- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الاستقبال الرسمي للأسد في موسكو.. 3 أسباب بينها تركيا والإمارات
الاستقبال الرسمي للأسد في موسكو.. 3 أسباب بينها تركيا والإمارات
- 20 مارس 2023, 9:49:05 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر الصحفي الروسي أنطون مارداسوف أن الاستقبال الرسمي الروسي غير المعتاد لرئيس النظام السوري بشار الأسد في 15 مارس/آذار الجاري، على عكس اجتماعاته السرية السابقة، يشير إلى أنه أصبح "في وضع أقوى للتفاوض" مع موسكو، وربما يكون خلفه 3 أسباب.
وبينما كانت زياراته السابقة لموسكو لا يتم الإعلان عنها إلا بعد إتمامها، تحدثت صحيفة "فيدوموستي" الروسية في 6 مارس/آذار الجاري عن الاستعدادات للزيارة الرسمية، وفقا لمارداسوف في تقرير نشره موقع "المونيتور" الأمريكي (Al-Monitor).
وأوضح أن استقبال الأسد في مطار فنوكوفو الدولي شمل سجادة حمراء وحرس شرف وأوركسترا، واستقبله كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف والسفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف والسفير السوري لدى موسكو بشار الجعفري.
وبين عامي 2015 و2021، بحسب مارداسوف، سافر الأسد 4 مرات إلى روسيا في السر، وكما لاحظ خبراء روس فإن زيارة الأربعاء كانت "علنية ورسمية قدر الإمكان"، ولا "تشير فقط إلى الوضع العالمي المتغير، ولكن أيضا توقعات معينة" لموسكو ودمشق من المفاوضات.
واستدرك: لكنه "تم تعديل لقطات لقاء الأسد في المطار لتجنب إظهار الطائرة التي نقلته إلى موسكو. على عكس مزاعم الخبراء الروس بأن الأسد لم يعد تحت التهديد، ويبدو أنه نُقل إلى فنوكوفو على متن طائرة من طراز IL-62M تابعة لوزارة الدفاع الروسية، من خلال التفاف عبر الأردن والمجال الجوي الإيراني".
وتابع أن "موسكو حاولت أيضا إضفاء الطابع الرسمي على الزيارة عبر وضع الأسد الزهور على ضريح الجندي المجهول في حديقة الكسندروفسكي، مع حرس الشرف العسكري، بالإضافة إلى إجراء المحادثات في الكرملين مع وفود ضمت وزراء الاقتصاد والدفاع والمالية".
لقاء أردوغان
وربما توجد 3 أسباب يمكنها تفسير الاستقبال الرسمي المعلن وغير المعتاد للأسد في موسكو التي تدعمه عسكريا منذ عام 2015 بعد 4 سنوات من اندلاع احتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة.
وقال مارداسوف إن "السبب الأول هو أن موسكو أخذت في الاعتبار رحلات الأسد الأخيرة إلى الإمارات وسلطنة عمان دون أي رعاية روسية، والثاني أنها قررت تقديم خدمة للأسد لأنها تحتاج أيضا إلى شيء منه، ألا وهو موافقته على مواصلة الاتصالات مع تركيا وعقد لقاء محتمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو شريك تجاري مهم لموسكو".
وزاد التبادل التجاري بين تركيا وروسيا منذ أن بدأ الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، فرض عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وجاءت الزيارة في وقت يواجه فيه اجتماع رباعي مرتقب بين تركيا والنظام السوري وإيران وروسيا ولادة متعثرة، حيث يبدو أن الأسد رفع سقف مطالبه مقابل المضي قدما نحو تطبيع العلاقات مع أنقرة قبل الانتخابات التركية العامة المهمة في 14 مايو/أيار المقبل.
وفي لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر الأسد موسكو على كل شيء حرفيا، كما ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية.
وقال مارداسوف إن "مثل هذا الخطاب من الأسد لا يشير في الحقيقة إلى الكثير، حيث أفاد مصدر دبلوماسي روسي بأنه خلال الزيارات العديدة للوفود الروسية إلى دمشق لإعداد النظام للمحادثات مع المعارضة، أبدى الأسد دائما الاستعداد نفسه لقبول المبادرات الروسية، لكن الحماس نفسه خرب وعرقل كل المقترحات بعد مغادرة الوفود الروسية القصر الرئاسي".
الاجتماع الرباعي
وفي اليوم التالي لمحادثات الأسد وبوتين، أضاف مارداسوف، أصبح معروفا أن اجتماع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري تم تأجيله "لأسباب فنية".
وقال دبلوماسي روسي سابق: "من الواضح أنه كانت هناك قوة قاهرة، ومن المحتمل أن تكون هذه القوة هي الأسد نفسه وفقا لما ظهر في مقابلته مع وكالة سبوتنيك الروسية".
وفي تلك المقابلة، قال الأسد إنه لن يلتقي أردوغان إلا عندما تكون تركيا مستعدة لسحب قواتها بالكامل من شمالي سوريا وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب السورية.
وتقول أنقرة إن تلك القوات تخدم الأمن القومي التركي عبر التصدي لحزب العمال الكردستاني الانفصالي والجماعات التابعة له، والتي شنت هجمات دموية على أهداف تركية انطلاقا من الأراضي السورية، وتشدد على أنها ستنسحب عندما يزول هذا الخطر.
البحر المتوسط
أما السبب الثالث للاستقبال الخاص للأسد في موسكو، فهو بحسب مارداسوف أن "موسكو، وبالنظر إلى الحرب في أوكرانيا، بحاجة الآن إلى (...) حرية العمل (عبر سوريا) في منطقة البحر المتوسط أكثر مما يحتاج الأسد إلى الوجود الروسي (في سوريا)".
وتابع: كما "ينخرط الأسد بمفرده بالفعل بنشاط مع لاعبين إقليميين، ويخشى الكرملين من بعض المناورات خلف ظهره، كما يتضح من الوضع الذي تصاعد في إدلب عام 2020 فيما يتعلق بالاتفاقات السورية الإماراتية".
وفي أبريل/نيسان 2020 ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني "MiddleEastEye " أن الإمارات عرضت على الأسد 3 مليارات دولار لإنهاء وقف إطلاق النار في إدلب، بهدف استنزاف تركيا وإلهائها عن الدفاع عن العاصمة الليبية طرابلس ضد هجمات الجنرال الليبي المتقاعد حليفة خفتر حليف أبوظبي. وعادة ما تنفي الإمارات تدخلها في شؤون الدول الأخرى، وتقول إنها تدعم جهود إحلال السلام والاستقرار.