الدكتور ناصر محمد معروف يكتب:الاحتلال يناقش خطة للتقسيم المكاني للمسجد الأقصى المبارك لِيُرَسِّخ سيادته على شعوب المنطقة

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 8 يونيو 2023, 4:47:03 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إنَّ الحقيقة التي هي كالشمس ، ولا يُمْكِنُ أنْ تَخْفى على أحدٍ من العقلاء، أنَّ أجداد الاحتلال لم يستطيعوا أنْ يحققوا السيادة على الشعوب ، فهل سَيُحَقِّقُه لهم جيل البمبز؟

إنَّنا نستغرب من هذه التراهات التي تصدر عن الاحتلال بين الفينة والأخرى ، والتي كان آخرها تقديم عضو الكنيست عميت هليفي من الليكود خطة لتقسيم المسجد الاقصى ، قاصداً أن يجعل المسجد الأقصى مُقَسَّماً مكانياً كالمسجد الإبراهيمي.

يظهر أنّ الاحتلال لم ييأس منذ "مئة وستةً من السنوات ، وذلك منذ الاحتلال الانجليزي العام 2017، حتى يومنا هذا ، حيث لم تستطع حركته الصهيونية، ومن خلفها كل قوى الظلم والهيمنة العالمية، أنْ تُرْكِع شعبنا وتسوده، وخلال المئة وستة سنوات، لم يستسلم شعبنا، بل وقدم فلذات أكباده؛ ليُرَسِّخ أنَّ هذا الشعب حُرٌّ لا يقبل أنْ يُقاد من غيره ، فكيف لو كان الاحتلال الصهيوني؟

إنَّ شعبنا لا يمكن أنْ يقبل أنْ يكون هذا الكيان الغاصب في قلب الأمَّة، يمتلك أقدس مقدساتها، على الرغم من كل محاولات الترويض التي مارستها الأنظمة الرجعية والانهزامية لشعوب المنطقة، عبر ما يسمى التطبيع مع هذا الكيان!!!.

إنَّنا نؤكد على رؤيتنا ، وهي أنَّ مسارعة الاحتلال في إيجاد أي طريق لتهويد المسجد الأقصى ومدينة القدس ؛ إنما تُعجِّلُ زواله، وإنَّ النظام الدولي الذي جعل من إسرائيل الطفل المدلل، هو نفسه الذي جعل إسرائيل فقاعة تائهة في بحر الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وإنَّ إسرائيل لا تعي أنَّ الإرهاصات تُنْبِئُنا بزوال كيانها عاجلاً غير آجل، ودليل قولنا ما يلي:

(1) هل استطاعت انجلترا واسرائيل ومعهم أمريكا أنْ يوقفوا مقاومة شعبنا على مدر مئة وستة سنوات، فكيف يقسموا المسجد الأقصى؟

(2) هل استطاعت اسرائيل وبدعم المجتمع الدولي ومنذ سبعة ً وأربعين سنة أنْ تُقْنع الشعوب العربية بالتطبيع، بل إنها بذلت قصارى جهدها في دعم حكامٍ للعرب، أملاً أنْ تستريح باستيعاب الشعوب العربية لها، فما وجدت إلا أمثال محمد صلاح من الجيش المصري، الذين يفون بينة الفينة والأخرى لينسفوا أوهام الاحتلال.!!!

يظهر أنَّ إسرائيل لا ترى نفسها أنها وحتى على الصعيد الدولي لم تعد هي تلك القوة الضاربة المهيمنة المدعومة من المجتمع الأوروبي والأميركي، وذلك نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية التي جعلت اسرائيل آخر سلم اهتماماتها، بل وإنَّ أميركا الداعم الرئيس لها مبتلاة بمشاكلها الاقتصادية إضافة إلى صراعها مع المحور الصيني والروسي، حتى أصبحت ليس هي القوة العظمى التي يشار لها بالبنان، مما جعل اسرائيل رقماً صغيراً ضمن اهتمامات تلك الدول.

إنَّ مصير دولة الإحتلال في خطر شديد لا يشعر عُبَّاد الهيكل وجماعاته، وحكومة المستوطنين الفاشية به، وهم أولى بأنْ ينذروا قومهم هذا الخطر كأهل دين، لكنَّ كبراؤهم يدركون ذلك، وهذا ما دفع كلاً من تامير باردو ونفتالي بينيت وإيهود باراك أن ينذروا هذا الخطر ويُصَرِّحوا به عن زوال دولتهم وكيانهم!!!

يقول إيهود باراك: على مرّ التاريخ اليهودي لم تعد لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين كانت بداية تفككها.

ويقول بينت: إن إسرائيل تعيش أصعب لحظات الانحطاط التي عرفتها على الإطلاق.. فوضى ودوامة انتخابات لا تنتهي وشلل حكومي.

أما المؤرخ اليهودي الألماني عوفر الوني، فيقول: إسرائيل مضطربة ومشوشة مثل الرؤية في حلم مروع ودولة مضحكة مثل النكتة وفاقدة للمصداقية، وأثبت التاريخ أنها ولدت بالخطأ.

ألا يكفي ذلك أن نرفع رؤوسنا كشعب فلسطيني، وأن يضح هؤلاء الحثالة رؤوسهم في التراب؟


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)