حول عملية محفوظه التي حدثت قبل ساعات، وبالفعل صاغ البيان؛ وكنت أول من اطلع عليه قبل تعميمه على وسائل الاعلام، وأخذت مسودة البيان، وعدت إلى مكتبي، وأرسلته لوسائل الإعلام التي أعمل معها، ثم غادرت المكتب حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا وعدت للبيت ومكثت قليلاً وإذا بقصف سمعت دويه وأنا في بيتي، وتواصلت مع زميل صحفي مستفسراً عن القصف، والمكان المستهدف، وإذ بزميلي يصمت قليلا، ويقول لي مكتبك هو الذي تعرض للقصف، فنزلت مسرعا من البيت، ولا أعلم كيف وصلت إلى المكتب من حي التفاح حتى حي الرمال، وإذ بالناس يتجمهرون في المنطقة، وآخرون في قلب المكان الذي لم يبق فيه إلا الأعمدة والسقف، وعندها تواصلت معي العديد من وسائل الاعلام في المكان، وتَعهدت أن يعود العمل في المكتب في أقل من شهر وبنفس الجهد بل وزيادة، وبالفعل تم الأمر، وعاد المكتب للعمل وبجهد أكبر مما كان عليه.


نعم كنت أعرف أن الشيخ سعيد صيام قائد في حماس، مدرس في مدارس وكالة الغوث، وخطيب مسجد، وقد حضرت له العديد من الخطب، وهو يعرف أنني صحفي ولي مكتب وربما استمع للتغطية الصحفية على الـ بي بي سي في لحظة وقوع الانفجار وما ترتب عليه، ولكن الجديد الذي لم أعلمه أنه كان يقود إعلام حركة حماس، ولذلك كان الاتصال علماً أني لم أكن أشغل أي منصب بالحركة أو على علاقة بعملها الاعلامي.


هذه معرفتي الأولي عن قرب بالشيخ القائد سعيد صيام، ومنذ ذلك الوقت تعززت علاقتي بالشيخ، والذي كان المسؤول الإعلامي للحركة عقب استشهاد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
رحم الله الشهداء ورحم الله الشيخ سعيد صيام الذي كان مؤمناً بحق الشعب الفلسطيني بأرضة و طنة إيمانا كبيرا وداعيا إلى المقاومة والتحرير.

التعليقات (0)