رغم الرفض الأمريكي

"إسرائيل" لا تزال تدرس تنفيذ هجوم محدود على المنشآت النووية الإيرانية

profile
  • clock 19 أبريل 2025, 11:59:13 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
منظر عام لأفق مدينة طهران، إيران، 4 فبراير 2023. وكالة أنباء غرب آسيا (WANA) عبر رويترز

لم تستبعد "إسرائيل" تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة في الوقت الراهن غير مستعدة لدعم مثل هذه الخطوة، بحسب مسؤول إسرائيلي وشخصين آخرين مطلعين على المسألة.

وقد تعهد المسؤولون الإسرائيليون بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وأصر نتنياهو على أن أي تفاوض مع إيران يجب أن يؤدي إلى تفكيك كامل لبرنامجها النووي.

ومن المقرر أن يجري المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون جولة ثانية من المحادثات النووية التمهيدية في روما يوم السبت.

مقترحات إسرائيلية لواشنطن بتنفيذ هجوم في الربيع أو الصيف

خلال الأشهر الماضية، قدمت إسرائيل للإدارة الأمريكية عدة خيارات لهجوم على منشآت إيران النووية، تتضمن تنفيذ الهجوم في أواخر الربيع أو الصيف، وفقًا للمصادر. وتشمل الخطط مزيجًا من الضربات الجوية والعمليات الكوماندوز التي تختلف في حدتها، وقد تؤخر قدرة طهران على تطوير برنامجها النووي إلى سلاح من عدة أشهر إلى سنة أو أكثر، حسب ما أفادت المصادر.

ترامب يفضل الدبلوماسية ويؤجل الحسم العسكري

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأربعاء أن ترامب أبلغ نتنياهو خلال اجتماع في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، بأن واشنطن تفضل إعطاء الأولوية للمحادثات الدبلوماسية مع طهران، وأنه غير مستعد لدعم ضربة على منشآت إيران النووية في المدى القريب.

لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون الآن أن بإمكان الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة محدودة ضد إيران بمستوى دعم أمريكي أقل بكثير، مقارنة بالخطة الأصلية. ويُتوقع أن تكون هذه الضربة أصغر حجمًا وأكثر تركيزًا من تلك التي اقترحتها إسرائيل سابقًا.

ضربة محدودة… لكن بتكلفة استراتيجية

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستمضي قدمًا في تنفيذ هذه الضربة أو متى، خصوصًا في ظل بدء المحادثات بشأن اتفاق نووي جديد. وأي هجوم قد يؤدي إلى توتر العلاقة مع ترامب ويعرض الدعم الأمريكي الأشمل لإسرائيل للخطر.

وكانت بعض جوانب هذه الخطط قد عُرضت العام الماضي على إدارة بايدن، بحسب ما أفاد مسؤولان سابقان في إدارة بايدن لوكالة "رويترز". وأكد المسؤولان أن معظم الخطط كانت تتطلب دعمًا أمريكيًا كبيرًا، سواء عبر تدخل عسكري مباشر أو تبادل معلومات استخباراتية. كما طلبت إسرائيل من واشنطن ضمان دعمها في حال قامت إيران بالرد عسكريًا.

موقف ترامب: "لست في عجلة لدعم الحرب"

ردًا على طلب للتعليق، أحالت مجلس الأمن القومي الأمريكي وكالة رويترز إلى تصريحات ترامب يوم الخميس، حين قال للصحفيين إنه لم يثنِ إسرائيل عن تنفيذ الهجوم، لكنه أيضًا "ليس في عجلة" لدعم عمل عسكري ضد طهران.

وقال ترامب:

“أعتقد أن لدى إيران فرصة لتكون دولة عظيمة وتعيش بسعادة دون موت. هذا خياري الأول. إذا كان هناك خيار ثانٍ، أظن أنه سيكون سيئًا جدًا لإيران، وأعتقد أن إيران ترغب في الحوار.”

موقف إيران: "رد قاسٍ لا يتزعزع"

لم يصدر تعليق فوري من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن مسؤولًا إسرائيليًا رفيعًا قال لـ"رويترز" إنه لم يُتخذ أي قرار بعد بشأن توجيه ضربة لإيران.

في المقابل، قال مسؤول أمني إيراني رفيع إن طهران على دراية بالتخطيط الإسرائيلي، وإن أي هجوم سيؤدي إلى "رد قاسٍ لا يتزعزع من إيران".

ونقل عن المسؤول الإيراني قوله:

“لدينا معلومات استخباراتية من مصادر موثوقة تفيد بأن إسرائيل تخطط لهجوم كبير على مواقع إيران النووية. هذا ينبع من عدم رضاها عن الجهود الدبلوماسية الجارية، وأيضًا من حاجة نتنياهو إلى صراع كوسيلة للبقاء السياسي.”

إدارة بايدن رفضت الخطة سابقًا

واجه نتنياهو رفضًا من إدارة بايدن عندما قدم نسخة سابقة من خطة الهجوم. وقال المسؤولان السابقان في إدارة بايدن إن نتنياهو أراد من الولايات المتحدة أن تقود الضربات الجوية، لكن البيت الأبيض أبلغ إسرائيل أن تنفيذ الهجوم غير حكيم ما لم تُسرع إيران في تخصيب المواد النووية أو تطرد المفتشين الدوليين.

كما شكك مسؤولو بايدن في قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ الهجوم بفعالية دون دعم أمريكي مباشر.

ويؤكد خبراء ومسؤولون سابقون أن إسرائيل بحاجة ماسة للدعم الأمريكي – خاصة الأسلحة الثقيلة والقنابل الخارقة للتحصينات – لتدمير منشآت إيران النووية وبعضها يقع تحت الأرض.

الضربة المحدودة لا تلغي الحاجة للدعم الأمريكي

ورغم أن الضربة المحدودة التي تفكر بها إسرائيل تتطلب دعمًا أقل من الجانب الأمريكي، خصوصًا فيما يتعلق بالقاذفات الأمريكية وقنابلها الخارقة للتحصينات، إلا أن إسرائيل لا تزال بحاجة إلى ضمان من واشنطن بالدفاع عنها إذا ردت إيران بعد الهجوم، حسب ما قالته المصادر.

هجوم محدود = تأخير مؤقت

يحذر خبراء عسكريون ونوويون من أن أي هجوم – حتى باستخدام قوة نارية هائلة – لن يؤدي إلا إلى تأخير مؤقت للبرنامج النووي الإيراني، الذي تقول الدول الغربية إنه يهدف في النهاية إلى تصنيع سلاح نووي، رغم نفي إيران المستمر لذلك.

وقد أبلغ المسؤولون الإسرائيليون واشنطن في الأسابيع الأخيرة أنهم لا يؤمنون بإمكانية استمرار المحادثات دون ضمانات بعدم قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي.

وقال نتنياهو بعد لقائه مع ترامب:

“هذا يمكن أن يتحقق من خلال اتفاق، ولكن فقط إذا كان على الطريقة الليبية: يدخلون، ويفجرون المنشآت، ويفكون كل المعدات، تحت إشراف أمريكي مباشر.”

“أما الخيار الثاني فهو… أن تُماطل إيران في المحادثات، وعندها يكون الخيار العسكري مطروحًا.”

اللحظة المناسبة لضرب إيران؟

من وجهة النظر الإسرائيلية، قد تكون هذه لحظة مواتية لتوجيه ضربة ضد منشآت إيران النووية.

فورفق رؤيتهم، حلفاء إيران مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان تعرضوا لضربات إسرائيلية قوية منذ بداية الحرب في غزة، فيما استهدفت الولايات المتحدة جماعة أنصار الله في اليمن بغارات جوية. كما ألحق الجيش الإسرائيلي أضرارًا جسيمة بمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية في تبادل ناري في أكتوبر 2024.

وكان مسؤول إسرائيلي رفيع قال للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر إن هناك قدرًا من الاستعجال إذا كان الهدف هو تنفيذ الضربة قبل أن تعيد إيران بناء دفاعاتها الجوية. لكنه رفض تحديد أي جدول زمني للعمل الإسرائيلي المحتمل، معتبرًا أن مناقشة ذلك ستكون "عديمة الجدوى".

المصادر

رويترز

التعليقات (0)