الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: هل الهدنة مطلب فصائلي أم أنها مطلب لاستهلاك للوقت؟

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 13 مايو 2023, 11:07:50 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ينتظر كثيرون بتلهف الإعلان عن تهدئة ، وفي كل مرة يحدث حدثاً يُؤَجِّل الحديث عن التهدئة ، ومنْ يتابع إدارة المعركة ، وما يُفَكِّر به الاحتلال يعلم جيداً أنَّ الغرفة المشتركة لا تعنيها التهدئة في هذا الوقت ، حيث إنَّ غرور قيادة الاحتلال ومغامرتها في هذه الحرب ، يجب ان يُكْسَر وأن يرضخ لمطالب المقاومة.

صحيح أنَّ العدو بترسانته يقتل ويهدم البيوت ، ولكن متى كانت الحرب دون تقديم التضحيات ، وهل أصحاب الحق يتركون حقهم خوفاً من الموت ، بالطبع إنَّ هذا لم يحدث في عصر الجاهلية ، فما بالُنا ونحن نقرأ قوله تعالى: (ومَنْ يُقْتَلْ أوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرَاً عَظِيمَا) وهذا يعني أنَّه ليس أمام أصحاب الأرض إلا أنَّهم يُقْتَلون أو يغلبون لتحصيل حقوقهم.

وهذا يجعل أصحاب الحقِّ يتمترسون عند حقِّهم ، فإمَّا أنْ تتحقق أهدافهم وإما أن تبْق المعركة قائمة.

وإنَّ سلوك العدو في الفترة قبل الحرب ، لا شكَّ أنّ الحرب أصبحت فرصةً للجم هذا العدو وتلقينه درساً ، ليعلم أنّ المقاومة ليست أداة في يد أحد ، وأنّه إذا اعتدى فلا بدّ منْ أنْ يدفع الثمن ، وليس هناك أفضل لتدفيع هذا العدو الثمن من أنْ يُسْتَنْزَف هذا العدو ،فلا هي حرباً ، ولا هي سلماً ،حتى يُقِرّ هذا العدو ، ويرضخ صاغرا أمام المقاومة ، فالمقاومة تعلم أنّ هذا العدو لا يمكن ان يقبل شيئاً إلا تحت الضرب ، وحتى عندما أعطاهم الله التوراة التي فيها حياتهم ، رفضوها  ، ولم يأخذوها إلا بعد أنْ رفع الله فوقهم الجبل ، وقال: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة) ، وهذا يجعلنا نفهم أنّه ليس من مصلحة شعبنا أن تكون تهدئة مقابل تهدئة ، إذْ كيف يكون ذلك ولا زال العدو يُصِرُّ على مسيرة الأعلام ومرورها بالبلدة القديمة واقتخامها للمسجد الأقصى ، وإنّ أيّ تهدئة لا تحقّقُ الأهداف المرجوة فلا قيمة لها وهي بالنسبة للمقاومة ولشعبنا هزيمة ، وهذا من الصعب أن يكون ، وهنا تتضح الأمور أنّ مطالب التهدئة بالنسبة للفصائل إنّما هي استهلاك للوقت ، حتى تتحقق الأهداف ، ويُلْجَم الاحتلال بإذن الله


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)