- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: الإعتكاف في المسجد الأقصى المبارك فرصة للذود عن حياض المسجد الأقصى المبارك
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: الإعتكاف في المسجد الأقصى المبارك فرصة للذود عن حياض المسجد الأقصى المبارك
- 20 مارس 2023, 7:38:30 ص
- 424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعيش شعبنا في انتظار المجهول فيما سيكون في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس من أحداث، حيث يقبل علينا شهر رمضان المبارك، ولا زال العدو الصهيوني يُحَشِّدُ لاقتحامات واسعة ضد المسجد الأقصى المبارك، ويجتهد في تهيئة الأجواء لإغلاق المسجد الأقصى المبارك عشرة أيام؛ لتخلو له الأجواء، عسى أن يحقق مراده ومبتغاه.
وإزاء هذا التحشيد الصهيوني، لا يسعُنا إلا أن يكون الرسول ﷺ هو قدوتنا وأسوتنا، فهو قدوتنا في الأخلاق والهيئات، ومن الواجب أن نقتدي به في الطاعات، وقد (كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً) البخاري، وكذلك فإنه ﷺ أسوتنا في الملمات، وقد (كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) أبو داود، كما (فقدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً سَمِعُوا صَوْتًا، قالَ: فَتَلَقَّاهُمُ النبيُّ ﷺ علَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وهو مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقالَ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: وجَدْتُهُ بَحْرًا يَعْنِي الفَرَسَ) البخاري، فمن شجاعته وغيرته لم يسبقه أحد، ولم ينتظر ليسرج الفرس؛ إنما ركبه عرياناً.
إنه لا شيء يُفْزعُ هذا الزمان، أكثر من أن نفقد مسجدنا الأقصى المبارك، ولذلك وجب علينا أن نتأسى برسول الله ﷺ، ونجتهد في أن نفزع للعبادة في المسجد الأقصى المبارك، وإننا نجزم أننا نعيش في زمن أفضل العبادة فيه هو الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، حيث قال النبي ﷺ مجيباً على سؤال أبي ذرّ، أي المساجد أفضل: (أمسجد رسول الله ﷺ أم بيت المقدس ؟ فقال ﷺ: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا وما فيها) الحاكم وصححه. ومن المؤكد أن مقصود النبي ﷺ بأنه سيأتي زمان لا يمكن أن تساوي الصلاة في المسجد النبوي مع الدفاع عن المسجد الأقصى، ولا شكّ بأنّ قوله ﷺ: (خير له من الدنيا جميعا) يشمل جميع ما في الدنيا من كنوز وذخائر ومساحات أراضٍ، كذلك ما فيها من قربات وعبادات، وإنّ الحراسة من خلال الإعتكاف في المسجد الأقصى المبارك لهي أعظم العبادات هذا الزمان، ناهيك أنها تكون إعتكافاً ورباطاً، ويكفينا قول النبي ﷺ (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ؟ حارِسُ يَحْرُسُ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ) النسائي، وقال: (موقفُ ساعةٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ من قيامِ ليلةِ القدرِ عندَ الحَجرِ الأسوَدِ) البيهقي.
فهنيئاً لمن وعى خطورة ما يحاك ضد المسجد الأقصى، فنهض وهبَّ يعزم النية ليعتكف طوال شهر رمضان، مرابطا في المسجد الأقصى المبارك، دون كلل أو ملل، يذود عن حياض مسجده، تاركاً أهله مدافعاً عن مقدساته في سبيل الله، ووالله إنها ليست ساعة أفضل من ليلة القدر، بل إنها ليالي شهر مبارك وليلة القدر، لتتّحدَ الأجور والحسنات، فيفوز فيها من فاز، ويكون سبباً في إحياء المسجد الأقصى المبارك، ورَدّ قطعان المستوطنين عنه.