- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:نتنياهو ما بين مأزق الأهداف التي لم تتحقق...ووهم صناعة الانتصار
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب:نتنياهو ما بين مأزق الأهداف التي لم تتحقق...ووهم صناعة الانتصار
- 21 سبتمبر 2024, 11:58:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يوجد تفسير معقول وعقلاني لما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا إذا جرى اللجوء إلى افكاره المتطرفة لمعرفة تفسير ذلك، فقبل تنفيذ أهداف إسرائيل التي أعلنتها من قبل في قطاع غزة، اجتمع قبل ايام، الكابينت السياسي الأمني ووضع هدفا جديدا يتمثل في إعادة مستوطني شمال الكيان لأماكنهم.
فكما وضع الأهداف التي كان قد طرحها نتنياهو في غزة، ومنها هدف عودة المحتجزين، التي لم تتحقق، فعاد منهم من عاد و من لم يعد عاد في توابيت، و جزء منهم من لم يعد حتى الآن ، كما أن هدف القضاء على حماس لم يتحقق فهناك اشتباكات كل يوم في القطاع، وهدف عدم وجود مستقبل لحماس لم يتحقق، فإسرائيل تتفاوض بشكل غير مباشر مع حماس عبر وساطة مصر وقطر .
إسرائيل فشلت في غزة.
إسرائيل إذن فشلت في غزة، أما التصعيد الحاصل في لبنان فقد سبقه شيئان يدلان على العقلية التي على ما يبدو جنونية، الأول هو اغتيال فؤاد شكر القائد العسكري في حزب الله، والثاني اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، ولم ترد إيران على ذلك حتى الآن ، وهذا دليل على أن المنطقة لن تدخل في صراع غير عقلاني، وحزب الله رد بطريقة استوعبت الموقف، إلا أن نتنياهو لم يكتفِ بهذا، والدليل الأحداث التي شهدتها لبنان في الآونة الأخيرة من الهجوم السيبراني ، وتفجيرات البيجر الدموية وحيث يبحث نتنياهو عن أي طريق لاشعال المنطقة .
فمن فشل على مدى 11 شهرا في قطاع غزة، و بعد أن تكبد جيشه خسائر بشرية فادحة، وفقد هيبته، لا يمكن ان ينتصر على “حزب الله” الذي يملك اكبر عدة وعتادا و تسليحا من حماس .
يبدو أن نتنياهو يعيش حالة من الأزمة واليأس والانكسار، وبذلك يسعى إلى تصدير أزمته إلى الخارج بتوسيع نطاق الحرب، وتوريط أمريكا فيها للخروج من أزماته هذه ، ولهذا لجأ الى هذا الهجوم السيبراني الاستعراضي كطوق نجاة، ربما تمهيدا لهجوم بري أو جوي الى لبنان، او جنوبه على الأقل، في سعيه للقضاء على المقاومة ، فقد راهن نتنياهو على ان “حزب الله” لا يريد توسيع الحرب، ولهذا لن تكون ردوده على استفزازات جيشه ضخمة ومدمرة، يستخدم فيها بعض، او كل، ما في حوزته من صواريخ دقيقة تستهدف المدن الكبرى مثل حيفا وعكا وتل ابيب والقدس، علاوة على البنى التحتية الإسرائيلية مثل مراكز الماء والكهرباء والمطارات والموانئ.
نتنياهو الذي اتخذ هذا القرار في محاولة يائسة من جانبه لترميم الردع الإسرائيلي المنهار، وإنجاز صورة انتصار وهمية حتى يرفع الروح المعنوية لجيشه ورأيه العام من شدة الهزائم التي لحقت بهم في قطاع غزة والضفة الغربية ، وبعد الضربة اليمنية التي تمثلت في صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي الذي وصل قبل أيام الى هدفه في القرب من تل ابيب.
عدا عن فشل الرهان على التغيير في الوضع شمال فلسطين المحتلة، وخاصة عودة عشرات آلاف المستوطنين الى المستعمرات الشمالية وتحقيق هدف إبعاد تهديد «حزب الله» عنهم.
وأنّ ثمّة أهدافاً سياسية اخرى للتصعيد الإسرائيلي قبيل الانتخابات الأميركية، سواء من حيث محاولة التأثير على النتيجة، أو من حيث تأثير النتيجة على الوضع الحالي، بالتزامن مع اعتقاد بقول ان «بنيامين نتنياهو» ما زال يراهن على فوز المرشح الجمهوري «دونالد ترامب»، الذي سيعطي إسرائيل ما لم يعطها إياه الرئيس الحالي «جو بايدن»، في حين أنّ فوز المرشحة الديمقراطية «كامالا هاريس» قد يعني استمرار المراوحة، تماماً كما هو الحال اليوم. دون استبعاد وجهتي النظر الأميركية القائمة على استمرار دعم كلا الطرفين، الجمهوري والديمقراطي، للكيان الإسرائيلي وتبنّي خياراته العسكرية سرّا وجهرا.
فهل تغامر حكومة نتنياهو المنقسمة على نفسها، وتذهب الى خيارات غير مضمونة النتائج قد تكون مدمرة لدولة الكيان، أم اننا أمام مناورات تهديدية للتأثير على الرأي العام اللبناني من جهة، وذر الرماد في عيون الداخل الإسرائيلي من جهة ثانية، في ظل معادلات جديدة وقدرات متطورة للمقاومة لم تكن كما كانت سابقا في حرب العام 2006؟!